تعهّدت حركة «أنصار الله»، أمس، بأن المعركة مع الولايات المتحدة وبريطانيا لن تنتهي إلا بخروجهما نهائياً من البحريْن الأحمر والعربي. وفي أعقاب قيام الطيران الأميركي والبريطاني بشنّ سلسلة غارات طاولت العاصمة صنعاء وعدداً من المحافظات اليمنية، فجر أمس، قالت مصادر سياسية في الحركة، لـ«الأخبار»، إن «العمليات السابقة التي نفّذتها قوات صنعاء البحرية في البحريْن الأحمر والعربي والقوات الجوية ضد أهداف في عمق الاحتلال الإسرائيلي، رغم ما ألحقته من أضرار بالكيان، إلا أنها لا تزال في بداياتها، والعملية العسكرية الكبرى التي تم الإعداد لها منذ سنوات، قادمة وسوف تنتهي بإنهاء الوجود الأميركي والبريطاني في البحريْن الأحمر والعربي».وأكّد المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، بدوره، في بيان، أن استمرار العدوان الأميركي - البريطاني على اليمن لن يحقق للمعتدين أي هدف، ولن يؤثر على قرار اليمنيين إظهار دعمهم لقطاع غزة، مضيفاً أنه «سيزيد من مآزق المعتدين ومشاكلهم على مستوى المنطقة»، متابعاً أنه «أن ليس من السهل تدمير القدرات اليمنية العسكرية، وقد أعيد بناؤها في ظل سنوات حرب قاسية».
وشملت العملية الهجومية الجديدة، والتي تُعد الأوسع والأكبر ضد اليمن منذ بداية حرب غزة، عدداً من المناطق الخالية من أي تواجد عسكري في صنعاء، حيث تم استهداف مناطق عطان والنهدين، وتحديداً «دار الرئاسة» الذي دُمّر كلياً عام 2015، من قبل طيران العدوان السعودي - الإماراتي. كما استُهدفت منطقة بني حشيش شمال صنعاء بغارتين. وفي الوقت الذي أعلنت فيه بريطانيا اشتراكها في الهجوم للمرة الثالثة منذ 11 كانون الثاني الفائت، أفاد الناطق باسم القوات المسلّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في منشور «إكس»، بأن طيران العدوان الأميركي - البريطاني شنّ 47 غارة جوية، توزّعت بين 13 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، و9 على محافظة الحديدة، و11 على محافظة تعز، و7 على محافظة البيضاء ومثلها على محافظة حجّة. وفي حين تحدّثت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أن العملية استهدفت مخازن أسلحة وأنظمة صواريخ ودفاع جوي، لم يشر سريع إلى ذلك، كما أكّد عدم سقوط أي ضحايا.
سُجلت انفجارات قرب المخا وهجوم غير معلن على غرف عمليات قرب باب المندب
من جهتها، ذكرت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أنه جرى استخدام قاذفات «B52» وطائرات «F 15» في العدوان، فيما بدا التركيز الأميركي والبريطاني واضحاً على المحافظات الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، إذ تعرّضت منطقة الجرّ في مدينة عبس الساحلية شمال حجّة، ومناطق الدرهيمي واللحية والصليف لسلسلة غارات، فجر أمس، بعد ساعات من تعرّضها لهجمات أميركية قالت وسائل إعلام أميركية إن مصدرها بوارج عسكرية في البحر الأحمر.
على أن ردّ صنعاء على ذلك جاء سريعاً، رغم تجنّب القوات المسلحة اليمنية الحديث عنه، إذ أكدت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» حدوث انفجارات بالقرب من المخا، بينما قالت مصادر أخرى إن «غرف عمليات بالقرب من باب المندب تعرّضت أيضاً لهجوم غير معلن». واللافت في الأمر أن الفارق بين العدوان الأميركي - البريطاني، وحديث شركة «أمبري» البريطانية عن حدث أمني قبالة باب المندب، كان بضع دقائق، أي قبل أن تعود القاذفات الأميركية والبريطانية أدراجها في أعقاب تنفيذ العملية. وشمل الرد غير المعلن رسمياً، سفينة كانت تحاول كسر الحصار اليمني المفروض على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ المحتلة، فيما أكدت الولايات المتحدة، أمس، استمرار الاشتباكات مع القوات البحرية اليمنية في البحر الأحمر.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، بتعرض بوارجها في البحر الأحمر لهجوم صاروخي جديد، زاعمة تدمير أحد الصواريخ. وجاء البيان بعد ساعات قليلة على آخر مماثل زعمت فيه القيادة الأميركية تدمير 6 صواريخ. كما نقلت وسائل إعلام تابعة للحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، عن مصادر عسكرية في «المنطقة الخامسة» على الأطراف الشمالية من الساحل الغربي، قولها إن «الحوثيين استهدفوا بوارج أميركية بـ10 صواريخ بحرية، فجر أمس».
وفي المقابل، أفاد شهود عيان، «الأخبار»، بأن ثمة تحليقاً متواصلاً للطائرات التجسّسية الأميركية في سماء الحديدة وحجة، وهو ما يؤكد أن التصعيد الأميركي - البريطاني هذه المرة لا سقف له، وهو ما سيدفع نحو المزيد من تعقيد الوضع في البحر الأحمر. وفي هذا الإطار، لا يستبعد مراقبون أن تعمد واشنطن إلى إغلاق باب المندب بشكل كلي وفرض عقاب على العالم، بعد فشل كلّ خياراتها في وقف عمليات قوات صنعاء، خصوصاً مع استمرار مرور صادرات وواردات خصومها، وعلى رأسهم الصين وروسيا، بأمان ومن دون اعتراض. ووفقاً لأكثر من مصدر في محافظة الحديدة تحدّث إلى «الأخبار»، فإن البحرية الأميركية حاولت تنفيذ عملية لاستعادة السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر» المحتجزة قرب ميناء الحديدة منذ 19 تشرين الثاني الفائت، بعدما فشلت محاولات سابقة لتحقيق ذلك.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية