لطالما استهدف السعوديون كل من قام بفضحهم ولو بصورةٍ رمزية كما حصل مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كيمون والذي أدرج يومها تحالف العدوان السعودي الإماراتي ضمن القائمة السوداء لقتلة الأطفال.يومها شن السعوديون حملةً هوجاء على الرجل الذي كانت كل مواقفه سلبية تجاه الحرب العدوانية علينا وحينما قام بهذه الخطيئة من وجهة نظر أمراء الحرب السعوديين فإنهم أقاموا الدنيا من حوله ولم يقعدوها..
اليوم يتكرر ذات المشهد ولكن مع فريقٍ أمميٍ آخر لم يكن منصفاً كل الإنصاف لكنه من وجهة نظر الرياض أخطأ حينما وجه اصابع الاتهام نحو تحالف العدوان وجرائمه التي يرتكبها في بلادنا لذا قررت الرياض وأبوظبي أن تعملا كل ما بوسعهما لإيقاف عمل هذا الفريق..
فضيحة إجرامية جديدةٌ تتورط بها قوى العدوان ليس ميدانها هذه المرة المدن اليمنية التي يقصفها السعوديون والإماراتيون على مدار الساعة بل ساحتها أروقة الأمم المتحدة ودهاليزها وزواياها الخفية..
على هذا الصعيد نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية”عن منظمة العفو الدولية تحذيرها من ضغوطٍ كبيرةٍ يتعرض لها مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيقاف عمل فريق الخبراء الأممي الذي يصدر تقارير دوريةٍ عن الانتهاكات في الحرب على بلادنا..
وعلى الرغم من أن هذا الفريق يساوي في كثيرٍ من تقاريره وإحاطاته بين الضحية والجلاد إلا أنه فضح في أكثر من مناسبةٍ الكثير من جرائم الحرب التي أرتكبها السعوديون في بلادنا ما دفع الحكومة غير الشرعية القابعة في فنادق الرياض لطلب ايقاف عمل هذا الفرق الذي يرون أنه تجاوز صلاحياته وتدخل فيما لا يعنيه..
تذبح قوى العدوان اليمنيين من الوريد إلى الوريد وحينما تفضح جرائمهم ولو بصورةٍ رمزية فإن الرياض وأبوظبي يجن جنونهما ويفعلان كل ما بوسعهما لمحاولة تبييض صفحاتهم الملطخة بدماء الأبرياء..
يقول بيان العفو الدولية أن الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان تواجه اختباراً رئيسياً في وقت لاحق من هذا الأسبوع حيث من المقرر أن تصوت على تجديد ولاية فريق الخبراء البارزين المعني باليمن..
وفقاً لأنياس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية فإن التقاعس عن تجديد ولاية فريق الخبراء والانصياع للضغوط السعودية على هذا الصعيد سيشير الى تخلي المجتمع الدولي عن الشعب اليمني بشكلٍ مريرٍ بل وخيانته بحسب تعبيرها.
هذه المرارة التي تحدثت بها المسئولة الأممية السابقة تؤكد أن الرياض ومن يقف خلفها عازمون على ايقاف عمل هذا الفريق على الرغم من أن تقاريره لا تسمن ولا تغني من جوع فهي ليست ملزمة ولم ولن تحد من جرائم قوى العدوان التي يرتكبها السعوديون والإماراتيون في بلادنا..
في بيان اصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش ونقلته وكالة رويترز للأنباء أكدت المنظمة أن السعودية تخوض مع من اسمتهم شركاءها في مجلس حقوق الانسان ضغوطاً لمنع التجديد لفريق الخبراء..
لا يتقبل مجرمو الحرب السعوديين والإماراتيين أن يشار اليهم بالبنان كمجرمين ولو بصورةٍ شكلية على الرغم من رمزية هذا النوع من التقارير الأممية غير الملزمة لكن غطرستهم تجعلهم يظنون أنهم بأموالهم النفطية المدنسة قادرون على تغيير كل شيءٍ لصالحهم..
يتجاهل هؤلاء أن دماء الأبرياء التي يسفكونا والبلد الذي يدمروه والشعب الذي يحاصروه منذ سبع سنين سيكون لعنة عليهم وسينتقم منهم يوما ما..
لا يخجل هؤلاء حينما يريدون من العالم كله أن يقول عن أياديهم أنها بيضاء في بلادنا بينما هي ملطخةٌ بدماء النساء والأطفال والشيوخ..
بالنسبة لنا فإن تقارير هذا الفريق الأممي المسمى بفريق الخبراء هي غير منصفة وغير عادلة ومع ذلك فإن رمزية فضحها لجرائم العدو السعودي والإماراتي هي حجرٌ يرمى في بركة الصمت الدولي المخزي على هذا العدوان الغاشم..
قد يتمكن احفاد الشيطان من ايقاف عمل هذا الفريق الاممي لكن ذاك لا يشكل فرقاً حقيقياً بالنسبة لنا بل هو وصمةُ عارٍ جديدة في جبين الضمير الانساني الجمعي..
أيّاً تكن نتائج هذا التصويت فإن العالم كله بات مدركاً لحجم الكارثة الانسانية التي أحدثها هذا العدوان في بلادنا ولا يزال مصراً على الاستمرار فيها بل وبفجورٍ منقطع النظير.
* نقلا عن : السياسية