الثبات والصمود والصبر والحسم من أبرز صفاته التي عُرف بها. تعرف شجاعته جبال ورمال وصحارى وأودية خيوان وحوث وعمران والجوف ومارب والبيضاء وشبوة ولحج وعدن وتعز.
لم تستطع الظروف قهره رغم شدتها وقسوتها. عندما تسأله ابنته أين عينك يا أبي؟ يجيبها بأنها في الجنة. كان سعيدا بأنه قدم شيئاً من جوارحه في سبيل الله. تحكي زوجته قائلة: "آخر ما أرسله الشهيد بشير هو أن نسلم كل ما يوجد لديه من مال وسلاحه الشخصي وحتى على مستوى ملابسه لمشرفه لأنها ملك سبيل الله، وأن أربي أبناءه على الزهد في الدنيا والالتزام بمبادئ وقيم مسيرتنا القرآنية، وإذا وفقه الله بالشهادة نقول كما قالت السيدة زينب (اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى)، وفعلا سافر إلى جوار ربه والتحق بمن أراد أن يلتحق بهم".
ولد بشير محمد الشهواني عام 1990 في منطقة ذو شهوان في حرف سفيان محافظة عمران. أكمل دراسة المرحلة الأساسية. نشأ في منطقة خشنة عودته على متاعب الحياة وقسوتها، ورغم ذلك كان دائم الابتسامة، يمتاز بالشهامة والأخلاق العالية في التعامل مع الآخرين.
التحق بالمسيرة القرآنية بعد الحرب الرابعة سرّاً، بسبب الضغوط التي كان يواجهها من قِبل أسرته وقبيلته. خاض المعركة في الحرب السادسة وأصيب إصابة بالغة فقد فيها إحدى عينيه، وهُدم فيها بيته وشُرد أهله وأُصيب بعضهم بجراح. بعد الحرب السادسة شارك في أعمال كثيرة ذات طابع اجتماعي أهمها إصلاح ذات البين وحل الخلافات بين القبائل، وتوسعت أعماله الجهادية أمنيًا وثقافيًا وعسكريًا.
عُرف بحرصه على أموال سبيل الله، فلم يكن يرضى لنفسه أن يأخذ شيئا منها، ويردد دائما "نريد أن نزكي أنفسنا"، وحتى حين يحصل على مال شخصي كان ينفقه في سبيل الله. أنفق في الحرب السادسة جميع أسلحته التي كان يمتلكها في سبيل الله، وبعد الانتصارات المتتالية للمسيرة التي هو جزء منها كان على يقين أن الله سيمكن المؤمنين الصادقين في أرضه لأنهم أنصار دينه.
مع بداية شن العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا توجه إلى الجبهة في البيضاء يخوض معركة العزة والشرف لمواجهة قوى الشر والعدوان ومرتزقتهم العملاء، ودُحر الأعداء، وتقدم المجاهدين إلى مدينة عتق في محافظة شبوة.
انتقل الى جبهة عدن ليخوض معركته مع الأعداء بكل شجاعة، ثم الى لحج حيث أصيب هناك إصابة شديدة في رئته وبعض أجزاء جسمه، ولم يبق طويلا فحتى قبل أن تتعافى جراحه عاد الى الجبهة متوجها هذه المرة الى جبهة تعز للتصدي بجسارة لقوى العدوان في الشريجة أولا ثم في المسراخ وبعدها في الوازعية.
انتقل بعدها إلى جبهة نهم حيث دارت فيها أشرس المعارك وقاتل بشموخ الأبطال وإبائهم، لصد زحوفات المرتزقة والخونة والتنكيل بهم.
بعد فشل قوى العدوان الأمريكي السعودي في تحقيق أي إنجاز في مديرية نهم، استغلت عملاءها المنافقين والخونة لرصد تحركات وأماكن تواجد القادة، وبهذه الطريقة الغادرة نجح الأعداء في استهدافه بعد عدة غارات للطيران الحربي والاستطلاعي، فاستشهد هناك يوم 7 فبراير 2016م، بعد رحلة من الجهاد للتنكيل بأعداء الله المنافقين، وبالغزاة والمرتزقة في مختلف جبهات القتال.
* نقلا عن : لا ميديا