|
سلسلة روائع الأدب اليمني.."3" الشاعر حسن المرتضى
بقلم/ حسن المرتضى
نشر منذ: سنة و أسبوع السبت 18 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:55 م
سلسلة روائع الأدب اليمني.."3" الشاعر حسن المرتضى
مجموعة روائع شعرية للشاعر حسن المرتضى
(طوفان الأقصى)
..
فوقَ ما يشتهي الورى
كُنْتَ نصْراً مصوّرا
كادتِ الشّمسُ تنمحي
إذْ تَبَدّيْتَ أكبرا
تنفخُ الصّوْرَ عزّةً
حينَ لاقاكَ محشرا
جنةُ الخُلدِ شوهِدتْ
هل يرى الكونُ ما أرى؟
والأعادي تعوّذتْ
شاهدُوا الموتَ أحمرا
أنتَ نارٌ وجنّةٌ
أنتَ غيبٌ تفسَّرا
(طريق القدس)
..
أنا في طريق القدس والمسرى
لا أرهب الطغيان والكفرا
مهما أقاموا حربهم ضدي
للقدس أعلن حربي الكبرى
أنا في قواميس الحروب يد
بالنصر ترفع كفها الأخرى
عزمي يماني ومعجزتي
شعبي الذي لم يقبل الكسرا
للقدس صنعاء الصمود بنت
لجميع أحرار الورى جسرا
فزوال آل سعود مرتبط
بزوال إسرائيل والعشرا
القدس للأحرار بوصلة
ولأجلها الشهداء والأسرى
قسما بكل دم جرى قسما
بدمائهم سنعمد النصرا
يا قدس أنت قضية كتبت
في كل قلب دمعة حرى
أرواحنا تهفو لنصرتها
وعليك كم نتجرع المرا
راياتنا ارتفعت إليك غدا
تستقبلين رجالنا جهرا
ويعانق الزيتون قادمنا
ونشم من آفاقك العطرا
يا قدس يا أنشودة تليت
في كل عصر تنسج الفجرا
شهداؤها رسموا مفاخرنا
وكأنهم لم يدخلوا القبرا
(في كلّ حنجرةٍ سلاحْ)
اصرخ..فإن الذلّ حتفك إن سكتْ
اصرخْ..ودع شرفات ذاك الظلم تسمع إن صرختْ
اصرخْ.. ودعْ عينيك مقبلتانِ نحوَ اللهِ مؤمنتانِ أنّ عدوّكَ المهزومَ مرتعبٌ
ويرصدُ كلّما هتفتْ يداكْ
اصرخْ... فإنّكَ قد هزمتَ بها عداكْ
فالحربُ أوّلها كلامْ
والحربُ أوسطُها الزّحامُ على الحسامْ
والحربُ آخرُها انتصارٌ وانهزامْ
اصرخ...فإن الحرب مشتعلهْ
اصرخ.. ودعْ آذانه الصماء ترتعدُ
شاهت وُجُوهُ الصامتينْ
في كلّ حنجرةٍ سلاحْ
وضميرُكَ المكتومُ عنهم ما استراحْ
فاطلقْ عليهم صرخةً منها ابتدأتْ
فالحربُ أنتَ على العدا والسّلمُ أنتْ
أنت الإرادةُ إنْ أرادوا كسرها .... فالصمتُ من يقوى على كسر الإرادهْ
الحربُ حربٌ
...لا هوادهْ
اصرخْ..فإنّ السّيفَ يحملهُ الضميرْ
واحمل مصيرك صامداً أو فاحتمل بئس المصيرْ
أنتَ الذي إن شاءَ... شاء اللهْ
اصرخْ.. فإن الذل حتفكَ إن سكتْ
فالحربُ أنت على العدا والسلمُ أنتْ
فارفع شعارك حيث بوصلة الكلامْ
إما انتصارٌ أو على الدنيا السلامْ
..
(كواليس)
تنامُ القصائدُ
خلفَ الكواليسِ
خلفَ البيوتِ
تُجوبُ الأزقّةَ والطرقاتْ
تنامُ القصائدُ بعدَ مواساةِ كل يتيمٍ
تمرُّ على بيتِ كل شهيدٍ وكل جريحْ
تنامُ القصائدُ حين تمدُّ الفِراشَ
أمامَ المدافعِ
والقاذفاتِ
وتفتحُ صدرَ مواجعها للرصاص
تنامُ القصائدُ
بعد سماعِ الحكايا من الجبهاتِ
وحينَ يبوحُ لها الثابتونَ بسرّ الثباتْ
تنامُ القصائدُ حينَ تنامُ
وأعينُها غيرَ مُقفلةٍ
كي ترى
ما تبوحُ به أمنياتُ النساءِ
وهنّ على جمرةٍ ينتظرنّ
رجوعَ أزواجهنَّ
وآبائهنَّ
وإخوانهنّْ
تنامُ القصيدةُ
حين تعانقُها البندقيّةُ
حين تعدُّ رصاصَ الخلاصِ
من الجاثمينَ
على صدرِ كلّ القصائدِ والأمنياتْ
(أضيفي يا جراح )
أضيفي يا جراحُ لكي نضيفا
إلى الأقصى غداً أقصىً شريفا
أضيفي. ..إنهم جاءوا لفيفا
وسوف يغادرون غدا لفيفا
كما عادت إلى لبنان شبعا
غدا سنزور جولاناً نظيفا
كما حلبٍ إلى الشاماتِ عادتْ
نعيد غداً إلى الدنيا القطيفا
كما للموصل الأحرار عادوا
هنا عدن ستجتاز المخيفا
فما وهن اليمانيون عزما
وإن الله كان لنا حليفا
فكم دسنا التحالف والأعادي
وقاومنا سلاحهم العنيفا
معادلة القوى بالله صارت
بأن سلاحهم أضحى الضعيفا
وما عادت بنادقنا سلاحا
كما سمّاه غازينا خفيفا
ببأس الله تسقط طائرات ..
لدباباتهم صارت خريفا
ببأس الله واجهنا جيوشا
من الكرتون ...يكفي..لن أضيفا
فيا أقصى الجراح... لنا جراحٌ
سنحصد بعدها النصر الشريفا
(الصاعدون للخلود)
......
ربُ خذْ من دمائنا ما تريد
لرضاك اللهم إنّا نجودُ
كل يوم إليك يصعد وفد
من رجال بهم يطوف الخلود
حين ناداهمُ الجهاد أجابوا
فإلى الله كم يطيب الصعود
كم شهيدٍ نادى سواه ليرقى
ليس يدري الشهيدَ إلا الشهيدُ
يعرف السابقون من لاحقيهم
يعرف الصاعدون من سيعودُ
في خطاهم من عاد للنصر يمضي
لدماء الشهيد منا العهود
كل نصرٍ أو عزَ منهم أتانا
من دماء الشهيد هذا الصمودُ
(حربُ الفصول)
وحربُ الناقلاتِ لها فصولُ
فتقصرُ في المضائق أو تطولُ
يصيرُ البحر مسقوفًا بنار
إلى قيعانه تهوي الحلولُ
تلامسه الغيوم وليس يغفو
وتأبى النار تنطفئ الحقولُ
