معظم الأنظمة العربية تشترك بكونها أنظمة فاسدة وتختلف في بمستوى ودرجة فسادها، فهناك أنظمة فاسدة، لكن لديها وفرة مالية كبيرة تزيد عن حاجة مجتمعاتها، توظف نسبة من هذه الوفرة المالية في رشوة رعاياها عبر اقتصاد استهلاكي بذخي قطاعاته الاقتصادية تمتلكها نخبة الحكم وتعود أموال رشى الرعايا مرة أخرى بالفائدة عليها.
ومن جانب آخر هناك أنظمة فاسدة، لكن لا تمتلك وفرة مالية وتدير الحكم بالقروض والمساعدات والضرائب والاقتصاد الخدمي، وتنهب الجزء الأكبر من هذه الدورة المالية لحسابها الخاص، وتجمع بين السلطة والثروة، يدخل المسؤول “كحيان” ويخرج من السلطة بثروة تعتمد على شطارته وفهلوته واستغلاله لسلطته.
الأنظمة من النوع الأول هي أنظمة البترودولار الخليجية والأنظمة من النوع الثاني هي الأنظمة التي شهدت اضطرابات وانتفاضات وثورات وحروبا، فهبت الأنظمة الأولى إلى دعم الثورات المضادة واللعب بإعداداتها.. فهل تعتقد أن سلطة الفساد في أنظمة البترودولار من مصلحتها إقامة أنظمة حكم في الأنظمة التي شهدت اضطرابات وحروبا تقوم على المسؤولية والمحاسبة وتنظيفها من الفساد؟
والمنطق يقول بأن أنظمة الفساد لن تكون رافعة لإصلاح أنظمة حكم انهارت بسبب الفساد..! والخلاصة أن الفاسدين في المنطقة يؤازرون بعضهم البعض..!
* نقلا عن : لا ميديا