تقرير/ عادل بشر / لا ميديا -
يوما بعد آخر، تُثبت القوات المسلحة اليمنية للعدو الأمريكي البريطاني أن حربه مع اليمنيين خاسرة، وستكلفه -ومن يخاطر بنفسه للتحالف معه- الكثير، فالقيادة اليمنية، التي تتوق للمواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية والصهيونية، حددت شروطها لوقف عملياتها البحرية المناصرة للشعب الفلسطيني، متوعدة بتوجيه ضربات عسكرية ربما لم يحسب لها كبار مخططي البنتاغون أي حساب.
الساعات الأخيرة من كانون الثاني/ يناير المنصرم، والأولى من شباط/ فبراير الجاري، كانت حافلة بالأحداث في أم الرشراش والبحر الأحمر وخليج عدن، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية 4 عمليات نوعية طالت أم الرشراش والمدمرة الأمريكية «يو إس إس غريفلي» وسفينة تجارية أمريكية وأخرى بريطانية كانتا متجهتين إلى الكيان الصهيوني.
وأعلن ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان له مساء أمس أن القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية ضد أهداف محددة للعدو «الإسرائيلي» في منطقة أم الرشراش «إيلات» جنوبي فلسطين المحتلة, بعدد من الصواريخ الباليستية.
وقال العميد سريع إن هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ حتى هذه اللحظةِ للعدوانِ والحصارِ.
وأكدت القوات المسلحة استمرارَها في تنفيذِ واجباتِها الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ، وذلك استجابةً لنداءاتِ الشعب اليمنيِّ الحرِّ ونداءاتِ كلِّ الأحرارِ من أبناءِ الأمة العربيةِ والإسلامية.
كما أكدت أنها لن تترددَ في تنفيذِ المزيدِ من العملياتِ العسكريةِ ضدَّ العدوِّ الصهيونيِّ في البرِّ والبحرِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزة.
وكانت القوات البحرية اليمنية أعلنت، أمس الأول، استهداف سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر، بصواريخ بحرية مناسبة، بعد يوم من إعلانها تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت خلالها المدمرة الأمريكية «يو إس إس غريفلي» (USS Gravely) بعدة صواريخ بحرية في البحر الأحمر، محققة إصابات دقيقة ومباشرة، وقبل ذلك بساعات قليلة استهدفت القوات المسلحة اليمنية السفينة التجارية (KOI) الأمريكية في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة أصابتها بشكل مباشر.
وأوضحت القوات المسلحة اليمنية أن السفينتين التجاريتين (الأمريكية والبريطانية) كنتا متجهتين إلى موانئ الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وأن الاستهداف جاء انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، مؤكدة استمرار القوات المسلحة في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمنع الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، أو المتجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى وقف العدوان وإدخال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني.
وواصلت أمريكا وبريطانيا عدوانهما على اليمن بتنفيذ عدة غارات، أمس وأمس الأول، استهدفت محافظات صعدة والحديدة وحجة.
خط الدفاع الأخير
الهجوم اليمني على المدمرة الأمريكية «غريفلي» في البحر الأحمر، وتحقيق إصابة مباشرة ودقيقة، أثار دهشة الكثير من الخبراء العسكريين ووسائل الإعلام الأمريكية، الذين حذروا من أن القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة والإمكانية لإغراق «حاملة طائرات».
وحاولت القيادة المركزية الأمريكية نفي إصابة الصواريخ اليمنية للمدمرة «غريفلي»، زاعمة إسقاط عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية في البحر، بينما نقلت وسائل إعلام أمريكية بينها قناة (CNN)، عن مسؤولين في البنتاغون أن المدمرة «غريفلي» اضطرت ولأول مرة، إلى استخدام نظام (CIWS) الذي يطلق عليه اسم «خط الدفاع الأخير» في البحرية الأمريكية، ضد ما وصفه المسؤولون الامريكيون بأنه صاروخ كروز اقترب من المدمرة على بعد ميل واحد، وبالتالي على بعد ثوانٍ من الاصطدام.
من جهتها ذكرت صحيفة «ذا انترسبت» الأميركية أن نظام (CIWS) مصمم لاعتراض الصواريخ قريبة المدى، وهو أحد الخطوط الدفاعية النهائية التي تهدف إلى إسقاط الصاروخ عندما تفشل المنظومات الأخرى في اعتراضه، ويتميز هذا النظام بمدافع (Gatling) التي يمكنها إطلاق ما يصل إلى 4500 طلقة عيار 20 ملم في الدقيقة، والاشتباك مع المقذوفات أو الأهداف الأخرى من مسافة قريبة للغاية.
ونقلت الصحيفة عن مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توم كاراكو، أن من «المثير للقلق» أن صاروخ «الحوثيين» اقترب بشدة من سفينة حربية أمريكية، في حين قال المحلل كارل شوستر، وهو كابتن سابق في البحرية الأمريكية، إن «الصاروخ الحوثي» الذي كان يتحرك بسرعة حوالى 600 ميل في الساعة (965 كيلومترا في الساعة)، كان على بعد حوالى 4 ثوان من ضرب البارجة «غريفلي».
وحذر المسؤولون الأمريكيون من إمكانية القوات المسلحة اليمنية إغراق حاملة الطائرات الأمريكية، مؤكدين أنه «حتى ولو لم يتمكن الحوثيون من إغراق إحدى حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية بالكامل، فإنهم قد يلحقون أضراراً جسيمة إذا تم اطلاق السلاح المناسب في الوقت المناسب»، وفقاً لما جاء في تقرير آخر لصحيفة «ذا انترسبت» الأميركية.