غديرك بالنسائم قد تفيا.. عبد الملك الشرقي
[الوافر]
غديرُكَ بالنسائمِ قد تفيا
فهيّا نرسمُ الأفراحَ هيا
لنعلنَ للملا ميلادَ روحٍ
تنفستِ السموَّ الحيدريا
ونالت من هواهُ البكر عزمًا
تعيشُ به الخلودَ السرمديا
وتنظم في محاسنها القوافي
وتلهج باسمها صبحا عشيا
تعادي في هواها كل شيء
ولست تخاف أن تحيا شقيا
وصرت قتيل وهم ليس إلا
كأنك لم تكن في الناس حيا
تعيش الوهم كل الوهم دهرًا
وتأتي ثم تلقيه عليا
وكبرا جئت تنعتني بجهلي
وجهلي أنني أهوى "عليا"!!
فإن أهوى فدين الله أهوى
وأهوى المجد والخلق الرضيا
وأنت هواك غانية ومال
فمن ذا –يا ترى- قد ضل غيا
فجرد قلبك اللاهي وحاذر
بأن تبقى إلى الأخرى غبيا
فليس الحق أن يخفى سناه
ومن ذا ينكرُ الحقّ الجليا
فقفْ إنْ شئتَ في أعتابِ خمٍ
وفكّرْ في مشاهدهِ مليا
هنا وقفَ النبيُّ الطهرُ يومًا
وبلّغَ قومَهُ الأمرَ العليا
بأنّ اللهَ قد أوحى بأمرٍ
عظيمٍ يحفظُ الدينَ الأبيا
وجئتُ مبلغًا ما قالَ ربي
عليٌ صار من بعدي وليا
ولاحَ بها الضياءُ لكل قلبٍ
ولكنّ الهوى يُردي العميا
ومن أنواره قد صار عيدًا
وفيه نجدّد العهدَ القويا
بأن نحيا كرامًا في خطاه
ونحمي الحقّ والنهجَ السويا
إليك رفعتُ يا كرّار كفّي
فعرجْ بي إلى العليا سريا
فإني قد رشفت هواك ماءً
طهورًا أذهبَ الخبثَ الدنيا
وتبلغ روحك العليا صلاة
من الرحمن تبقى سرمديا
( أنت فوق الشعر)... علي النعمي( )
[الرمَل]
نلت شأوا عن مدى مدحي عليا
من ترى أنصفَ بالمدحِ عليا
أنتَ فوق الشعرِ مهما جاء في
حلل الإبداع سحرًا أدبيا
عجزت فيك المعاني والبيان
والبليغ الفحل أضحى أعجميا
هذه أقلام كل البلغاء
عن بلوغ (النهج) ما زالت جثيا
أنت شمس أسفرت أنوارها
في سماء العظما فضلا جليا
أأزيّنُ الشمس إنْ قلدتها
من سطورِ المدحِ عقدًا لؤلؤيا
فلماذا أصفُ الشمس لمن
هل يفيد الوصف من كان عميا
خلّد الشعرُ أُناسًا دفعوا
ثمن الأحرف نقدًا عسجديا
فغدا يلمع تيجانًا على
رأس من كان أميرًا أو ثريا
جعلوا الشعر سيوفًا ورماحًا
وسهامًا ودروعًا وقسيا
وقميصًا فوق قبح الخلفاء
كفنوا فيه شعور الشعر حيا
كله كذب وزور وافتراء
وغلو سال من ماء المحيا
ولقد ماتوا وعاش الشعر في
ألسن الأجيال لغوا لغويا
أين هم منك أمير المؤمنين
مثلما بين ثراها والثريا
أنت جاوزت المسافات إلى
أن غدا ذكرك للشعر حليا
قصرت دونك أعناق الخيال
وأرادتك فما اسطاعت رقيا
حالها حال الرجال العظماء
كلما راموك ألفوك عليا
غير أني جئت يا بحر الندى
أرتوي منك المعاني والرُويا
أجتلي منك دروسا وبها
يبصر الواقع من كان عميا
وعلى نهجك أمضي شامخا
أتولاك ولاء عمليا
التولي لك مفتاح الهدى
فعسى ألقى بك الله نجيا
قد أبت لي فطرتي إلا هواك
والولاء المحض والحب الزكيا
ولي الفخر بأن أهواك لا
مثل من يهوى اللعين الأمويا
وافتخارا بك أمي وأبي
جعلاني لك في المهد سميا
أنت مولاي ومولى المؤمنين
ربنا اختارك للناس وليا
أنت بالشكل الذي يمنح من
يتولاك سموا سرمديا
أيها العاذل في حبي له
إنها الفطرة لاتعجل عليا
أتحدى كل مخلوق على
