"إنني أحذرهم وأقول إن عليهم أن يوقفوا عدوانهم على غزة وأن يكفوا عن حصارهم وإلا سوف نسعى للتصعيد أكثر فأكثر".
لا شك أن العدو في حالة استنفار منذ أطلق قائد الثورة هذا التصريح، فالعدو يعلم جيدا أن قائدنا صادق القول والوعد، كما أنه يدرك حجم التطور العسكري الذي وصلنا إليه بفضل الله عز وجل.
ونعلم أنه من الصعب على العدو الخروج من المأزق باتخاذ قرار وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات كنتيجة للموقف اليمني ولتلافي وتحاشي التصعيد اليمني، لكن بإمكانهم اتخاذ القرار بمبررات أخرى، مثلا قرار مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي أو حتى قرار صهيوني على أساس أنه تم استجابة للضغوط الشعبية. ما يهمنا في الأخير هو التنفيذ، وسيكون ذلك جيدا قبل اتخاذ قرار التصعيد.
ففي أي لحظة قد تتحول الضربات التحذيرية إلى تدميرية، ولكم أن تتخيلوا وقع الدخول في مرحلة تدمير السفن بشكل كلي وإغراقها بمن فيها، أو استهداف السفن المتوجهة إلى الكيان حتى عبر المسار البحري الآخر (رأس الرجاء الصالح)، لا أحد غير السيد القائد يعرف نوع التصعيد بالضبط وعدم المعرفة بحد ذاتها عذاب بالنسبة للعدو.
ما نعرفه وتعرفونه هو أن القائد قرر التصعيد، ولا عاصم إلا بتنفيذ الشروط (وقف العدوان وإدخال المساعدات)، وأعتقد أن الموقف اليمني أنبل موقف إنساني منذ خلق الله البشرية.
يمن الأنصار
ما يحدث في البحر الأحمر أكبر مما نتخيله، هناك انتكاسات تحدث لدول عظمى والموقف قابل للتصعيد في أي لحظة، وهذا يعني أن اليمن يمضي نحو صناعة النموذج العربي الأول للتحرر والاستقلال، وسنكون بفضل الله عز وجل قدوة وسيحذو حذونا كل مستضعفي الأرض.
بعض العمليات يسعى تحالف الشر والظلام العالمي جاهدا للحيلولة دون إعلانها، لأنها ستنكس رايته وتخزيه وتفضحه وتكشف ضعفه وهوانه، وفي أحسن الأحوال يضطر أن ينسب العملية لإيران، وأحيانا يتهم روسيا والصين، وكل هذا حتى لا يقال بأن اليمن هو البلد الذي نكس راية دول عظمى.. مع أن العدو يعرف تماما أن السلاح يمني والقرار يمني وهذا عرفوه من خلال دراسة بقايا السلاح ونوعية الوقود المستخدم (السائل أو الصلب)، وبالنسبة لاستقلالية القرار فقد عرفوه من خلال الرد الإيراني للاستجداء السعودي المتكرر بأن القرار في صنعاء، وعرفوا أيضا أنه كلما مرت فترة زدنا بفصل الله قوة وعنفوانا.
اليمن لم ينكس راية السعودية والإمارات كمعتدين فقط وإنما نكس راية تحالف عالمي ودول عظمى.
هل تريدون معرفة السر؟
أولاً: لدينا قائد يتمتع بالإيمان بشكل نقي وصادق وهو على يقين كامل بأن الله سينصره مع العمل بكل الأسباب في إطار إعداد العدة (وأعدوا).
ثانياً: لدينا قائد مستقل في اتخاذ القرار، أي أنه لا يتبع أي دولة بما فيها الدول التي نشترك معها في محاربة محور الشر، وعلاقتنا بهم ليست علاقة تابع ومتبوع، مع العلم أنه حتى إيران نفسها لا تطلب ولا تسعى وراء تبعيتها، وتكتفي بتقديم المشورة في حالات معينة.
