سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة
القدس كربلاء.. عبد الحفيظ الخزان
1 –
"القدس" "كربلاءْ"
تحكي "الحسين" ثائرًا
وتلعن القياصرهْ
وساسة القرودْ
والطعنة "المجوشنهْ"
2
"القدس" تحكي "زينبا"
وموكبًا مُعذبا
وأمة لمّا تزلْ
تنسى "الحُسينَ" ماثلًا
وتذكر الطلولْ
على جميع الألسنهْ
3
"الشِّمْرُ" أو "شامير"
و"القدسُ" كابن المصطفى
والزيف فينا سيد
يلبس بردة النبي
ويستبيح موطنهْ
4
"القدس" "كربلاءْ"
كلاهما مسافة في عنفوان الذاكرهْ
5
"القدسُ" و"الحسينْ"
غصنُ الرسول يلتقي بزهرة المدائنْ
في شهرنا المحرم
وفي جميع الأمكنهْ
ذكرى الحسين جددتْ
في الجرح خمسين سنهْ
..
لله درك ياتوشكا.. عبد السلام المأخذي
للهِ دَرُك يا(توشكا)أمانينا
وقد أذليتَ سلمانًا وصهيونا
ودرُ نخوةِ أيامي وأروقتي
وقد حمتكَ إلى أن تبلغ الحينا
ودرُ ساعدِ من أولتكَ شِدتهُ
على المنصةِ تحريكًا وتسكينا
ودرُ نظرةِ من أعطى بثاقِبها
وقتَ انطلاقِك للأهدافِ تمكينا
ودرّ ذراتِ أنسامي وقد منحت
خطوطَ سيركَ في الأجواءِ تأمينا
ودرُ فعلكَ في أعداء عزتنا
ومِن وصولكَ فحمتَ الجثامينا
ودرُ شعبٍ أبيٍّ صامدٍ بطل
أنكى وأبكى وأدمى من يعادينا
ودرُ قائدِ شعبٍ قادَ ثورتنا
نحوَ استعادةِ أوطانِ العُلا فينا
فانظر إلينا وشاهد كم سعادتنا
وأنت من حُرقةِ الأكبادِ تشفينا
وبالغزاةِ تسوي الأرضَ منتصفًا
للأبرياءِ وآهاتِ اليمانينا
ولا تزالُ بأمر اللهِ صاعقة
تسقي عتاولة العدوان غسلينا
وما نرجيهِ في مرمَى خواطرنا
تأتي به فوقَ ما ترجو أمانينا
بل إن فعلك في من زرتهم قدمًا
قد صيرَ الصانعَ (الروسيَ) مجنونا
إذ يعلمون مدى تدمير ما زرعوا
في حقل رأسك، أو زادوا الشرايينا
وما فعلت (بشِعبِ الجن) منفردًا
جاز التوقعَ واجتازَ القوانينا
كأنما صرت فى كفي (بني يزنٍ)
ما يصدرُ الناسُ عنها يوم تأتينا
لكن ذلك ما أخفى لناظرنا
بأنهُ اللهُ مَن بالنصر يُولينا
وللمصلينَ كم أبدت عنايتهُ
﴿وما رميتَ﴾ تصلي في مرامينا
فأنت (كالقاهر المغوار) عندكما
يدُ (الإلهِ) تجلت فوقَ أيدينا
ومثلك (النجمُ) و (الزلزالُ) فعلهما
يذكى دوامًا لفعل اللهِ تضمينا
فالحمد لله في سر وفي علنٍ
من حرر العز من قيدِ الأذلينا
وأعلن (القدسَ) من (صنعاءَ) عاصمة
أرست على شاطئ (الأقصى) (فلسطينا)
..
رسالة اليمن بيوم القدس... عبد السلام المتميز
سارت إلى لقياك راياتي..
ياقدس يا مهد النبوّاتِ
فلأنت أنت قضيتي الأولى..
تمشي إليك خطى انتصاراتي
بيني وبينك حاجزٌ صلفٌ..
حتما سأكسره بقبضاتي
يد قاتليك اليوم تقتلني..
فهمُ همُ في الوصف والذاتِ.
...
