محمد التعزي / لا ميديا -
ضج العالم وأصابه ذهول قاتم شديد الكآبة والسواد وهو يرى صواعق «الفانتوم» تهدم بيوت شعب أعزل هو شعب فلسطين الذي لا صريخ له ولا هم ينقذون، كل ما في الأمر أن جسوراً جوية تشبك سماء فلسطين بأجواز فضاء «عربان» الخليج العربي تمد كيان الصهاينة بمئات الألوف من أطنان الغذاء والدواء والمشافي الميدانية، بينما غزة كأختها صنعاء محاصرة.
مؤذن «الهرم» يسكت، ويصمت علماء الحرم، فلا تهزهم مآسي الإبادة الجماعية، وإنما للحرمين إزاء ما يحدث صوت خفيض يتسلل من ثنايا عاصفة الترفيه: اللهم عليك بمن بدأ بالفتنة، وأيد عبدك الصالح واجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، وهو ولي عهده المفدى!!
أثناء غزو السوفييت لأفغانستان، ضجت المنابر، وبحّت الحناجر، وصاح كل فاسق وفاجر، يدعو كل ذلك لمحاربة الكفار الشيوعيين، وانبرى صاحب الجلالة يستنهض الأمة لإسقاط «الشيوعية الحمراء»، وخصص ميكروفون الحرمين الشريفين للدعاء على «الكفار الحمر»، كما انبرى علماء الضلال يحرضون المؤمنين على القتال، ولم تأخذ الدهشة المؤمنين حين لم ينبرِ عالم واحد لشجب وإدانة الصهاينة الذين يحفرون لأهل فلسطين حفر الموت ويدفنونهم أحياء!
جمع العلماء غير الأفاضل ملايين الدولارات لحرب الشيوعية، وإن كان هؤلاء العلماء قد نهبوا أنصاف المبالغ لجيوبهم - باعتبارهم «العاملين عليها»! شاهد العالم المنافق الإبادة الجماعية لأهل فلسطين، بينما لم يهب للنجدة غير أشراف أحرار هم جموع الشعب اليمني الذي خرج بمظاهرات مليونية تنادي بفتح الحدود حماية للشعب الفلسطيني، بينما تدك مسيّراتهم وصواريخهم «إيلات» (أم الرشراش) وتعيق ألوف السفن من الوصول إلى فلسطين المحتلة لتقدم للكيان البغيض السلاح والماء والغذاء والدواء، وتتحدى إمبراطورية جبارة متكبرة بكل شموخ وإباء لا تخاف لومة لائم!!
يا أيها العلماء الخونة لدينهم وأمتهم، سوف يسألكم الله حين العودة إليه عن دماء إخوة عرب مسلمين لم تسفك دماؤهم إلّا أن قالوا ربنا الله، والله خير الماكرين وغالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.