ها هي نسائم رمضان تكاد تُرى وتُلمس لشدة وضوحها. روحانية لا يعرفها إلا القلة من الناس، فليس كل ممتنع عن الطعام صائما، لأن الصيام أكثر من هذا الأمر.
الصيام أن تطعم غيرك، وليس أن تجوع فقط. الصيام أن تتفقدوا جيرانكم وتركزوا على الناس الذين في بيوتهم لا يسألون أحداً، ولا أحد يعرف وضعهم، ولا يشكون لأحد حالهم.
لن يحدث شيء إن طلبت من زوجتك عمل صحن رز زيادة، وترسله لجارك قبل أذان المغرب.
وذلك بإمكانه أن يزيد من المكرونة، ويخبر ابنه أن يأخذه للجيران. وآخر بإمكانه إضافة نص كيلو طبيخ مشكَّل، ويعطيه للأيتام الذين يسكنون بجواره.
لكي يفطر الجميع وهم راضون، ومستغفرون، وهانئون.. ويرسخوا في نفوس أبنائهم حب العطاء وأهمية تفقد الجيران.
كان اليمنيون هكذا في السابق، فما الذي جرى عليهم. فلو كل جار يرسل لجاره طبقاً واحداً، لكان هذا كافياً. ولا تستحوا أو تقولوا إنه قليل، فما تراه أنت قليلاً سيراه المحتاج كثيراً.
يقول الإمام علي بن أبي طالب: «لا تستحِ من إعطاء القليل، فالحرمان أقل منه».
وحين تعطي جارك طبقاً من مائدتك، لا تحسسه أن هذا الطبق صدقة، ولا تجعله يشعر أنه محتاج لهذا الأكل.. قل له: خطرت على بالي، وحبيت تأكل من طبخنا، علشان يكون بيننا عيش وملح.
* نقلا عن : لا ميديا