المساومة.. للشاعر الكبير/ عبد العزيز صالح المقالح
1
ابنُ هند يساومني أن أبيع لساني
وصوت غدي
وجماجم جند الحسين
ضع السيف حيث تريد
هنا في فمي
ههنا في دمي
أبغض الموت لكنني أتعشقه
حين يغدو الخلاص لجمجمتي من رماد الخيانة
2
قال لي
ورماد الخيانة يحجب عينيه
والليل يسقط من شفتيه :
الموائد في الشام متخمة
وبساطُ "عليّ " من البلح الجاف
أي الطريقين تسلك يا صاحبي؟
قلت : حيثُ يكون "عليّ" أكون، يظللني سيفه
وأصلي وراء سحابته
حين أظمأ صوت العدالة مائي
وإن جعتُ فالوجبةُ : التمرةُ اليابسة
قال منتفخًا :
إن رأسك تشكو من الجسد المرتخي تحتها
وأرى الجسد المشتكي يتمطى من الأين
يرفضُ أن تتسلقهُ صخرة لا تحب الشهي على نهر مائدتي
وهي واحدة من رؤوس تدلت
وحان أوانُ قطافي لها
كم من العمر عاشت على جذعها
قلت مبتسما :
ليس بالزمن الخبز
بالزمن الأرض
تحيا الرؤوس الجديدة في عصرنا
ليس عمرُ الحسين المسافة بين
المدينة والموت
عمرُ الحسين جميعُ الزمن
4
سقط الضوءُ..
في أضلع الأرض في صدرها يرقد الآن
أحرفُ أشعاره تتدلى بروقا
قنابل
تنحب موتا
وتغتال ليل يزيد وأنصاره
وجنود المساومة الزرق
ها هي ذي الآن تمطُر رؤيا
وتحتل ذاكرة الشمس
ترحل عبر الزمان إلى كل جيل
العصافير في القدس.. للشاعر الكبير/ عبد العزيز المقالح
العصافير في القدس
والبجعات على بحر غزة
تَشْكرهُ، خالقَ الماء
والظل
من لم يضيّع بكاءَ اليتامى
ولا زفراتِ الشجرْ
بمشيئته أسقط الظالمين
وألقى بهم حين خانوا فلسطين
في ظلمةٍ من مهاوي سقْر
...
سبحان من أسرى.. عبد القوي محب الدين
قَبِّل جَبينَ الصخرةِ الصّمّاءِ
واقذِفْ بقلبٍ عزّ عنْ إروائي
محْلُ الحروفِ طوى صحائفَ شاعرٍ
صبِّ على أطلالِ مجدٍ نائي
هزت جذوع الشوق ريح صبابتي
فخلقت من روح الهدى أعضائي
أبحرت من وجع القضية في دمي
وأشع من مقل الشموخ إبائي
قد جئتُ يا أقصاي أُبحرُ عكس مَنْ
تركوك وارتحلوا إلى إقصائي
نزعوا جذوري من جذورك كلما..
رسموا طريقا مزقوا أشلائي
ناديتُ أشباحَ القوافي يا ترى
هل تفهم الأشباحُ كُنْهَ ندائي؟
ألـ"شهوة الكبريتِ" في قلب المنى
شيءٌ يساوي الوصل في الإطفاءِ؟
للقدس أوحى الله من "طوس" انتفض
يا آية الـ... قل خيرة الأسماءِ
سبحان من أسرى بدعوتك التي
عقرت أساطيلا من العملاءِ
أفشيت "أسرار الرماد" فأعشبتْ
نارُ الحقيقة من عروقِ الماءِ
وعصرت مِنْ صمت الحروف تلعثمي
ونطقت في كلّي وفي أجزائي
للقدس تملؤني الشجون وينحني
هجسي.. وتكتبني من الأحشاءِ
فاحمل فؤادي فوق تيارٍ لهُ
عمقُ المحيطِ وندرة الصحراءِ
قل للحمامات "الأباتشي" بأسنا.
حتما سيطعمها حذاء فدائي
يا زيف خارطة الطريق ومن بها
سلكوا.. لسوق المومس العمياءِ
إنّا سنرسم بالمضي طريقنا
ليضوع فجر من دم الشهداءِ
فجرٌ حسيني الإباء تعاقبت
آياته حقبٌ من الأضواءِ
فدروب من شاءوا الوصول تقودهم..
حتى وإن كانت إلى الجوزاء
يا كائنات الشوق من وهج الندا
سنجيء قبل تنفس الأصداءِ
(فلأنهم أفنى من الموتى هنا
تبقى هنا أحيا من الأحياء)
* نقلا عن : المسيرة نت