برأيي الشخصي أنه مهما كانت هناك خلافات سياسية بين الدول العربية والإسلامية فلا يجوز أن تقاطع الشعوب بعضها؛ لأن في هذه القطيعة ما يفرح أعداءنا ويعود عليهم بالفائدة. وطبعا هناك ما يؤكد ذلك في ديننا وأخلاقنا. وأنا لا أميل أيضا لرأي كل متعصب يجنح لحب التنافر والخصومة فقط ليبدو مختلفا، فالاختلاف يقود للخلاف.
فكلما تباعدت الشعوب ازدادت مشاكل عدم الفهم، وتجذرت الخلافات وتشعبت، وهي علاقات قابلة للتوريث والانتقال من جيل إلى آخر! فمثلا هناك عداء بين كل دولتين عربيتين متجاورتين، دون أن يسأل أي أحد: لماذا هذه الأزمات الغريبة؟!
برأيي الشخصي أن الأنظمة الحاكمة في أمتنا تقود حرباً شعواء بالإنابة من أجل تفريق الأمة، وأن مشاركتنا في هذه الجريمة لن تؤدي إلا لتحقيق أهداف أعداء أمتنا الواحدة بالتشرذم والعداء والتفرقة، وأننا سندفع الثمن على المدى الطويل، وبالتالي لن نستطيع الخروج من المأزق الذي نعيشه.
وبرأيي الشخصي -أيضاً- أننا تعبنا من تعبنا، وباتت المشاكل مع الآخرين جزءاً من شخصيتنا. ولعل هذا يعود لرغبتنا في إيجاد مبررات لإحباطنا أمام التحديات التي نواجهها، ولذلك نجد في «الآخر» تبريرا لتعاستنا، وهذا الأمر بالغ السوء؛ لأن هذا لن يؤدي سوى للمزيد من المشاكل.
وبرأيي الشخصي أننا متوترون، وهذا التوتر يمنعنا من رؤية ما يجمعنا، والتركيز على ما يفرقنا فقط. والحل يكمن في ردم الحفر التي تمنعنا من التواصل؛ فعندما نتواصل سنجد كم نحن متشابهون، وكم نحن حمقى؛ لأن ما يمنعنا من التواصل ما هو إلا عائق عقلي تم حشوه بالقوة في عقولنا من قبل المجرمين.
إنها لكارثة أن أضطر أن أقول إن هذا هو «رأيي الشخصي»؛ فهذا يعني أننا بتنا نعاني من قمع الآراء التي تدعو للخير، حتى باتت كلمة الحق تقال بصعوبة، وتكون مقبولة بصعوبة أيضاً! ولذا فلنتفق جميعاً أننا أمة واحدة، ولذلك يجب أن نتواصل، وأن نتشارك مشاعر الرضا والسخط، حتى نعرف أننا مع بعضنا على الأقل، وأن هناك من يحاول أن يفرقنا.
لنجعل من المشاعر الأخوية والصادقة رسائل عابرة للحدود، لتصل ويفهم الآخرون أننا بعضٌ من كل، ولنبتعد عن كل ما يفرقنا، ولننشر ثقافة الأخوة والمودة، فنحن معاً أقوى، فكما قال نبينا الكريم (ص) فيما معناه أن خير الناس من آلف المختلف، وشر الناس من فرق المؤتلف؛ فهل فهمنا المعنى وأهميته؟!
* نقلا عن : لا ميديا