مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
وظيفة السلطة في الإسلام
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 04 إبريل-نيسان 2022 01:10 ص


يختلف مفهوم السلطة في فكر وثقافة وتجربة الإسلام المحمدي الأصيل عن المفهوم الذي تقدمه الفلسفات والأفكار والتجارب الإنسانية الأخرى، إذ يجد المتتبع لحركة النبي الأكرم (صلوات الله عليه وعلى آله)، في بناء المجتمع المسلم من حيث العلاقات والنظم والتشريعات، أن الإسلام لا يعترف بأي سلطة إلا عندما تكون خاضعة بكل أبعادها وتصوراتها للمنهج الإلهي، بحيث تصبح مواقفها وحركتها وأعمالها هي التجسيد الحي لكل ما شرعه الله، إلى الحد الذي ترى فيه أن الحاكم وإن كان نبياً فإن علاقته بالمجتمع لا تقوم على أساس شخصيته، وما يتميز به من مكانة وخلق وقرب من الله، وإنما على أساس البرنامج الذي يقدمه للناس، وائتمنه الله على تبليغه واستنهاض الناس به، وهذا ما توضحه الرواية القائلة: إن النبي (صلوات الله عليه وآله)، قبيل التحاقه بالرفيق الأعلى قدم أمام الناس حساباً ختامياً عن طبيعة المرحلة التي قادهم فيها، والتي لم يقم على مدى تلك السنين بأي عمل أو بإصدار حكم أو تشريع تبعاً لرغبة ذاتية، أو نتيجة هوى أو مزاج شخصي، إذ يقول: «أيها الناس إنكم لا تعلقون علي بشيء، فلن أحل إلا ما أحله الله، ولن أحرم عليكم إلا ما حرمه هو سبحانه وتعالى».
وهل هناك مَن سيشك مجرد شك بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون ما قاله؟ بالطبع لا، ولكنه أراد أن يربي الناس على الوعي الذي يجعلهم حاضرين في كل مقام، ولديهم النباهة الاجتماعية التي تمكنهم من مراقبة كل من يُعنى بتحمل مسؤولية منهم، ليحموا واقعهم من الزلل والانحراف.
وكذلك كان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، مع أن إمامته لم تكن شأناً اختيارياً للناس بحيث هم مَن يقومون بوضعه في هذا المقام ويعطونه هذا المنصب، وإنما هي اصطفاء واختيار من الله تعالى، وهكذا الأمر في ما يتعلق بنبوة النبي (صلى الله عليه وآله)، فها هو الإمام علي يؤكد وظيفة السلطة في الإسلام في عدة مواضع من الكثير من كلماته وخطبه وابتهالاته، من ذلك ما ورد في أحد أدعيته، إذ يقول: «اللهم إنك تعلم أن الذي قد كان منا لم يكن منافسة في سلطان، أو التماساً لفضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك». 
ومثله قوله: «والله لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذه الله على العلماء، ألا يقاروا على كظة ظالمٍ، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز». وكذلك قوله عن نعله: «والله لهي أحب إلي من إمرتكم هذه، إلا أن أقيم حقاً، أو أدفع باطلاً».
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
لا بأس.. من أجل السلام.. ولكن !
حمدي دوبلة
مجاهد الصريمي
القيمة الحقيقية للسلطة
مجاهد الصريمي
إبراهيم الوشلي
لص يتحدث عن الأمانة..!
إبراهيم الوشلي
عبدالمجيد التركي
شهر مبارك
عبدالمجيد التركي
نبيل جبل
شهر الله الكريم فرصة لا تعوَّض للتغيير في كُلّ جوانب حياتنا ..
نبيل جبل
هاشم الأهنومي
هُدنة ليتها تصدُق
هاشم الأهنومي
المزيد