طالب الحسني
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طالب الحسني
إسقاطُ شبكة تجسس تابعة لCIA في صنعاء.. اقرأْ عن التجربةِ الأمنية للحركة الثورية في اليمن
ما وراء الانسحاب التدريجي للتحالف الذي تقوده أمريكا في البحر الأحمر.. وكيف فشل؟
حول تفكيك دعاية “السلاح الإيراني المُهرَّب إلى اليمن”
أمريكا تحَرّك أيزن هاور إلى البحرَين العربي والأحمر.. هل تحمي السفنَ الإسرائيلية أم تزيدُ الوضعَ سُوءًا؟
القبولُ بنتائج الحرب.. عُقدةُ المفاوضات السعوديّة اليمنية
اليمن والسعودية.. احتواء المخاوف.. اجواء ايجابية دون خطوات ايجابية
خُذُوها من قائد اليمن: ما بعدُ “لن نسكتَ”
انهيار عدن.. الحصاد المر لاستراتيجية العدوان
دولة حضرموت.. فيدرالية ام استقلال؟
مخيمات النازحين في مارب.. من الاستخدام السياسي إلى المأساة

بحث

  
التدخّل الخارجي.. يُهدّد وحدة اليمن أم يُقوّي شوكة صنعاء؟
بقلم/ طالب الحسني
نشر منذ: سنة و 5 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 30 مايو 2023 12:42 ص


مشروع الانفصال الآن في جنوب اليمن في ذروته وهو هذه المرة مسلح وواقع أيضا وبقي فقط أن يعلن بصورة مباشر بعد ان أعلن لمرات كثيرة بطريقة غير مباشرة ، لكن مع ذلك هو أقل تهديدا مما كان عليه منتصف العقد الماضي 2007 رغم سيطرة النظام حينها وضعف امكانية ما كان يسمى بالحراك الجنوبي الذي تطور من تجمع المتقاعدين العسكريين الجنوبيين .

المعادلة التي تعطي هذه النتيجة غير المنطقية في ظاهرها ، أن حراك 2007 كان حالة داخلية جنوبية بحتة مستندة على مظلومية تراكمت منذ حرب صيف 1994 التي انتصر فيها نظام علي عبدالله صالح ( الشمالي ) على الشطر الجنوبي الذي وقع وحدة 90 قبل أن يتراجع عنها بعد ذلك بسبب توسع الخلافات بين صالح وسالم ، ولذلك فإن احصائية مؤيدي الحراك الجنوبي كانت ترتفع بشكل مستمر وبتلقائية إلا أن اقتربت في العام 2011 مع انفجار الربيع العربي من 80%

وبالتالي كان الجنوب يسير نحو تمردا شعبيا سلميا ثم عسكريا يصعب على النظام المركزي في صنعاء إخضاعه حتى باستخدام القوة العسكرية ، ولربما كانت مؤشرات ذلك بدأت تظهر بوضوح خلال العامين 2009- 2010 مع اخفاق صالح في اخضاع الحركة الثورية التي قادها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي شمال الشمال .

سنترك هذا التاريخ ونقف على الحالة الراهنة ومستقبل الانفصال .

لا يمكن رؤية الحراك الجنوبي التقليدي الآن ، ذلك لأن التدخل العسكري الذي قادته السعودية وجارتها الامارات بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وصل إلى طريق مسدود ، وهو في طريقه غير ما كان قد تشكل منذ ما يقارب من عقدين ، حين أسس معسكرات ومكونات جديدة استخدمها في الحرب وسمح لها في المقابل أن ترفع أعلام ( دولة ما قبل الوحدة ) أعني هنا الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات بشكل علني ومغاير لخطط السعودية

هذا الحامل لراية الانفصال جديد ومنفصل عن الحراك السابق الذي ذاب في مكونات متعددة ولا يشكل اجماعا جنوبيا شاملا ، أضف إلى ذلك أنه لا يزال مختلط ومتشابك مع ما تسمى ” الشرعية ” التي انتهت هي الاخرى إلى مجلس مكون من عدد من القيادات غير المتجانسة ، وهو ما جعله مزدوج الهوية ، هو مرة جزء من الشرعية التي تؤمن بالوحدة وتتمسك بها ، وهو في ذات الوقت منفصل عنها وخصمها ومشروع مغاير لها تماما .

