لا شك ان عمليات تصدير النفط اليمني قد توقفت في كثير من الحقول النفطية لكن المؤكد ان ما لم يتوقف على الإطلاق هو عملية نهب ثرواتنا من قبل قوى العدوان ..
في أي مكان يتواجد فيه الأمريكان وأدواتهم عليك ان تبحث عن النفط والثروات المنهوبة..
من العراق الى الشمال السوري الى مناطق سيطرة الاكراد وليبيا الى حضرموت ستجدون أن ما يبحث عنه هؤلاء هو نهب ثروات تلك البلدان وبأبخس الأثمان..
ولا تزال دول الخليج العربي تستضيف القواعد العسكرية الامريكية التي تشاركهم في ميزانياتهم النفطية وتتقاسم معهم البرميل بالبرميل..
من يعرف طبيعة النظام الاستغلالي الأمريكي فإنه سيدرك بالتأكيد ان العلاقات بين الدول والإصرار الأمريكي الغربي على البقاء في الشرق الأوسط قائماً على المصلحة وابتزاز الشعوب وأن لا علاقة للسلام المنشود وحروب الإرهاب التي يدعيها هؤلاء الانتهازيون..
من المؤكد ان عمليات تمشيط السواحل والموانئ اليمنية التي تمارسها مسيرات سلاح الجو المسير قد ارّقت قوى العدوان وحدّت بشكلٍ مباشرٍ من العمليات المنظمة لنهب نفطنا وثرواتنا..
البكاء والعويل الذي نشاهده في إعلام قوى العدوان ومرتزقته وفي الإعلام الغربي والمحافل الدويلة والإقليمية وعبر الأبواق الأممية ما هو الا احد ارتدادات منع قوات صنعاء لناقلات النفط العملاقة من دخول الموانئ اليمنية للقيام بنهب ملايين البراميل من النفط..
طيلة سنين العدوان المنصرمة صوّر الإعلام الأمريكي والغربي عمليات نهب النفط اليمني بأنها حالات بسيطة تقوم بها الحكومة الموالية للتحالف بصورة شرعية لكن الاحداث الأخيرة تؤكد غير ذلك..
الصراخ والألم الذي صدر عن هؤلاء بعد قطع أيديهم ومنع دخول اكثر من سفينة عملاقة في فترة وجيزة لم تتجاوز شهراً من الزمان يؤكدان ان عملية نهب النفط اليمني عبر هذه الناقلات العملاقة كانت ولا زال عملية منظمة ومكثفة ايضاً وأن ما لا يتم نهبه عبر الأنابين فإنه يخرج عبر الموانئ وتحت نظر ميليشيات المرتزقة التي تسمي نفسها شرعية وهي فاقدة لأبسط مقومات الوطنية والحرص على خيرات هذا البلد..
على هذا الصعيد، كشفت صحيفة “الامارات اليوم” عن تحرك امريكي فرنسي بريطاني مشترك بالتعاون مع السعوديين والاماراتيين لتشكيل قوات عسكرية جديدة في مناطق سيطرة المرتزقة لتأمين عملية تصدير النفط وحماية المنشآت الاقتصادية على حد تعبيرها..
ألم نقل لكم ان الصراخ يأتي على قدر الألم سرعان ما اثبتت دوريات سلاح الجو المسير أنها قادرة على منع أي ناقلة من دخول الموانئ اليمنية لنهب النفط منذ صدور الإعلان التحذيري من قوات صنعاء لكل العواصم الغربية التي تنهب ناقلاتها نفط بلادنا بطريقة استفزازية ووقحة..
اكثر من سبعة أعوامٍ والبلاد ترزح تحت نير العدوان لكن الامريكان والبريطانيين والفرنسيين لم يحركوا ساكناً بل على العكس من ذلك عملوا على تطويل امد هذه الحرب الملعونة..
لكن اليوم وبعد اقل من شهرٍ من اغلاق حنفية نهب النفط اليمني سارع الامريكان والفرنسيون البريطانيون للتحرك خوفاً على مصالحهم التي تأثرت كثيراً بسبب إيقاف احد مصادر نهب ثروات هذا البلد..
بالتأكيد ان هذا التحرك لن يكون له اثرٌ حقيقيٌّ على الأرض فهذه القضية مصيرية بالنسبة لنا ولن نسمح على الإطلاق باستمرار واشنطن ولندن وباريس وبقية عواصم العدوان في نهب نفطنا بهذه الطريقة الوقحة..
الحرص المزيف الذي تظهره عواصم العدوان والعواصم الغربية لتمديد الهدنة لا علاقة له اطلاقاً بالولوج الى عملية سلام حقيقي في بلادنا بل هو مرتبطٌ بالرغبة في الاستمرار في نهب ثرواتنا ومحاولة إقامة قواعد عسكرية في جزرنا ومياهنا الإقليمية..
الترتيبات المشتركة بين عواصم العدوان والعواصم الغربية الداعمة لها كما تقول الصحيفة، تأتي رداً على استفزازات طيران صنعاء المسيّر، لكن الحقيقة انها تأتي على اعقاب إيقاف عمليات نهب النفط اليمنية بناقلات نفطية عملاقة..
في خضم ذلك، أفاد متحدثُ الأسطول الخامس الأمريكي الذي يتمركز في البحرين وتنتشر قواته في المنطقة الممتدة من المحيط الهندي وبحر العرب شرق اليمن وحتى البحر الأحمر غرب البلاد في مقابلة مع قناة الحدث السعودية بأن بلاده تستعدُّ لنشر طائرات وسفن مسيرة في المنطقة.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الاستراتيجية ستمكّن قوات بلاده وحلفائها من التدخل السريع لإنهاء أي تهديد في الممرات الملاحية.
تشكيل قوات جديدة لما تقول قوى العدوان انه يهدف لحماية المنشآت النفطية والاقتصادية والموانئ وحركة الملاحة الدولية لن يشكل رقماً جديداً في هذه المعادلة فلو كان لدى هؤلاء قدرة حقيقية على اعتراض طيراننا المسير لفعلوا ذلك في جدة ودبي والظفرة وابوظبي.
* نقلا عن :السياسية