في خطاب سيد الفعل والقول، يوم الخميس، 2 أيار/ مايو، أعلن سيد الثورة الاستعداد لجولة رابعة من التصعيد إذا استمر العدو الصهيوني والأمريكي في التعنت؛ ولكنه لم يتطرق للتفاصيل.
في اليوم التالي، أعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية تفاصيل المرحلة الرابعة من التصعيد، بينها استهداف السفن التي تخرق حظر الملاحة الذي فرضه اليمن على الملاحة المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيديهم.
القوات المسلحة اليمنية وسعت عملياتها منذ بداية إعلانها، لتشمل المساحات البحرية التالية: البحر الأحمر (169,113 ميلا مربعا)، خليج عدن (158,302 ميلا مربعا)، بحر العرب (1,491,000 ميل مربع)، وأعلنت أيضاً استهداف السفن في المساحة الواسعة بالمحيط الهندي (27,240,000 ميل مربع)، ولهذا وصف سيد الفعل والقول البحر الأحمر بأنه بركة صغيرة مقارنة باتساع المحيط الهندي.
والإعلان الأخير عن استهداف سفن متجهة إلى موانئ فلسطين من البحر الأبيض المتوسط، ورغم أن المرحلة الرابعة من التصعيد تضمنت إضافات أخرى، إلا أن تركيزي سيكون على هذه النقطة تحديداً، لماذا؟
تاريخياً، كان البحر الأبيض المتوسط مسرحاً للصراعات والتنافس بين الدول الكبرى منذ فترات مبكرة لتأسيس الإمبراطوريات العابرة للبر والبحر. ويتصل هذا البحر بثلاث قارات: أوروبا، آسيا، وأفريقيا.
وبحسب آراء عدد من كبار السياسيين، فإن صراع القرن الحادي والعشرين سيكون في البحر الأبيض المتوسط ومنطقته المحيطة. ومن الدول التي يتضح أنها قادمة لخوض ذلك الصراع:
تشارك الولايات المتحدة بقوة في المنطقة من خلال مشاركتها العسكرية مع أوروبا في حلف الناتو، وتعاونها مع «إسرائيل» التي تعد جزءاً من سياساتها الخارجية.
بالطبع، لا يمكن نسيان الدول الاستعمارية الأوروبية المتوسطية، وفي مقدمتها إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، وبريطانيا التي تسيطر على مضيق جبل طارق، وعلاقاتها جميعاً مع دول شمال أفريقيا، التي لا تزال تعاني من آثار استعمارها لها.
كما دخلت الصين بقوة في المنطقة المتوسطية من خلال قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، ومشروعها الدولي الضخم «الحزام والطريق».
وتسعى روسيا لتعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في المنطقة، وتحقيق حلمها الطويل بالرسو في المياه الدافئة، وأصبح لها وجودها في سورية وليبيا، واختراقها لعدة دول أفريقية بوسط القارة.
تركيا أيضاً تسعى لاستعادة تأثيرها التاريخي في المنطقة المتوسطية، وتسمي ذلك «الوطن الأزرق».
إيران كذلك تسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة، ليس فقط من خلال لبنان وسورية.
فيما يتعلق بالدول العربية، لا توجد رؤية استراتيجية موحدة تنظم سياساتها في البحر الأبيض المتوسط، سواء كانت الدول المطلة على المتوسط، أو الدول التي تسعى للعب دور فاعل في المنطقة، مثل مصر والجزائر، وهما من الدول المتوسطية، بالإضافة إلى الإمارات والسعودية وقطر من الدول العربية خارج المتوسط، وبالتالي أصبح البحر الأبيض المتوسط مسرحاً للعمليات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية، حيث تتحرك القوى الإقليمية والدولية في المنطقة.
فكيف تمكن اليمن، الذي يعاني من تداعيات العدوان لمدة تسع سنوات، أن يصبح لاعباً قوياً وطموحاً بين أقوى الدول في العالم، والدول الأكثر ثراءً من المتواجدين في ساحة البحر الأبيض المتوسط؟
* نقلا عن : لا ميديا