خافقيها مسلما أو وثنيا
ينصف الأخلاق في إنسانها
والعلا والعدل والعز البهيا
أن يرى تاريخه المشرق في
هذه الدنيا ولا يهوى عليا
هذه صفحته مشرقة
أيها الناس لديكم ولديا
لست محتاجا إلى تلميعه
مثل من لمع تيما وعديا
إنما واليت شخصا كاملا
من إله العرش مختارًا رضيا
كل فضل ينسب السبق له
سبق الناس إلى الدين صبيا
طلق الدنيا ثلاثا قائلا
إنما يهواك من كان دنيا
من فدى المختار في هجرته
حين جاء الكفر يغتال النبيا
من شرى لله فيها نفسه
ولقد كان بها سمحا سخيا
بدرُ بدرٍ وحنينٍ من بها
أطعم السيف وروّى السمهريا
لا فتى إلا علي لا ولا
سيف إلا ذو الفقار الحيدريا
هتف الملك بها في أحد
في سماء النقع صوتا ملكيا
وأراني رغم آلاف السنين
أبصر المشهد في الشاشة حيا
وأرى هذا وهذا يصعدون
ورسول الله يدعوهم إليا
وأرى الهيجاء وجهًا عابسًا
وعليًا باسمًا طلقَ المحيا
ينهب الهامات في ساح الوغى
ضاحكًا في ظلمة النقعِ مضيا
ومن الأحزاب هذا مشهد
يملأ التاريخ فخرًا علويا
برز الشرك ابن ود ودعا
أيكم يبرز لي يا قوم هيا
سوف أفنيكم وأنهي دينكم
ثم أطوي صفحة الإسلام طيا
ورسول الله نادى:من له؟
من له؟ والكل قد صاروا جثيا
وعليٌّ وحده قال أنا
فمضى الإيمان للشرك فتيا
ها أنا يا عمرو لبّيت الندا
أكذا تقتحم اليوم عليا
فجنى رأس ابن ود ذو الفقار
وتردى الكفر في النار رديا
يا لها من ضربة خالدة
من صداها تملأ الدنيا دويا
وإلى خيبر سلْ عن فتحها
من دحى البابَ العظيمَ الخيبريا
من ترى صبّح فيها مرحبا
ثم قالت مرحبًا هذي يديا
أيها الكرارُ خذني عنوةً
وهنيئاً لك بالفتح هنيا
أخذ الراية فيها بعدما
أصبح الفتحُ على القوم عصيا
قال طه سوف أعطيها غدًا
رجلًا في الحرب كرارًا كميا
بعدما الأول والثاني بها
فر كل منهما ذعرا وغيا
وإلى (خُم) فهذا نبأ
عاجل جاء به الوحي طريا
يا رسول الله بلّغ: فدعا
وتلا النص على الناسِ جليا
قائلًا: من كنت مولاه فذا
صار من بعدي له اليوم وليا
فلماذا غدروا بعد الغديرِ
ولماذا خالفوا النّهج السويا
أخذوها قبل دفنِ المصطفى
ونسوا الحزن فما كانوا بكيا
إنما أغضى علي عن قذى
وغدا منهم على الدين شجيا
ثم جاءته وقد أزروا بها
فتلافاها فما ألفى وفيا
وأتى الناكث والقاسط والما
رق من باب السقيف الساعديا
من هناك انحرفت أمتنا
أيها الناس انحرافا سامريا
ومضى المولى شهيدا مؤمنا
صابرا محتسبا برا تقيا
منذ أشقاها به أشقى الورى
شقيت بعد شقاء سرمديا
وأتى من بعده الملك العضوض
كسرويًا أمويًا جاهليا
نصبوا الحرب لآل المصطفى
واستمرّت كربلا كربًا وغيا
هكذا الأمةُ عن أعلامها
من هناك ابتعدت شيئا فشيا
انظروا أين هي الآن لقد
تخذت كل يهودي وليا
تحت أمريكا وإسرائيل إذ
قتلت بالأمس مولاها عليا
وغدت تقتل أعلام الهدى
وتوالي شارب الخمر الدعيا
علماء السوء قادوها إلى
طاعة الطاغوت والظلم سنيا
ثم جاؤوا سلموها لليهود
طبقا من طبخ أيديهم شهيا
* نقلا عن : المسيرة نت
طباعة الصفحة
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
فيسبوك 
تويتر 
يوتيوب 