للحشود التي تتأهب للنزول بأرضنا نقول: أنتم لا تعرفون ما أنتم مقدمون عليه، لا تدعوا غروركم يدفعكم لاستضعاف الشعب اليمني أكثر، فلا أحب علينا من قتلكم، فهاتوا ما عندكم، وانزلوا ببرنا، واستعرضوا ملابسكم ونظاراتكم ومدرعاتكم، واقتربوا أكثر.. نحن نتوق لقتلكم أكثر مما تتخيلون، ونتوق لأخذ ثأرنا منكم منذ رأينا وجوهكم الكالحة في كل جريمة اقترفتموها في حقنا، ولسنوات ربينا الأحقاد في قلوبنا لأجل هذا اليوم.
ماذا تملكون لتخيفونا أكثر مما قد استخدمتموه على أجساد أطفالنا ونسائنا؟! تعالوا اليوم لنرى ماذا لديكم. لو كنتم مرعبين كما تدعون فلماذا ماتزالون تقصفون من الجو ولا تنزلون؟! ولو كنتم أبطالاً كما تروجون، فلماذا تحشدون عشرات الدول لتقف معكم ضد شعب محاصر؟! أنتم تعرفون من نحن، وعبر عقود من الزمن تآمرتم علينا، ووضعتم جواسيسكم ليحكمونا، وأدرتم المؤامرات مرات ومرات علكم تنالون من إبائنا وبأسنا، وسعيتم لتنسونا من نحن، وحاولتم النيل من أعراضنا وثرواتنا بمنظماتكم وشركاتكم، وفي الأخير، اعتقدتم أن الأوان قد آن لتنقضوا علينا، ولكننا فاجأناكم، أليس كذلك؟!
خرجنا من تحت الركام كطائر الرخ الأسطوري، وبرزنا لكم فجندلنا الآلاف من مرتزقتكم، وكسرنا غروركم ونحن نسحق أعتى وفخر صناعاتكم تحت أقدامنا الحافية، ومزقنا كل مؤامراتكم، وشتتنا كل جهودكم، وانقضضنا على تاريخكم، وبعثرنا جمعكم، فهلموا الآن لنرى لمن الكلمة اليوم. برغم جراحنا ندعوكم لتأتوا بجمعكم، وبرغم وجعنا ندعوكم لتنزلوا في برنا، ونقسم لكم أننا سنشعل البحار ناراً تتلقف أساطيلكم، وسنزرع البر أوتاداً لنصلب جيوشكم، وسنجعلكم عبرة لمن لا يعتبر.
نحن وعد الآخرة الذي أعده الله لكل طغاة العالم، ونحن «هرمجدون» التي قرأتم عنها في كتبكم، ونحن «ميكرع هلكول» التي تخشون أوانها، ونحن من كتب دانتي عن أرضنا: «يا من تدخلون هنا دعوا خلفكم كل رجاء» وهو يتخيل الجحيم، ونحن من قال الغزاة عن أرضنا قديماً: «اليمن مقبرة الغزاة». ولكن لا تترددوا. جئتم طمعاً وستفرون فزعاً.. جئتم لاستعبادنا وستخرجون رعباً من أرضنا.. نصيحتي لكم ألا تترددوا، وفروا بجلودكم، فنحن في غنى من أن نسقي أرضنا بدمائكم النتنة، وهذه أرضنا، فاتركوا قرارها لأهلها وانجوا بأنفسكم، فلسنا بخارجين منها، ولن نقبل بأن يطأها الأوغاد.
يا شعبنا اليمني العظيم، لقد أتى «الصفر» بأنفسهم بعد أن فشلت أدواتهم. جاؤوا غاضبين بعد أن دمرنا سمعة أسلحتهم، وجندلنا مرتزقتهم، وأفشلنا مخططاتهم. وها هو الشيطان قد رفع عقيرته لينادي كل مرتزقته لينقذوه من ورطته؛ فسمعته على المحك، وهو خائف وجل، فلا تخيبوا ظنه، واجعلوه يرى بعدما سمع، وتأهبوا لاستقباله كما يليق بمن ظن أنه سينهب ثرواتنا ويستعبد رجالنا ويستحيي نساءنا ثم يفر! سنستقبلهم كما يفعل الصياد بالطريدة التي جاءت من غير موعد. تعالوا لنذيقهم بأس اليمنيين، ولنجعل من لقائهم هذا حدثاً تاريخياً ليعرفوا أن ما حدث لهم في فيتنام كان نزهة فقط. دعونا نرح العالم من شرهم إلى الأبد فلا تقوم لهم قائمة بعدها، والله معنا.
* نقلا عن : لا ميديا