باتت صنعاء تمتلك قوة تتجاوز قدراتها سقف الصراع الداخلي التقليدي على الحكم، إلى ما هو أهم وأبعد: استعادة البلاد (الأرض والدولة) بمعناها الوجودي، ومصيرها المستقل والسيادي، ما أمكن، بل ولعب دور لافت في صراع إقليمي، كرقم صعب يفرض شروطه بقوته، لا كهامش سهل يقتات فتاته بضعفه!
وبالحسابات الكبيرة، وفقه الأولويات الاستراتيجية، يمكن النظر إلى هذه القوة غير المسبوقة، كمكسب للجميع اليمني، بمن في ذلك الخصوم أنفسهم!
العقل السياسي المتقدم لا يقوم على واحدية الدومينو (نتفق أو نختلف)، وإنما على تعددية شطرنجية (نفترق هنا وفي هذه، ونلتقي هناك وفي تلك).
العالم والإقليم والجوار يتكلم لغة القوة، ومن يمتلكها سينصت إليه، ويمكّنه من مساحة ندية، لقرار ومصلحة يبني عليهما كيانه ونهضته. وليس هناك ما هو أضعف من اختزال الصراعات في أدناها، وترحيل أقصاها.
القوة تحكم العالم. فماذا ينتظر مَن يحتكم بضعفه إليها؟!
وبالمقابل، على قوة صنعاء أن تدرك وتتفهم حجم الضعف المعيشي الذي بلغ بمواطنيها حدا لا يقل خطورة عن عواقب انفجار تبديد القوة لذاتها!
عليها اجتراح معجزة لصرف ما أمكن من مرتبات، وتقليص الجبايات الضريبية، وتحسين ظروف حياة خزانها البشري، بحلول مبتكرة كتلك التي صنعت بها واقع قوتها بدءاً من القيمة الصفرية!
* نقلا عن : لا ميديا