تقوم المعادلة السعودية بشأن العدوان على بلادنا على أساس أن المشكلة في صنعاء وطهران والحل في الرياض لذا فإن أيَّ حلٍّ للحرب على اليمن لن يكون ذا جدوى إن لم تتم معاقبة مجرمي الحرب السعوديين على ست سنوات من القتل والتدمير والخراب الذي ألحقوه بهذا الشعب العظيم..
واهمٌ من يظن بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتخلى عن مصالحها في مياه الخليج ومنابع النفط وبالمقابل فالوهم ذاته يعيشه السعوديون والإماراتيون والذي يظنون أنهم لا يزالون المدللون لـ واشنطن..
الحقيقة التي لا يختلف عليها عاقلان هي أن معادلة جديدة تتشكل في المنطقة ولعل الأطراف على الأرض هم الأقدر تحديد معاييرها وموازينها وهذا ما يجعل دول العدوان تعيش في حالة توهان خشية تخلي الأمريكي عنهم..
من يراقب أبواق العدوان وإعلامه سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن العدوان على بلادنا لم يكن سعودياً أو إماراتياً في يومٍ من الأيام بل كان هؤلاء الحمقى هم القفازات المتسخة التي استخدمتها واشنطن وتل أبيب لتمرير مخططات المشاريع الصهيونية في المنطقة..
تزعم صحيفة “عكاظ السعودية” بأن توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة تأتي متناسقة ومنسجمة تماماً مع الموقف السعودي الحريص على إيجاد حلٍّ سلميٍّ للحرب في بلادنا..
الصحيفة التي لا تزال تسمي هذه الحرب القذرة بالأزمة تتجاهل حقيقة أن المملكة هي من تدمر اليمن وتقتل اليمنيين وليس ذاك فحسب بل إنها لا تزال تحمّل الضحية ثمن جريمة ذبحها وترسم صورةً مغايرةً للحقائق على الأرض وتضع السكين في يد الضحية لا قاتلها..
تقول “عكاظ” في افتتاحيتها بأن الرياض حرصت منذ اللحظة الأولى لاندلاع ما تمسيها الأزمة في اليمن على إعطاء أولوية قصوى للحل السياسي إلا أن الميليشيات كما تسميها أيضاً استمرت في قتل وتدمير الشعب اليمني..
بهذه العقلية وهذا المنطق يريد السعوديون أن يكونوا جزءاً من الحل وهم كل المشكلة بالأساس..
بعد ست سنواتٍ من القصف الجوي الذي لم يتوقف حتى لحظة قراءة هذا السطور لا يزال السعوديون ينكرون أنهم هم من يقتل الشعب اليمني وان طائراتهم هي من دمرت كل البنية التحتية في بلادنا ودفنت الأبرياء تحت أسقف منازلهم..
هكذا يعبِّر قتلة الأطفال عن رغبتهم في الشراكة في الحل السلمي المفترض الذي يرون انه يجب ان يقوم على قاعدة تحميل الضحية مسئولية ذبحها فيما يفترض بالمجرم القاتل أن يطلق عليه “المخلِّص” على طريقة اليهود والصليبيين في تحريف الأديان السماوية..
على الرغم من أن التوجهات المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة تفترض بأنه يجب أن تكبّل يد القاتل السعودي حتى تتوقف الحرب في بلادنا إلا أن حكام الرياض لا يزالون يغالطون انفسهم بأنهم دعاة سلام وليسوا قتلة ومجرمي حروب..
تقول افتتاحية صحيفة “عكاظ السعودية” بأن الرغبة الأمريكية الجديدة تأتي مكملة للمواقف السعودية الداعية إلى ضرورة وضع حدٍّ لهذه الحرب..
حقاً يشعرنا هؤلاء وهم يتحدثون بهذا المنطق أنهم صمٌّ بكمٌ عميٌ لا يعقلون.. لقد تماهى النظام السعودي مع دور القفازات المتسخة لتنفيذ مشاريع الصهيونية العالمية إلى الحد الذي لم يعودوا يشعرون معه بأي مسؤولية تجاه جرائم الحرب التي يرتكبونها في بلادنا منذ ستة أعوام..
كل تصريحات هؤلاء وإصرارهم هم وأبواقهم المأجورة وإعلامهم الرخيص على أن المملكة جزءٌ من الحل وليست المشكلة على الإطلاق يؤكد بأن هؤلاء ليسوا أكثر من أدواتٍ رخيصة بيد الأمريكي والصهيوني لتنفيذ مخططات الشرق الأوسط الجديد الذي نرى بواكيره اليوم في الرياض وأبوظبي والمنامة والخرطوم.
* نقلا عن : السياسية