من هنا كان الانتقالي ، الذي يدعي انه حامل لواء الانفصال موضع اشكالية جنوبية جنوبية ومشروع تمزيق للجنوب وفتت في طريقه مكونات عديدة حملت قبله ما عرف بالقضية الجنوبية ، استقوى بالسلاح والدعم الإماراتي موضع الإشكالية الأكبر ، تسببت في عودة الكثير من القيادات الجنوبية من مربع المطالبة بالانفصال إلى مربع المتمسكة بالوحدة لمنع سيطرة الانتقالي ، أحد أبرز معالم هذا الرفض أن المكونات الحضرمية ترفض أن تكون جزءا من مشروع الانتقالي ، وتضع مشروع انفصال آخر سيجعل من الجنوب دولتين وليس دولة واحدة

الأولى فيما يسمى بالمثلث وتضم عدن والضالع لحج ، والثانية تضم أجزاء من أبين بالإضافة إلى شبوة وحضرموت وصولا إلى المهرة ، وهذه المحافظات هي منطقة الثروة ، استخدام القوة لاخضاعها سيعني حربا أهلية قد تطول ، ومن هنا يصبح الدعم الخارجي للانفصال وإعادة اليمن إلى ما قبل الوحدة يضع أولى الخطوات نحو سيناريو مظلم

 وسط هذا الواقع تتشكل خارطة سياسية وعسكرية في اليمن بثلاث قوى

” الشرعية ” قوة وهمية مشتتة و مقسمة جغرافيا ، تسيطر على أجزاء محدودة في المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض الغربية وتفتقر إلى القدرة على فرض أي واقع وتنادي بمشروع الدولة الاتحادية المقسمة من أقاليم بناء على الحوار الوطني 2013 ، الطرف الاكبر فيها الاخوان المسلمين ( حزب الاصلاح ) واجنحة منشقة عن حزب صالح ، وقيادات جديدة بينهم جنوبيين .

القوة الثانية – الانتقالي ، وهو مشروع انفصال مدعوم من الإمارات ولديه جيش وقدرات عسكرية غير معلومة ، تتركز في محافظات عدن والضالع ولحج ، وتريد أن تتمدد نحو شبوة وحضرموت والمهرة وسط رفض كبير ، أشرنا إليه سابقا إلى انه قد يفتح حربا أهلية داخلية ولا تحظى باجماع جنوبي

القوة الثالثة في صنعاء ، لديها كل مقومات الانتصار بعد أن خرجت من الحرب التي يقودها التحالف السعودي الامريكي وكونت جيشا كبيرا راكم خبرة قتالية على مدى ثمانية أعوام ولديها قدرات عسكرية هائلة بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة ، والجغرافية الواسعة والكثافة السكانية 70% من سكان الجمهورية اليمنية وتحمل مشروع الدولة اليمنية الموحدة ، وأظهرت تصلبا كبيرا فيما يتعلق برفض أي تقسيم وتعتبر المحافظات الجنوبية مناطق محتلة ومن غير المرجح أنها ستقبل بأي تسوية تتضمن اقرار التقسيم والقبول بعودة التشطير .

الخلاصة ، أنه في الوقت الذي يرى أن تقسيم اليمن بات أمرا واقعا ، يرى أيضا أن تعقيدات كثيرة أمام ذلك وان تهديد الوحدة أقل خطورة مما كان عليه سابقا ، علاوة على أن التدخل الخارجي الذي قادته السعودية والامارات افضى إلى نتائج جعلت شوكة صنعاء اقوى مما كانت عليه ولديها القدرة على منع تقسيم اليمن مرة اخرى .

 

* نقلا عن :رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
مطهر يحيى شرف الدين
الصرخةُ وآياتُ الجهاد والقتالِ والنفِير
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالقوي السباعي
جاءت الصرخة.. في الوقت الذي قيل للعالم: “ابْلَعُوا ألسنتَكم، واصْمُتوا”
عبدالقوي السباعي
عبدالعزيز البغدادي
عن التشاؤم والتفاؤل في حياة الفرد والمجتمع
عبدالعزيز البغدادي
أحمد العماد
لا تنمية بلا حوكمة وحكم رشيد
أحمد العماد
نبيل جبل
الحب الإلهي ضمان الفلاح
نبيل جبل
إبراهيم الوشلي
ناقوس خطر..!
إبراهيم الوشلي
المزيد