عميت أبصارهم وصُمت آذانهم.. إنهم صُم عُمي لا يسمعون ولا يبصرون مهما تعاظمت النوائب وكبرت المصائب وسفكت الدماء وأزهقت أرواح الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم.
• أكثر من سبعين عاماً انقضت، كم حجم المأساة الفلسطينية؟ كم عدد الضحايا؟ مئات الآلاف طيلة زمن الاحتلال لفلسطين، كم الدمار؟ كم...؟ وكم...؟ وكم...؟ ما هو الجديد؟ لا شيء، غير التآمر والدفع بالفلسطينيين للقبول بالواقع المفروض بالشكل الذي يلبي ويحقق أطماع الصهاينة ومخططات الغرب المتصهين.
• اليوم نحن نتأمل الموقف من القضية الفلسطينية بوجود الجيل الثاني من أبناء الحكام العرب العملاء والخونة، رعيل جديد محدث ومتصهين تم تأهيليه وإعداده في الجامعات الغربية والأمريكية الصهيونية فقد كان ابتعاث أبناء الحكام السابقين إلى الدول الغربية للدراسة في الجامعات الغربية والأمريكية لإعدادهم وتأهيليهم لاستكمال خساسة آبائهم العملاء كخدام مطيعين للمصالح الغربية والصهيونية الأمريكية للجثوم على صدور الشعوب التي يحكمونها ومسخ هويتهم وتدجينهم إلى شعوب متصهينة مطبعة متقبلة لكل الرغبات الصليبية، وهذا ما نلحظه اليوم لدى الإمارات والسعودية والبحرين وغيرها من الدول.
• سؤال قد يغيب عن الأغلبية من اليمنيين: لماذا تحرك العالم في تلك الفترة عام 2002، وما بعدها لاستهداف الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في ريف صعدة؟! ما هو السبب والخطر المكلف لذلك النكف الدولي الأمريكي الصهيوني؟! ينظر الكثيرون أن تلك الحملة على السيد حسين مجرد عارض لتمرده على الدولة كما أشيع حينها، وهذا مناف للحقيقة والواقع.
• قبل أكثر من عقدين، كان صوت الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في تلك الفترة هو الخطر المستجد الذي سيفشل وشكل التهديد لكل الإعدادات والمخططات في المنطقة من كل الجوانب فكرا وثقافة وتوجها ومعتقدا ورؤية مستقبلية ستقلب الطاولة وتجتاح المنطقة وتنسف ما تم العمل لتأسيسه طوال قرن مضى من الزمن، الغرب اعتقد أن اغتياله للشهيد القائد سينهي الخطر، لم يعرف متخصصوهم أن رسالة الشهيد القائد استقرت كفكر ووعي وثقافة وانتقلت بعد موته كذرات الهواء التي لا يمكن عزلها ولا حصارها، وتنامت بذرة ذلك النهج القرآني لتتفرع وتورق أغصانها وتنبت في كل أرض، لدى الملايين ممن يحملون النهج والثقافة القرآنية في ظل صدمة للصهاينة، الذين يحاربون اليوم الملايين كحسين بدر الدين الحوثي وأجيالا تولد على نفس الطريق.
• المغفل من لايزال يعتقد أن العدوان الكوني على اليمن في الأعوام الماضية ولايزال متواصلاً، كان من أجل فقاعة «الشرعية» كما قيل وتم الترويج لهُ إعلامياً ودولياً، لأن الحقيقة هي أن هذا العدان هو حرب استباقية لمحاولة الحد من خطر المشروع القرآني وقيادته التي ظهرت بعد استشهاد الشهيد القائد وتمثل تهديداً للمنطقة، وكل ما تم إعداده لعقود للسيطرة الناعمة على المنطقة والجزيرة العربية ويهدد مصالح الصهاينة ممثلاً اليوم بمشروع المسيرة القرآنية والسيد القائد (يحفظه الله)، ولم يخف الغرب والصهاينة بلسان نتنياهو حالة الهلع من «سيطرة الحوثيين»، حسب قوله على اليمن، في حين أن أدواته (السعودية والإمارات) وغيرها مجرد مأمورين منفذين لما طُلب ويُطلب منهم.
• قبل أيام، وخلال مؤتمر صحفي لنتنياهو والملعون الفرنسي ماكرون، قال هذا الأخير: «نحن نحارب محور الشر يتكون من إيران وحزب الله وحماس والحوثيين»، ودعا إلى ما سماه «تحالفا دوليا» لمحاربة هذا المحور، وأن تكون الحرب ضد حماس «بلا رحمة».
• في المقابل، أين التحالف الذي تم استدعاؤه لحرب اليمن؟! أين مئات الطائرات التي تجمعت لقتل اليمنيين لأكثر من ثمان سنوات؟! لماذا لا يدعو الأعراب لتحالف إسلامي مقابل تحالف الكفر الغربي؟! مخجلة تصريحات الأعراب والصمت المتآمر، ابتلعت ألسنتهم السعودية والإمارات.
• مؤسف أن تستثنى الأدوية وأدوات الجراحة ومستلزمات الإسعافات الأولية من الدخول إلى غزة المحاصرة، ويتم إرسال أكفان وأكياس للجثث، وكأنهم يريدون لهم الفناء، لكن هيهات هيهات، فأرض فلسطين ولادة مادامت السموات والأرض إن شاء الله.
• ماذا تبقى؟! للأسف ضخ إعلامي سلبي يركز على الضحايا، نعم التضحيات موجودة ومؤلمة، ولكن أغلب ما يتم تداوله يصور أن الفلسطينيين لا يحققون انتصارات كبيرة جداً، نتيجة عدم التركيز الإعلامي على ما يتلقاه العدو الصهيوني من خسائر وضربات تنكيل موجعة.
• مثلاً في الإعلام في فترات سابقة، كان التركيز على مقتل الشهيد المظلوم محمد الدرة، بينما تم تغييب بطولة الشهيد القائد يحيى عياش.. لماذا؟! لأن ذكر الأخير يزعج الصهاينة، ومن هنا يجب التركيز على ميدان العدو المنهزم داخلياً على يد المجاهدين نصرهم الله.
* نقلا عن : لا ميديا