شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
كيف حول حزب الله تهديد لبنان إلى فرصة لا تعوض؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 10 أيام
الخميس 25 أغسطس-آب 2022 12:11 ص


بالأمس، قالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية "إننا اقتربنا كثيراً من اتفاق مع لبنان، بعد قبول "إسرائيل" أن يكون حقل قانا كاملاً للبنان، في مقابل (حصولها على) حقل كاريش كاملاً".

وفي نفس الاطار، تناول الوزير الإسرائيلي السابق حاييم رامون، التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بشأن موضوع الترسيم والاتفاق، قائلاً: "إن نصر الله يعمل من دوافع لبنانية صرفة، وكل من هو مسؤول، عليه أن يستعدّ ويأخذ تهديداته بجدية. لكن، في نهاية الأمر، سيكون هناك اتفاق، ولن تكون هناك مواجهة".

في الواقع، ليس بالضرورة أن نأخذ الكلام الإسرائيلي، الإعلامي أو السياسي، على أنه صادق بشكل كامل، ولا يجب أن نعتبرهم أصحاب مصداقية، فهم طالما كانوا يناورون ويخادعون، وقد يكونون من الأنجح في الحرب النفسية والدعاية الخبيثة، ولكن، كل المعطيات التي تحيط بكلامهم اليوم تشير إلى أنهم في هذا الإطار، قد قاربوا الواقع الى حد كبير، وتوصلوا الى قناعة مفادها: لن ينفع الضغط والتهديد مع لبنان، ومصلحتنا السير في ما تطلبه الحكومة اللبنانية، والاعتراف بأن حزب الله استطاع أن يفرض علينا هذه المعادلة.

فكيف يمكن تفسير ذلك؟ وكيف استطاع لبنان، عبر حزب الله، أن يفرض هذا الموقف؟

عمليًا، هناك ثلاثة اتجاهات أو مسارات، ساعدت لبنان بأن يقف هذا الموقف القوي في ملف الترسيم البحري مع "اسرائيل"، والذي، صحيح أنه لم يتبلور (الموقف) اتفاقًا غير مباشر أو تسوية حتى الآن، ولكن هذا الأمر على الطريق النهائي كما يبدو، وهذه المسارات الثلاثة هي :

مسار القوة التي ميزت الموقف اللبناني، والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين:

1- البعد القانوني، فكل ما يطالب به لبنان هو صحيح وقانوني، من الناحية التقنية حيث حساب حدود المياه الاقتصادية الخالصة يقضي بذلك وبأكثر من ذلك، إذ ان لبنان طالب بالحد الأدنى، وذلك لاعتبارات متعلقة بحاجته الماسة لتسوية تؤمن له، حاليا، الحد الأدنى الذي يقيه خطر الانهيار المالي والاقتصادي.

٢- البعد العسكري، وهنا نذهب باتجاه دور القدرات الردعية التي يملكها حزب الله، والتي جعلت الموقف اللبناني محصنًا ومستندًا الى أسلحة نوعية. وهذا البعد الردعي، استطاع حزب الله اثباته بطريقة ذكية وحساسة، بشكل أظهر قدراته وامكانياته، دون الجنوح نحو استعمالها، ببقائه محاذرًا الخط الخطر الذي يفجر الوضع.

وهذا الإثبات، (اثبات القدرات والامكانيات) توصل إليه حزب الله في مرحلتين ذاتي طابع عسكري تقني:

أولًا، في نجاحه بارسال ثلاث مسيرات غير مذخرة إلى عمق بقعة عمل منصة استخراج الغاز في كاريش، رغم المنظومة الدفاعية المعقدة التي كان قد نشرها الاسرائيلي بدعم تقني عسكري من الأميركي، والتي كانت تهدف (المنظومة المذكورة) إلى منع حزب الله من تحقيق هذا الهدف المعنوي، وهو اثبات القدرة على التعامل مع بقعة كاريش متى أراد (حزب الله).

ثانيًا: نشر صور السفن الثلاث العاملة في بقعة عمل كاريش والتي مهمتها إدارة عملية الاستخراج، وذلك بعد حصرها بطريقة تقنية عسكرية على شبيكة قاعدة اطلاق الصواريخ النوعية ساحل بحر، الأمر الذي يؤكد للجميع أن هذه الأهداف هي حكمًا بمرمى هذه الصواريخ التي تم استعمال منظار وشبيكة قاعدة اطلاقها.

ثانيًا: مسار العجز الاسرائيلي، وهذا الأمر موجود ومثبت لدى العدو، ويعتبر تحصيلًا حاصلًا من دون هذا الاشتباك اليوم حول ترسيم الحدود البحرية، إذ ان تأثيرات معادلة الردع وقواعد الاشتباك التي استطاع حزب الله فرضها على "اسرائيل"، تحققت منذ فترة بعيدة، ولو لم تكن قد تحققت سابقا، كان العدو عمد الى تنفيذ أكثر من اعتداء على لبنان وعلى حزب الله، وحيث إنه حاول وخلال مسار طويل، وخاصة في معاركه بين الحروب في سوريا، منع تنامي قدرات الردع لدى حزب الله، وفشل في ذلك، واكتمل فشله أكثر، عندما توصل حزب الله إلى تثبيت قدرة تصنيع صواريخ دقيقة دون الحاجة إلى نقلها من أمكنة بعيدة.

وفي هذا الإطار، تبقى تهديدات العدو اليوم للبنان ولحزب الله، والتي يخرج بها مسؤولوه من وقت لآخر، غير ذات معنى أو مضمون جدي، ولا تتجاوز ذر الرماد في العيون لحاجات اعلامية سياسية داخلية.

 وأخيرًا، يبقى المسار الثالث، والمتعلق بالوضع الدولي المتأزم حول الحاجة الماسة لبديل عن الغاز الروسي للغرب، من غاز شرق المتوسط، ضمنًا لبنان وفلسطين المحتلة، والذي ساهم مع مساري: القوة لدى لبنان وحزب الله والعجز لدى العدو، في نجاح لبنان وعبر حزب الله، بتحويل الضغوط والتهديدات الى فرصة الحصول على قسم كاف من الثروة البحرية، يحتاجها لبنان بقوة، وقد تكون فرصته الأخيرة والوحيدة لنجاته من براثن الانهيار المالي والاقتصادي.

 

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
هشام الهبيشان
سوريا 2022 م .. والمرحلة الأصعب من عمر الحرب
هشام الهبيشان
د.مصطفى يوسف اللداوي
حربٌ إسرائيليةٌ مفتوحةٌ على القدس والضفة الغربية
د.مصطفى يوسف اللداوي
علي ظافر
كيف انعكست المناطقية السياسية على المشهد السياسي في اليمن؟
علي ظافر
توفيق هزمل
أنصار الإمام زيد وثورته
توفيق هزمل
مجاهد الصريمي
موجبات النهوض المجتمعي
مجاهد الصريمي
عبدالرحمن الأهنومي
أولويات شاملة ومصيرية
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد