كلُّ يومٍ نُسرُّ منهُ نُسَاءُ
كلُّ شبرٍ على الدّنا كربلاءُ
كلُّ موت هوُ الحياةُ إذا ما
في ضريحِ الخلودِ طافَ العزاءُ
فالرزايا تلوحُ مثلَ العطايا
إذ فناءُ الحسين فيه البقاءُ
ربَّ ميْت يذوقُ طعمَ فناء
هلْ أذاقَ الحسينَ ذاك الفناءُ
فَلمَنْ يا خلودُ رَجْعُ صداكا؟
أكصوتِ الحسين تنسى السّماءُ
لا بكاءٌ كمثله حينَ يبكي
أو حداءٌ إذا اعتراهُ حُداءُ
يقبضُ الحزنُ مقلتيه وبالحُزْ
ن غدا يبسطُ الشّفاهَ الدّعاءُ
الغريبُ الذي لهُ كلُّ قلب
موطنٌ لا يضيعُ منه الرجاءُ
ثائرٌ لا يُشَارُ إلا إليه
حينما للحياة شعبٌ يشاءُ
أجبرَ السيفَ ينحني لرقاب
ما انحنتْ حيثُ لا يجوزُ انحناءُ
علّم الكونَ أنّ نَيْلَ الأماني
برجال تُسَالُ منها الدّماءُ
فالأماني عوانسٌ أو ثكالى
والمنايا مصائبٌ أو هناءُ
قالت الأرضُ حين قبرُ حسينٍ
حل فيها وضجّ منها البكاءُ
كلُّ يوم نسرُّ منهُ نُساءُ..
كلُّ شبرٍ على الدّنا كربلاءُ