تستغل قوى العدوان حالة الهدنة التي تلتزم بها قوات صنعاء على الرغم من استمرار الطرف الآخر في المضي قدماً في تنفيذ مشاريعه الاستعمارية في بلادنا..
من السعودية الى الامارات الى الامريكان والفرنسيين تمارس جميع هذه الدول ما تعتقد انه قدرة على الالتفات على متطلبات الهدنة الامر الذي يتيح لها شكلياً القدرة على المضي قدماً في تحقيق اهداف هذا العدوان التي عجزت عنها طيلة تسع سنين من الحرب الاجرامية..
بالنسبة لهؤلاء فإن الإبقاء على الهدنة مع عدم الالتزام بمتطلباتها يمثل بيئة صالحة لاستمرار العدوان والمضي قدماً في تحقيق أهدافه من خلف الستار..
وضعٌ تدرك صنعاء انه غير ملائم للوصول الى السلام العادل وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تزال متحلية بضبط النفس كي لا تتهم بأنها تفوت فرص السلام وتتجنب مساراته غير الواضحة بالأساس..
كشفت مصادر مطلعة في شرق اليمن عن تحركات مشبوهةٍ لشركة “توتال” الفرنسية في منشأة بلحاف الغازية..
اللافت ان هذه الشركة كانت أعلنت في وقت سابقٍ عن إيقاف عملياتها في المنشأة الاستراتيجية استجابةً لما قالت انه بيئة غير آمنة للعمل في مثل هذه الظروف والتي يعرف كل المراقبين ان المقصود بها هو التحذيرات التي اطلقتها قوات صنعاء للشركات الأجنبية محذرة إياها من نهب الثروات اليمنية..
محاولة الشركة الفرنسية الالتفاف على هذه التحذيرات ومحاولة استئناف العمل في اكبر منشأة اقتصادية في البلد يؤكد ان قوى العدوان وكل من يقف خلفه قد تضررت من هذه الهدنة وان البيئة المناسبة لها هي الحرب على هذا البلد ما يمكنها من نهب ثرواته والعبث في بحوره وجزره وسواحله..
اللافت أيضا ان هذه المنشأة التي يفترض انها تدار من احدى كبريات الشركات النفطية في العالم تخضع في أجزاء منها للمحتل الاماراتي الامر الذي يؤكد ان العدوان على بلادنا ليس اماراتياً سعودياً فحسب بل هو عدوان امريكي غربي بالدرجة الأولى..
بالعودة الى خبر تجاهل “توتال” لتحذيرات صنعاء العملية التي رأتها الشركة في اكثر من ميناء يمني قالت مصادر أن فرق الصيانة التابعة للشركة الفرنسية باشرت أعمال الصيانة في منشأة بلحاف متمثلة في إصلاح خطوط النقل والإنتاج..
وأضافت المصادر ان هذه التحركات تمهد لإعادة نهب وتصدير الغاز المسال من المنشأة دون ان تستفيد منها البلاد..
اللافت ايضاً وفقاً للمصادر ذاتها ان هذه التحركات تأتي بالتنسيق مع حكومة المرتزقة التي لا تمانع ان يتم نهب الثروات اليمنية طالما وان ارصدة قادتها في بنوك الخليج والغرب ترتفع حتى ولو كان ذاك على حساب حصار هذا الشعب وحقه في الحياة..
ووفقاً لمراقبين فإن هذه الخطوة غير محسوبة العواقب قد تدفع بصنعاء لرد حاسمٍ شبيه بالطلعات التحذيرية التي نفذها سلاح الجو المسير في ميناء الضبه وغيره من الموانئ المحتلة..
تملك صنعاء القدرة على إيقاف هذه التحركات المشبوهة لكن التوقيت دوماً تتخذه قيادة الجيش اليمني التي اثبت علو كعبها في هذا المضمار..
تواطئ حكومة المرتزقة مع الشركات الأجنبية وقوى الاستعمار والغزو على الرغم من التقارير التي تؤكد الحالة التي وصل اليها الاقتصاد في المدن التي تديرها يؤكد ان هؤلاء لم ولن يكونوا يوماً رجال دولة بل هم مجموعة من اللصوص والمرتزقة التي رفعتهم الاقدار الى حيث لا يستحقون..
قد يظن الأمريكي أو الفرنسي أو الاماراتي والسعودي ان الهدنة التي تلتزم بها صنعاء ستحول بينها وبين قطع أيادي نهب الثروات اليمنية لكن الوقائع على الأرض تؤكد غير ذلك..
استمرار قوى العدوان في الاعتداء على الجزر والمياه الإقليمية اليمنية والاستمرار في نهب الثروات سيكتب لا محالة نهاية لهذه الهدنة الهشّة لأن اليمنين لن يقبلوا على الاطلاق باستمرار تبعات الحرب وأثارها في بلادنا فيما تعيش عواصم العدوان في حالة استقرار ورخاء..
الأمن الإقليمي معادلة طردية مترابطة ومحاولة فصل عناصرها بالإبقاء على اثار العدوان علينا في الوقت الذي تتنصل فيه قوى العدوان من كل التزاماتها تجاه هذه البلد ستبوء بالفشل فما لم يحققه المعتدون طيلة تسع سنين من الحرب لن ينتزعوه منّا باسم سرابات السلام.
* نقلا عن :السياسية