أرادت حرق تقويم الشواطي
وفي الشاطي لأمريكا الأفولُ
سداسيات إسرائيل تمحى
وليس لها لمندبنا الوصولُ
فلا نيل تنال ولا فرات
بهرمز ليس يمكنها النزولُ
يعض الماء فيها كل نفط
وآخرها إلى الأقصى الدخولُ
أرامكو حصن خيبر شيدته
سيحرق حصنها وبه نصولُ
تطور ذو فقار فصار سيفا
سماويا تسيره العقولُ
يحلق فوق أوكار الأعادي
فيرصدها، يفجرها يصولُ
وصار البحر يعرف ذي فقار
ومنه البارجات لها ذهولُ
تمرس في مهام القنص حتى
يصيد البارجات ولا يقولُ
وغواصاتهم إن برقعوها
أمام خياله يخشى المثولُ
فيا للبحر مما سوف يأتي
وللآتي على قدر نزولُ
(طوفان اليمن)
يمانيّونَ من قبلِ الوجودِ
يمانيون حتّى في اللّحودِ
يمانيونَ ما العلياءُ إلّا
لهم خُلقتْ وهم باب الورودِ
وما من مَكرُماتِ الكونِ إلّا
بهمْ بدَأتْ إلى ختْمِ الوُعودِ
إذا انطلقواإلى العلياء كانوا
هُمُ أُسْدُ الشّرى قبلَ الأسودِ
إذا هبّوا إلى حربٍ فَوَيلٌ
لِحلفٍ خَلفَه كلُ اليهودِ
ولا هذي الحدودُ لهم حدودٌ
فكلُ الأرض بعضٌ من حدوديِ
يمانيون شمسُ الخلد فيهمْ
لقد زُرِعتْ على بعضِ السدودِ
وكم في مأربٍ صنعاءَ مجدٌ
تبابِعَةٌ لهم خيرُ الجُنودِ
وفي عدن الحضارةِ حضرموْتٌ
هنا الأحفادُ في درب الجدودِ
على الرحمن خالقنا اتكلنا
يمانيون نشمخ بالصمودِ
وضعنا الله في نحر الأعادي
فكيد الله يخسف بالحشودِ
يمانيون من قبل الوجودِ
يمانيون حتى في اللحودِ
(قدس النصر)
لا شيءَ كالقدس يا اللهُ يحييني
لا شيءَ لا شيءَ إلا الخلدَ يعنيني
من آدم طينتي لا نارَ تهزمني
يا آلَ إبليسَ ذوقوا من براكيني
مهما احتميتم بمكةَ سوف نخرجكم
فمكةٌ لي ولي أيضاً فلسطيني
من خلف جدرانكم أرنو هزائمكم
فالنصرُ جيناتُ روحي قبل تكويني
لم يخلق اللهُ شعبي حينَ أنشأه
عبداً لآلِ سعودٍ أو لصهيونِ
(تنور الدموع)
بعضُ الدموعِ كأنّها تنّورُ
نغلي على أوجاعها ونثورُ
بعضُ الدموعِ قصائدٌ وبنادقٌ
مكلومةٌ ما جاءها دكتورُ
بعضُ الدموعِ دفاترٌ ومحابرٌ
ومدارسٌ مقصوفةٌ وقبورُ
بعضُ الدموعِ مصاحفٌ إنْ رُتِّلتْ..
لُطِمتْ لأجلِ نزيفهنّ صدورُ
..
(الطَّلْقَةُ الأَخِيْرَة)
ذَخِيْرتِيْ أنّنيْ لَمْ أَعْبُدِ الفلْسَا
وَلَمْ أُطَأْطِئْ لغازيْ أَرْضِنَا الرّأْسْا
ذَخِيْرتِيْ مِنْ هُدَىْ القُرْآنِ يَمْنَحُنِيْ
ربّي بها النّصرَ.. حتى أدْخلَ القُدْسَا
ذَخِيْرتِيْ طلقةٌ عنْ كُلّ أرْمَلَةٍ
أطفالُها قد أُذيقوا اليُتْمَ والبؤْسَا
ذَخِيْرتِيْ ليستِ البارودَ أُطْلِقُهُ
دمُ الضّحايا لِبَأْسِيْ جيّشَ البأسا
اطْلِقْ.. نداءُ ضميرٍ لستَ تخذلهُ
اطْلِقْ.. فما أنتَ مَنْ لِلثأرِ مَنْ ينسى
فالطلقةُ اليومَ غيرُ الأمسِ إذْ كَنَسَتْ
أذنابَ مَنْ نالَ عن طغيانهِ كنسا
فطلقةُ الأمسِ أرْدَتْ ناهبًا وطنًا
وساسةً يعبدونَ الغربَ والرجسا
وطلقةُ اليوم تُردي كل مُرتزقٍ
وكلُ منْ فرّ منها لم يَذُقْ أنسْا
في كل يومٍ تراهُمْ يُصْفعونَ على
أدبارهم والملاهي أصبحتْ حبسْا
اطْلِقْ وكنْ غيمةً بالنّارِ إنْ عصَفتْ
يا رابعَ الصبحِ حتى نُشعلَ العُرسْا
***.
ها أنتَ ذا.. سدّدْ على منظومةِ الغزوِ
منْ رأسِ (أمريكا) إلى أذنابِها البَدْوِ
إذْ أنتَ بالرحمنِ والجبارِ تستقوي
شاءَ الإلهُ على يديكَ ممالكٌ تَهْوِي
لا بنكَ تملكهُ لتنفقهُ على اللّهوِ
مُذْ صرتَ غيمًا لم نعدْ عطشى بما تروي
يا مَنْ يصيدُ البرقَ والطّيارَ في الجوِّ
نارًا على الإبرامز كنتَ لحصنهِ المشْوي
وعلى بوارجهِ انقضاضٌ دونما سهْوِ
ها أنتّ ذا.. من ذا سواكَ لقبحهم يطوي؟
***
مدَدٌ مَدَدْ
يا ربُّ أنتَ ملاذُ من جاءوا إليكْ
ومنحتهمْ منكَ الثباتْ
بكَ لا سواكْ
إذْ لا عيونَ هنا تراكْ
إلا قلوبًا باليقينِ رأتكَ تهزمُ منْ حشدْ
مدَدٌ مدَدْ
***
مدَدٌ مدَدْ
إذْ لا أحدْ
بكَ يا إلهي قد خصصتَ اسَمًا له
وقرنتهُ بشهادةِ التوحيدِ يا اللهُ غيرَ صفيّكَ الهادي محمّدْ
مدَدٌ مدَدْ
تسبيحُ فاطمةٍ إذا ما حلّقتْ طيّارةٌ
تسبيحُ والدِها الأمين محمدْ
مدَدٌ مدَدْ/ فإذا غزا الكرّارُ قلّدهُ الأمينُ سلاحَهُ
واليومَ شعبٌ كاملٌ كرارُ طه ههنا
ويخوضُ (بدرًا) يهزمُ الأحزاب والأعرابْ
ويخوضُ (خيبرَ) واليهودُ تحصّنتْ بالطائراتِ وبالعتادْ
وغدًا يكونُ (الفتحُ) يا أصْنامَ هامفرْ
أصنامُ لندنَ حين تسقطُ؛ تلتقي بالطهرِ مكةُ واليمانيينْ
ويقول: يا واشنطنٌ قد جاءكِ الأنصارُ فلْتستسلمي
جاءَ المدَدْ/ جاءَ المدَدْ
والقدسُ تدري أنّهُ قد جاءَ وعدُ اللهْ
فأتى رجالٌ أخلصَ الرحمنُ نبضَ قلوبهمْ
جاءوهُ كي يرثوا البلادَ وأرضَهُ
فالأرضُ كلُ الأرضِ حقُ الوارثينْ
فلتشرقي يا أرضُ من أنوارهمْ
فاللهُ أصدقُ من وعدْ
..
(مرسى القدس)
لهم مرسى ولي مرسى ولا ينسون! هل أنسى؟!
لهم في خيبرٍ ذكرى ولي أنْ أذكرَ القدسا
ولي أنْ أذكرَ الجولانَ والبحرينَ والأحسا
ولي أنْ أذكرَ الأيتامَ والشهداءَ والبؤسا
ولي أنْ أحملَ الصاروخَ لا الزيتونَ والرّمسا
إذا نامَ السلاحُ فقد جهلتُ الأمسَ والدرسا
مآتمنا هي البارودُ حتى ننجبَ العرسا
ليشرقَ من دمِ الشهداءِ فجرٌ أخجلَ الشمسا
وتفضح كل من خرسوا ومن في صفنا اندسّا
ويا صنعاءُ يا بغدادُ مكّةُ أوّلُ المرسى
وقل لدمشقَ يا بيروتُ سوف نعانقُ القدسا
(حلمُ العودةِ يقدّ قميصَ الغياب)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألِلنّاسِ أوطانٌ وما نلتُ موطنا؟؟ * وبي جثة الأحلام لم تلقَ مدفنا!
فلسطينُ كانتْ مهدَ أيّامِ صبوتي* فليتَ مشيبَ اللحد فيها تكفنا
حليبُ ترابِ الأرض ياليتَ طفلتي * سترضعُ منه مثلما الشعبُ أدمنا
فمَنَ يفطمُ القلبَ الذي كان راضعاً* حليبَ الأماني في رجوعي لأُحضنا
************
أشققُ بالآهاتِ سقفًا لغربتي * وأبني بأطيافِ المنى بيتَ أهلنا
أبيتُ وحلمي يهدمُ السّورَ بالمنى *وكيفَ أداوي الحلمَ إذْ كانَ مُزمنا؟!
مصابٌ بداءِ الحلمِ في كلّ صحوة* ودائي عُضالٌ، ما دوائي لأسكُنا؟
فلسطينُ مرآتي، أرى صورتي بها* وظلّي يصلّي حيثُ أقصايَ ما دنى
فلسطينُ تسري في خيالي، وما سرى * بها الجسم إلا حينما كانَ ممكنا
*
هي الطينُ لا فلسٌ سيبتاعُ تربتي *فسَلْ عنكبوتاً شيّد البيتَ أوهَنا
أمنْ طينِ تاريخي ابتنى فيكِ موطناً *مصهينُ مِنْ أوحالهِ قد تكوّنا؟!
فلسطينُ عنواني وشعبي قصيدتي،* أفي قلبِ ديوان العروباتِ أُثخِنا؟
تُهجّرُ أبياتي ليستوطنَ العدا *بأرضي وإسرائيلُ في الأرضِ عُنوِنَا
وكنعانُ نصّ شاعريّ معلّقٌ * بأستارِ نبضٍ مُذْ عليها تأنسنا
فتبّتْ يدا بلفورَ إذْ يسرقُ المنى* وعلّقَ أخرى فوقَ أستارِ نبضنا
وتبّتْ يدا هذي المعابر حولنا* وتبتْ قراراتٌ لها الغربُ قنّنا
فحمّالةُ الصهيونِ في جيدِها لظى* وفي جِيْدِ من والى ومن باتَ مذعنا
*
فلسطينُ ما أقسى مقامي بغيرها * فيا ليتَ أبقى فيكِ... حتى مُزنزنا
فما أسمجَ الماضينَ في نفي شعبنا * لإحلالِ مَنْ أحرى بهِ أنْ يسجّنا!!
وما أغربَ البانينَ أسوارَ سجننا * وأغربنا إذْ لمْ نحطّمهُ حولنا!!
***
متى أبصرُ الأحلامَ سبعًا عجافُها * ستأكلُها سبعٌ من الغيرِ أسمنا؟
وبينَ صُواعِ الحلمِ زيتونةُ المنى* متى سوفَ تغدو في متاعٍ لحّرنا؟
متى لا أرى طيراً لصهيونَ آكلاً *ورأسُ فلسطينٍ بها الخبزُ، بي أنا؟
ويا ليتَ حلمي لا أرى فيه أنني * غلامٌ لدى بئرِ المنافي مثمّنا
لكي يشتري بالبخسِ صهيونُ موطني *وقد باعني مَنْ كانَ ألقى وخوّنا
وإنْ قدّ بلفورٌ قميصي بوعدِهِ * فخاطَ قميصًا فوق عُريٍ تصهينا
ولا مجلسٌ للأمنِ إذْ ما بدتْ لهمْ * ملامحُ لي, قالوا: الملاكَ المشيطنا!
زليخا ولوبيها ومِنْ شغفٍ بها* سكاكينُ لم يُخلقْ سواها لأُطعنا!
أعصبةُ إخواني ستدلي بدلوها * لأسجنَ, هلْ من مجلسٍ كان أمّنا؟!
فلا عشتُ سجناُ لا أرى صبحَ موطني * لديهِ، ورؤيايَ التي لم تكنْ لنا
عزيزٌ بمصرٍ صاغَ أمراً لساجني * على عنقي طوقٌ من الشّامِ...فافْتِنا؟
أكنتُ أنا ساقي بلادي وربِّها * وأعصرُ كرْمَ العيشِ في موطن المنى؟
لتسجدَ (شمسٌ) مثلَ (عشرينَ كوكباً)... أرؤيايَ عكسٌ؟... فسّرَ الحزنُ أحزنا
وإنّي أرى يوماً رُجُوعي لموطني * برؤيا رجوعي لا تقُلْ: لستُ مؤمنا.
*نقلا عن : المسيرة نت |
|
|