الاتفاق الإيراني السعودي هو الحاضر الأبرز في الإعلام العالمي، والذي أحدث صدمة وارتباكاً للدول المعادية لإيران، بعد انتشار خبر الاتفاق بين إيران والسعودية بوساطة صينية.
الاتفاق انتصار سياسي لإيران، وفشل مدوٍّ وضعف لأمريكا والكيان الصهيوني وقوى الظلم والظلام في المنطقة، وبصقة قوية في وجه السياسة الأمريكية في المنطقة، وخطوة دراماتيكية تعبِّر عن عدم الثقة في الولايات المتحدة.
إيران لم تقدم تنازلات للطرف الآخر، ولم تتخلَّ عن حلفائها، ولم تقبل بتاتاً البحث في ملف الصراع الدائر بين محور المقاومة العربية الإسلامية وبين الكيانات العربية الهزيلة والمطبِّعة مع العدو الصهيوني، والخوض في مواقفها تجاه اليمن وسورية ولبنان.
إيران واضحة في سياستها ومبادئها ومواقفها تجاه محور المقاومة، ولن يكون الاتفاق بحال من الأحوال على حساب مصالح شعوب المنطقة والصراع الدائر ضد الكيان الصهيوني، وإنما لمصلحة المنطقة.
اتفاق متوازن من حيث تقديم الامتيازات، والحصول على امتيازات في المقابل، فيما يخص العلاقة بين الطرفين. أما فيما يخص المنطقة فهو بكل تأكيد لمصلحة وأمن واستقرار وخير المنطقة. فإيران لن تقبل استهداف حلفائها في محور المقاومة من أية دولة إقليمية لخدمة مصالح أمريكا والكيان الصهيوني، والاتفاق يدعم المصالح الحيوية للمنطقة ويحافظ على مواقعها الاستراتيجية الهامة.
الاتفاق الإيراني السعودي بوساطة صينية أمر بالغ الأهمية للنظام السياسي والاقتصادي العالمي، ولا تقتصر مفاعيله على «الشرق الأوسط» فقط، فالصين، القوة الاقتصادية الصاعدة في وجه الولايات المتحدة، تمهد طريقها الاقتصادي الذي يضم إيران والمملكة، وبالتعاون والتكامل مع روسيا، فهل ستقف الولايات المتحدة في موقع المتفرج على ما يجري؟! أم سيكون لها تحركات تحاول الرد بها على هذا الزلزال؟
الولايات المتحدة الأمريكية غارقة في تدمير ذاتي ممنهج، ولن تستطيع الرد. والاتفاق بين إيران والسعودية بوساطة صينية من اللحظات الحاسمة والكبرى. هناك شعوب وأمم وأحداث وشخصيات وأنظمة تقف على مفترق طرق تاريخية، بانتظار لحظة انتصارها على الظلم والهيمنة والسيطرة والاستغلال وتحويل الاتجاه الانحداري نحو الاتجاه الصاعد، نحو التحرر من قوى الاستعمار والاستكبار والاستهتار بالشعوب والأنظمة، لحظة تمتزج فيها عظمة الموقف بعظمة الحدث التاريخي، وتشكل نقطة تحول في حياة الشعوب، نقطة تحول من حيزها الجغرافي الضيق والمهمل ووضعها في قلب التاريخ.
إن هزيمتنا دائماً وباستمرار هزيمة العقل والتفكير والبرمجة وسقوط قلاعها على أيدي الركود والجهل والانحطاط والقوى الظلامية وممثليها من الدول الغربية والكيانات الهزيلة والهزلية.
الاتفاق الإيراني السعودي بداية حقبة ما بعد الولايات المتحدة، ومقدمة لتغيرات هامة في النظام العالمي، وضربة واضحة لأمريكا وللسياسة الغربية والصهيونية والإمبريالية، واختراق صيني لمنطقة النفوذ الأمريكي، وانتصار لإيران، التي لن تتخلى عن أصدقائها وحلفائها مهما كان الثمن.
* نقلا عن : لا ميديا