1. القطاع الدوائي: ما نُشر عن توطين ألف صنف دوائي وإقرار امتيازات وإعفاءات للقطاع التجاري الخاص، في المقابل ما سبب تجاهل وتغييب الشركة اليمنية للأدوية، التي تمتلكها الدولة، عن أي توجه ثوري وحكومي لإعادتها للواجهة كمنظومة مُصنِّعة لتغطية متطلبات احتياجات السوق الدوائي ومنحها التسهيلات والإعفاءات والتمويلات اللازمة لتجديد بنيتها التحتية فنياً لتتصدر الإنتاج الدوائي لاحتياج السوق المحلية، أقل شيء أسوة بما يقدم ويمنح للقطاع الخاص.
فترة النظام السابق كانت الشركة اليمنية للأدوية قطاعا اقتصاديا عملاقا يصنع وتمتلك الشركة قرابة ألفي توكيل لأصناف دوائية عالمية مهمة جداً استولت على هذه التوكيلات شركات القطاع الخاص، أصناف دوائية كانت تدر عشرات الملايين من الدولارات سنوياً.
2. مزارع الألبان: مزرعة رصابة مثلاً، كم حجم الاحتياج الداخلي وحاجة السوق الاستهلاكية لسلعة غذائية مهمة جداً؟ ما هو الإعجاز المطلوب لتوسيع وتنمية وتطوير مزارع رصابة بدلا من استجداء القطاع الخاص الذي يشترط الإعفاءات والتسهيلات بحثاً وتحقيقاً لمصلحته الرأسمالية؟ كم حجم احتياج السوق اليومي؟ كم سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة؟ كم ستستفيد نقاط بيع وموزعين؟
لا صعوبة في الحقيقة لتأسيس معامل لمشتقات الألبان، فالأجبان سلعة يفتقر إليها السوق المحلي بشكل كبير جداً كبديل للمنتجات المستوردة التي لا تطابق أية مواصفات وبأسعار مرتفعة جداً.
مثلاً، كم سيستفيد من وجود مؤسسة مزارع الألبان والأجبان كمؤسسة وطنية تمتلكها الدولة، من طلاب الزراعة وقسم الثروة الحيوانية؟
نستورد الألبان من السعودية حتى اللحظة، ويفضلها المواطن المقتدر مادياً لجودتها، فكيف نقول إننا نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي، عن ماذا نتكلم لا أدري.
مثلاً، الزبادي كل ما في السوق من منتجات غير صحية ولا مطابقة للمواصفات، مجرد بودرة حليب ودهون نباتية ودون أي جودة.
لفت انتباهي عند مشاهدة حلقة لبرنامج "من الواقع" عبر شاشة قناة "المسيرة"، كانت حول هذا الموضوع ولقاءات مع أكاديميين من جامعة صنعاء متخصصين زراعة وتغذية، جميعهم أكدوا انعدام أي معايير للجودة في منتجات الزبادي المنتشرة في السوق المحلية وعدم سلامتها.
تترك كل جوانب النهوض والتطوير المطلوب التخطيط والعمل من أجل تحقيقها لانتشال مزارع الألبان ليستقر الأمر على تسليم مجمل الإنتاج لوكيل يستولي على حصة مالية من عملية البيع باردة مبردة ليتعطل بذلك عشرات العاملين القدامى لخاطر عيون طالب الله الجديد.
3. الزوبعة الحاصلة حول تثبيت أسعار رغيف الخبز غير جديدة ومملة ولا يليق بجهة سيادية أن تروج لها وكأنها أزاحت الستار عن "طوفان" الصاروخ الباليستي.
للأسف هذا عبث، كم مرة تم تدشين حملة لرغيف الخبز ونزول لحظي للمخابز بغرض التبييض الإعلامي للفشل الذريع في أداء المعنيين، ما هي الحاجة لمثل هكذا حملات والواقع فعلاً مزر، التائهون ما رأيهم، هل المخابز ومخبوزاتها صحية؟ كم نسبة التخمير المستخدم؟ ما نوع المواد المستخدمة "الدقيق"، هل هو مما توزعه المنظمات؟ هل هو مطابق للمواصفات؟ هل تتوفر الشروط الصحية في كل مخبز وفق المواصفات اللازمة؟ أم هو البحث عن إنجازات وهُليلة إعلامية مخجلة فقط لا غير!
الأسواق المحلية مملوءة بمنتجات وعصائر غير مطابقة للمواصفات، عصائر تحتوي على صبغات ملونة، منتجات معروضة في محلات "السوبر ماركت" تحت لافتة تخفيضات، البعض منها لم يتبق لتاريخ انتهاء صلاحيته سوى أقل من عشرة أيام، ويعلم الله كيف كان تخزينها؟ ومن أين أتت؟ فالمعلومات المتوفرة تؤكد أن بعضها يأتي وبأثمان بخسة من بعض دول الجوار خلال فترة شهر من انتهاء الصلاحية، ولليمنيين أن يأكلوها، أين رقابة المواصفات والمقاييس؟ أين ضبط الجودة؟
4. يتداول الناس منذ أيام خبر نشر كاميرات مراقبة لضبط تجاوز السرعة المحددة في شارع الستين وميدان السبعين، كلام طيب، ولكن متى سيبدأ العمل بهذا النظام؟ أين اللوحات الإرشادية؟ هل من المفترض تحديد فترة لتوعية السائقين وتطبيع العمل بهذا النظام على مراحل أم أن القصد تحصيل جبايات جديدة وبس؟!
أليس الأولى على شرطة السير ضبط فلتان الدراجات النارية التي تقوم بقطع إشارات المرور وعكس خطوط السير والتجاوزات الخطيرة في الشوارع والتي تتسبب في عشرات الحوادث اليومية، دراجات دون أرقام، وإذا وجدت فمخفية، سائقو دراجات نارية صغار السن، عدد ركاب الدراجة النارية ضعف المخصص له.. ولا أقصد هنا النقد فقط، وإنما الاستغراب من كيفية تحديد الأولويات بمنظور المعنيين.
5. بعد الانتهاء من إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم، لماذا لا تقوم الجهات الحكومية وغير الحكومية بإزالة الزينات الضوئية وإيداعها في المخازن لذكرى العام القادم إن شاء الله، بدلاً من تركها عرضة للشمس والظروف الجوية القاسية التي تتلفها، وفي العام القادم يتم الشراء من جديد وخسائر ما لها داع؟
من وجهة نظري، أرى أن يتم في الذكرى القادمة للمولد النبوي التبرع بقيمة الزينة إما للقوة الصاروخية والطيران المسير أو لمؤسستي الشهداء والجرحى، وهذا مجرد رأي.
* نقلا عن : لا ميديا