عندما وافقت قيادتنا على الهدنة كان هذا لأسباب إنسانية بحتة. وعلى العكس من ذلك، فطرف العدوان ومرتزقته عندما لجؤوا للهدنة فلم يكن هذا من باب الإنسانية، أو لاهتمامهم بالناس؛ بل لأنهم تلقوا أوامر من سادتهم الأمريكان حتى لا تتعرض منشآت بقرتهم الحلوب (السعودية) النفطية للقصف، في ظل عدم استقرار سوق النفط العالمية، نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا والغرب في أوكرانيا.
ونتيجة لعدم اهتمام طرف العدوان ومرتزقته بالناس، فقد رأينا خلال الفترة الماضية عدم قيام حكومتهم الجديدة بأي إجراءات تصب في مصلحة الناس، فلا فرق بين دنبوع الأمس، ودنابيع اليوم! كما قاموا بعرقلة فتح مطار صنعاء للرحلات الإنسانية، واستمرار خروقاتهم القذرة هنا وهناك، وليس آخرها الاعتداء بقذائف المدفعية على منازل المواطنين في مديريتي حيس والجراحي، وسقوط جرحى من النساء والأطفال وتضرر الممتلكات!
أما التحركات المشبوهة على الجبهات فحدث ولا حرج؛ من استحداث مواقع عسكرية، وتحليق طيران العدوان التجسسي، وقصف المواقع المدنية، وقطع الطرق التي تصل المناطق ببعضها، وتصريحاتهم العنترية التي تدل على انحطاطهم... وغيرها من الأفعال التي تدل على سوء نيتهم وقبح أخلاقهم. وكلنا سمعنا عويل “الإخوان” عندما قرر المواطنون انتهاز فرصة الهدنة لفتح الطرقات من وإلى مدينة تعز المنكوبة، والذي اعتبره البعض منهم خيانة لدماء الخونة الذين قتلوا وهم يذيقون أهل المدينة شتى أنواع التنكيل!
كما قلنا سابقاً، هؤلاء اكتسبوا بولائهم لليهود صفاتهم؛ فمن طبيعة اليهود عدم الالتزام بأي عهود ومواثيق، حتى تلك التي عقدوها مع الله والأنبياء، فكيف سيلتزمون بها مع الناس؟! وعلى خطاهم نرى ما يفعله المرتزقة اليوم، وما فعلوه في الماضي، واستمرارهم فيما هم فيه يعتبر تخبطاً وسقوطاً وعدم توفيق لهم، حتى إذا ماتوا فستكون خاتمتهم مناسبة لما هم عليه من خزي. أما نحن فلن تؤدي خيانتهم لأن نخسر شيئا، بل على العكس، فنحن نعرف أن الله سينصرنا عليهم ولو بعد حين؛ فالعاقبة للمؤمنين دائماً وأبداً.
* نقلا عن : لا ميديا