مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
فلنعتبرْ
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 7 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 13 سبتمبر-أيلول 2023 11:41 م


كل الحركات والتيارات التي تنشد التغيير تنطلق في بداية مشوارها الجهادي والثوري بناءً على ما احتواه المنهاج الذي وضعه روادها الأوائل، ورموزها المؤسسون من المبادئ والأفكار والقيم والمثل التي بإمكانها إحداث التغيير في الواقع السيئ الذي يعيشه المجتمع إلى الأفضل والأحسن في كل شيء، كما ينجذب المجتمع إلى تلك الحركات والتيارات، لاسيما إذا كانت دينية، لأنه يرى فيها تجسيداً حياً لما يختزنه من فكر وعقيدة، ويحمله من معانٍ روحية، ظلت مغيبةً حتى جاءت تلك الحركات والتيارات، ونقلتها من واقع المثال المجرد، إلى واقع الصورة المحسوسة، وذلك لأن الجيل الأول الذي يأخذ على عاتقه مهمة الإخراج لتلك الحركات إلى النور؛ يحرص على أن يرى الناس في ممارساته وأساليبه وتصرفاته وأفعاله وعلاقاته ومعاملاته حقيقةَ ما يدعوهم إليه من أفكار، فتتحد النظرية بالتطبيق، وتتعزز القناعة لدى الناس بضرورة التزام خط تلك الحركات حينما تتعزز الأقوال بالأفعال، ولكن مع الأسف الشديد؛ فإن ذلك الحماس المنقطع النظير، والحرص المتعاظم على تمثل المشروع لدى العاملين يبدأ بالخفوت والتناقص مع الزمن، وهكذا كلما ابتعد العاملون زمنياً عن لحظة البداية؛ سارت الأمور بشكل تدريجي باتجاه الاضمحلال والذوبان، نتيجة ظهور المطامع والأنانية، وغلبة الأهواء والمصالح الشخصية لدى العاملين على ما يحملون من أفكار وقيم ومبادئ ومُثُل عليا، فيعملون على إيجاد سياسة تضمن لهم ممارسة الازدواجية المطلوبة لحفظ مصالحهم، وبالطريقة التي تفصل بين كل ما كان ينشده هؤلاء العاملون من قيم ومبادئ، وبين ما يمارسونه على أرض الواقع في مختلف الميادين.
إنه لأمر في غاية الغرابة فعلاً، فكيف لحركات أخذت على عاتقها مهمة النهوض والتغيير والإصلاح، أن تنقلب على أعقابها بهذا الشكل؟! ولكن إذا عرف السبب كما قيل بطل العجب، وهو أن الجيل الأول الذي انطلق بهذه المهام، متسلحاً بأنبل الخصائص، وأكمل الصفات، كالتضحية والشجاعة والإخلاص والصدق والإباء والثبات والتقوى والاستقامة؛ قد ذهب معظمه في سوح البذل والعطاء، وبموجب تلك التضحيات التي قدمها هؤلاء، إلى جانب ما قدموه من خبرات وإمكانات ورؤى تحققت كل المنجزات التي نالتها حركاتهم تلك، وبمجرد تحققها؛ بدأ النشاط المصلحي، واتسعت دوائر التوظيف الشخصي، واختفت حالة الصدق والوفاء والنزاهة، فصادروا جهود ومنجزات المضحين، من قبل المتسلقين والانتهازيين، الذين ما إنْ يتمكنوا من الإمساك بمقاليد وزمام الحركات التغييرية؛ حتى يعمدوا إلى التزام سياسة المداراة المصلحية الزائفة، التي تصنع من خلالها شبكة علاقات وتحالفات ومصالحات من خلال هؤلاء الانتهازيين، مع تيارات وحركات أخرى، ولأنهم كانوا لا يعبرون عن نهج، وإنما عن هوى؛ فإن تلك الشبكات العلائقية ستتعاظم شيئاً فشيئاً حتى تصير قيداً وسجناً ومشنقة لتلك الحركات النهضوية، لأنها قدمت فكرها وعقيدتها ومبادئها قرابين في سبيل تلك العلاقات والتحالفات والمصالحات والتقاربات والتفاهمات، لتصبح في نهاية المطاف فقيرة مجردة من كل شيء.
وليت هؤلاء الانتهازيين والمتسلقين الذين ابتليت بهم تلك الحركات في تاريخنا المعاصر اكتفوا بهذه الممارسات! بل يحدثنا التاريخ؛ أنهم سعوا لتغييب ومحو أفكار رواد حركاتهم التغييرية، لأنهم وجدوا أن تلك المقولات والأفكار والصرخات تحاصرهم، ولن يستطيعوا تحقيقها، وبالتالي فلا بد من تغييبها، وإبداء فقط كل ما يتناسب مع وضعهم المزري، فلنعتبر.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
التغييرُ المطلوب
محمد صالح حاتم
نصر القريطي
اليمن بعد 22 عاماً من مؤامرة “11 سبتمبر”..!
نصر القريطي
دينا الرميمة
اليمنُ في حضرةِ الذاتِ المحمدية
دينا الرميمة
شرف حجر
مؤامرة مرتزقة العدوان على قطاع الاتصالات
شرف حجر
هنادي محمد
سيادةُ الرئيس والمسؤوليةُ كما يجبُ أن تكونَ
هنادي محمد
عبدالرحمن مراد
أمريكا وغربُ آسيا
عبدالرحمن مراد
المزيد