ثالثاً: لدينا قائد جريء على اتخاذ القرار (يده خفيفة على الزناد) ويستخير الله عز وجل ومن استخار الباري ما خاب، ولديه مستشارون خبراء ومتخصصون مخلصون ومؤمنون بالقضية، وقراراته مدروسة وبحكمة وحنكة بالغة وليست عشوائية ولا متسرعة.
رابعاً: لدينا قوة عسكرية بفضل الله عز وجل قادرة على الوصول إلى أهدافها بدقة كاملة، وإمكانية اعتراضها ضئيلة جدا وعلى الأقل لا يمكن اعتراض جميعها، بمعنى أن نسبة وكمية الاعتراض قليلة مقارنة بعدد الصواريخ أو الطيران المسير المستخدم في كل عملية، والإنتاج والتحديث والتطوير مستمر على مدار الساعة سواء على مستوى التقنيات أو الكميات (نوعي وكمي)، وبهذا الشأن مازال العدو حتى اللحظة يبحث عن كيفية اجتيازنا لقرن من الزمن بتصنيع الجيل الثالث من الأسلحة المضادة للسفن (الصواريخ الباليستية الموجهة ضد السفن)، فالجيل الأول كان الطوربيدات والألغام، والثاني هو الطائرات الحربية، والثالث هو الصواريخ الموجهة ضد السفن، إضافة إلى تطورات تصنيعية أخرى متعددة مثل تقليص الزمن المطلوب لإطلاق الصاروخ بشكل كبير جدا، بحيث لا يمكن استهداف المنصة، بعد أن كنا نحتاج إلى ساعة ونصف للتشغيل والإطلاق، وكذا من حيث سرعة الصاروخ نفسه والقدرة على التمويه وتجاوز أحدث المنظومات الدفاعية، وكل هذا لمسه وعاشه العدو وكان ولايزال غارقا في دراسة الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا المستوى.
خامساً: الشعب يؤيد السيد القائد في كل قراراته ويفوضه تفويضا كاملا ومطلقا ومستعدون لتحمل كافة النتائج مهما كانت ونثق كل الثقة بأن قائدنا لن يقودنا إلا للنصر والعزة والشموخ والنجاة بإذن الله تعالى ومهما كانت الخسائر فنحن على ثقة كاملة بأن الهدف يستحق كل التضحيات (الولاء).
سادساً: فلسطين قضيتنا المركزية وبوصلتنا، ولم يهزم العرب والمسلمون وتنكس رايتهم ويذل كبيرهم إلا عندما تخلوا عن فلسطين، ولن ينتصروا إلا عندما ينصرون فلسطين، ويخرجون من عباءة محور الشر والظلام (البراء).
من يتتبع مسار المعركة منذ الحرب الأولى في صعدة التي شنها النظام السابق بإيعاز أمريكي صهيوني والحروب الست وما الذي حدث إلى الآن يتيقن تماماً بأنها معركة تمضي بتسيير إلهي وبأن السيد القائد مؤيد من الله عز وجل "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
وعندما نقول بأن صيته سيملأ المنطقة فهذا ليس معناه أن الأنصار ومشروعهم القرآني سيتحولون إلى استعمار عثماني جديد وإنما التسليم، وبالتالي القدوة كزعيم عربي مسلم تقتدي به الأمة، وسيكون لهذا اليماني الشأن الذي أراده الله.
ملحوظة: لو سألتم الأنصار ما هي طلباتكم؟ لقالوا لكم كفوا أذاكم عنا وهذا كل ما نريده ودعونا نحل مشاكلنا دون تدخلاتكم السافرة.
ولن تستوعبوا هذه الطلبات لأنكم اعتدتم أن يرفع المنتصر سقف طلباته بشكل غير مشروع، لكننا في اليمن مشروعنا هو التحرر والاستقلال، وهذا إلى جانب معالجة مآلات العدوان الكارثية. أما في ما يخص فلسطين فالموقف أيضا واضح، وعليكم الإسراع بالاستجابة الفورية للطلبات الإنسانية كمخرج حصري ووحيد، فالقادم خارج كل المقاييس والحسابات.
* نقلا عن : لا ميديا