حينما يفتح المستعمر فاه فإنه لا ينطق به خيراً وإن أراد ان يظهر غير ذلك فإن نفاقه يكون مفضوحاً لأن نواياه الخبيثة مكشوفة ولا يستطيع ان يخفيها..
لم يكتب التاريخ ان مستعمراً أراد الخير للبلد الذي احتله أو تمكن من السيطرة على خيراته ونهبها.
لم يكتب التاريخ ايضاً ان مستعمراً خرج من البلد الذي استعمره بصورةٍ اختياريةٍ أو دون ضغطٍ شعبيٍ ومقاومة مسلحة.
واشنطن أو باريس أو لندن أو ابوظبي والرياض كلها عواصم العدوان على بلادنا وكلها تحمل مطامع استعمارية تتلون بكل الألوان وتتحدث بكل اللغات.
على هذا الصعيد تحدث السفير الفرنسي في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن العراقيل التي تعترض طريق السلام في اليمن متناسياً ان واشنطن ولندن وباريس هي المعرقل الرئيسي للسلام.
تحدث هذا الانتهازي الذي يمثل بلده الانتهازي ايضاً عن العراقيل امام مسيرة السلام المحتمل في بلادنا متجاهلاً إن فرنسا وامريكا وبريطانيا هي من تعمل على إطالة امد هذا العدوان وأنها وحدها من لا تريد لهذه الحرب الملعونة ان تنتهي على الإطلاق.
يقول جون ماري صفا ان عملية السلام في بلادنا تحتاج الى الكثير من الوقت ليتم انجازها.
الحرب العدوانية على اليمن لم تكن بالنسبة للقوى الاستعمارية الكبرى اكثر من استثمارٍ للدم والألم اليمني مقابل ارفاد خزائن تلك الدول بمليارات الدولارات من شتى الأبواب.
يمارس سفير باريس اكاذيبه التي لا تنتهي والتي لا يملك في مخزونه الدبلوماسي عداها فيقول ان إيقاف تصدير الغاز المسال عبر الشركة الفرنسية هو احد أسباب معاناة اليمنيين طيلة سنين العدوان.
على من تكذب يا هذا، العالم كله يعرف ويسمع ويرى ان ما كان يتم عبر ذراعكم الاستعماري “توتال” ليس عملية تصدير للغاز اليمني بل كانت عملية نهبٍ منظم لثرواتنا.
لم تكن تلك المليارات تدخل حتى في خزينة من تدعون انها الحكومة الشرعية وكنتم تتقاسمون عائدات نهب الثروات اليمنية مع المحتل السعودي والاماراتي.
لم نسمع لهذا الانتهازي حساً طيلة سنوات العدوان على الرغم من جرائم الحرب التي ارتكبت بحق هذا الشعب والذي مثّل الحصار ومحاولة التجويع احد ادواتها لكنه اليوم يتحدث عن أسباب معاناة اليمنيين فقط لأننا قطعنا أيديهم التي تعمل على نهب وتهريب ثروات البلاد.
يعتقد الامريكان والبريطانيون والفرنسيون وبقية القوى الاستعمارية وهم الذين عملوا على إطالة امد الحرب انهم قادرون بنفس الآلية على العمل على إطالة امد محادثات السلام لتحويلها من عملية سلامٍ الى ماراثونٍ للابتزاز الذي اعتادوا ان يمارسوه مع دول الخليج.
يقول السفير الفرنسي في حديثه لصحيفة الشرق الأوسط السعودية ان مسألة دفع رواتب موظفي الدولة المنقطعة منذ بداية هذا العدوان ليست بالامر السهل بل ويصفها بأنها احد العراقيل في طريق المضي قدماً في محادثات السلام.
أليس انقطاع الرواتب الذي أقدمت عليه حكومة المرتزقة بدعمٍ كامل من قوى العدوان والقوى الاستعمارية الغربية هو احد الأسباب الرئيسية لمعاناة شريحة كبيرة من هذا الشعب طيلة سنين العدوان.
لا يملك هؤلاء حتى ادنى معايير الإنسانية والقيم والأخلاق حتى انهم يفتقدون لدبلوماسية واخلاقيات الحروب.
يدرك العالم كله ان القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الامريكان والبريطانيون والفرنسيون لا يريدون لهذه الحرب ان تنتهي فهي بالنسبة لهم استثمارٌ اكثر من رابح لكن خيوط اللعبة لم تعد بأيديهم اليوم بعد ان تحطمت كل مشاريعهم على ظهر صخرة الصمود اليمني العظيم.