مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
ثورة الجازع على المستأثر
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 3 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 02 أغسطس-آب 2023 01:29 ص


 
لقد نتج عن سياسة القهر والاستغلال الأموي زمن الخليفة الثالث، وكذلك الممارسات الكثيرة لطرق وأساليب التنكيل بأفاضل الصحابة اكتمال حلقات الثورة على عثمان من كل جانب، فاندلعتْ أول الثورات الشعبية الجماهيرية في تاريخ الإسلام، ثورة يتقدم صفوف رجالاتها وجوهٌ من كبار الصحابة، وقراء القرآن، وخيار التابعين، ولم يكن أحد من المهاجرين والأنصار يقف إلى جانب النظام الحاكم، باستثناء زيد بن ثابت، وأبي أسيد الساعدي، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت، وقد كانت رغبة الأمة الثائرة أن تعالج الاختلالات والفساد والظلم وكل المظاهر المخالفة للدين بطرق سلمية، فاجتمع الثوار عند الإمام علي عليه السلام، باعتباره طرفا ثالثا، وكلموه بما يريدون من عثمان، فذهب الإمام عليه السلام، إلى عثمان، وقال له: الناس ورائي وقد كلموني فيك.
لكن الخليفة لم يصغ لنصيحة الإمام علي عليه السلام، والتي لو أخذ بها لواجه تلك الانتفاضة الثورية بوعي، ولكانت المخرج الوحيد له من واقع الضعف والسيطرة من آل الحكم وآل أبي سفيان، ولاكتسب بذلك الحكمة التي تدفعه لتحقيق العدالة كمطلب لجميع الثوار، لن يتنازلوا عنه تحت أي ظرف من الظروف، وهكذا استمر الخليفة بالتعالي على الجماهير، وعدم الاستجابة لمطالبهم، والتوجه لقمع الثورة بكل الوسائل، فجمع ولاته، واستشارهم بما يجب فعله في قمع المجتمع الثائر، وانتهى اللقاء بينه وبينهم، بعد أن اتفقوا على العمل بناء على رأي عبدالله بن عامر، وهو: السعي لفتح جبهات قتال خارجية، فيأمر الخليفة الناس حينها بالجهاد، وبذلك سينشغل الجميع عن عثمان وولاته، الذي سيجمرهم بالمغازي حتى يذلوا له، بحسب تعبير ابن عامر فلا يكون هم الواحد منهم إلا نفسه، وما هو فيه من دبر دابته وقمل فروه!
وهكذا صار عثمان أكثر تمسكاً بعماله وولاته، الذين ثبتهم على ما هم عليه، بعد أن أمرهم بالتضييق على مَن قِبَلهم، وتجمير الناس في البعوث، وحرمانهم من العطاء، كل ذلك لكي يطيعوه تحت تأثير الفقر وضغط الحاجة، ويتقبلوا فساد وظلم ولاته وعماله، فازدادت الأمور تعقيداً، وانتفض الشارع، لتنتهي الأحداث بقتل الخليفة، بتلك الصورة المحزنة، وما أجمل وأدق تعبير الإمام علي عليه السلام، في وصف هذا الحدث إذ يقول: استأثر فأساء الأثرة، وجزعتم فأسأتم الجزع، ولله حكمٌ واقعٌ في المستأثر والجازع.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
سَمُّوها…، وعلى ضمانتي
عبدالمنان السنبلي
أنس القاضي
تقدير موقف .. الصراع التنافسي بين الخونة في باب المندب ومآلاته
أنس القاضي
د.سامي عطا
هل حقاً عادت المملكة إلى الحضن الأمريكي ؟.. وماثمن ذلك ؟!
د.سامي عطا
نصر القريطي
لماذا تتعثر برامج الإغاثة الإنسانية ولا يتوقف العدوان..!
نصر القريطي
عبدالرحمن الأهنومي
كربلاء ودروسها الممتدة إلى اليوم
عبدالرحمن الأهنومي
هاشم الأهنومي
المحافظات المحتلة ورحلة المعاناة!
هاشم الأهنومي
المزيد