بعيداً عن جدلية صندوق المعلم ورواتب المعلمين هناك بوادر مبشرة وعسى أن ما تم إقراره من موارد للصندوق في فواتير الكهرباء وغير ذلك تسد العجز وتكفي لتغطية الاحتياج الفعلي مع ضرورة ترشيد إنفاق الموارد في هدفها الذي خُصصت من أجله لحلحلة مشكلة سببها الرئيسي العدوان وزاد في حجمها عدم تحمل المسؤولية والاكتفاء بتبادل إلقاء اللوم كلاً على الآخر.
• مشكلة انهيار منظومة التعليم الحكومي وتفشي ظاهرة التعليم الخاص أمر كارثي ومؤشر خطير على تدهور الوضع في البلد شيئاً فشيئاً حتى ينتهي التعليم الحكومي بسبب سياسات مخطط لها لإفشال الدولة وتحول التعليم إلى قطاع تجاري واستثماري في حين أن التعليم يعتبر ملف أمن قومي للبلد وكنتروله ورسم سياساته يجب أن يكون بيد الدولة وركنا أساسيا من مسؤوليات الدولة الخمسة.
• مشكلة بحاجة لمعالجة طارئة، مئات الآلاف من الطلاب في كل مستوى دراسي مُثقلون بعشرات الكتب والدفاتر في حقائبهم المدرسية من الصفوف الأولى، ونستغرب تقزم البنية الجسمانية للأبناء من ثقل حمولة الحقيبة المدرسية من المرحلة التمهيدية.
• إشكالية عدم وجود تحصيل علمي في المناهج وعدم تحديث ودراسة للمواد التعليمية لكل مرحلة بما يتواكب مع التطور والعلوم، ففي مناهج المرحلة الأساسية كوارث ينصدم بها الطالب، «دش» ممل في مواد الاجتماعيات والقراءة والنصوص، فمثلاً مادة الاجتماعيات للصفوف من الخامس وحتى التاسع أساسي، حفظ خرائط دويلات وحضارات، متى أنشئت، من المؤسس، كيف انتهت، مثلاً «حضارة بابل»، ما دخل الطالب بكل هذه التفاصيل؟! مع العلم أن لا دولة حتى من الجوار في مناهجها تتكلم عن الحضارة اليمنية إطلاقاً، وهكذا «لبيج اللبيج»، تاريخ مضغوط يكدس عقلية الطالب ويحمله فوق طاقة استيعابه مما يؤثر على تحصيله العلمي المفيد لمستقبله، المفترض هذه المواد تكون مطالعة من باب التثقيف ليس إلا.
• حفظ نصوص قراءة وقصائد لا يستفيد منها الطالب.
• ماذا لو تم تصحيح كل ما لا فائدة منه وتقرير حفظ سور من القرآن الكريم في كل مرحلة دراسية بدل ما هو مقرر بالشكل الذي يحقق للطالب فائدة ملموسة لا تنقطع عنه بشكل علمي وعملي في نفس الوقت.
• طالب بذكاء متميز علمياً بحاجة لتوسيع معرفته في المواد العلمية التي يستفيد منها مستقبلاً رياضيات تأسيس في المواد العلمية بدلاً من أن يتم حشو ذاكرته وإرهاق عقليته بحشو يسبب لهُ الملل والإحباط ولا فائدة منه ويشغل مساحته الذهنية والزمنية عما فيه مصلحته ومستقبله.
• نتائج التحصيل العلمي في الدورات الصيفية في العامين الماضيين وتركيز المناهج وكم الاستفادة منها أفضل من المناهج الدراسية الرسمية اليوم، لماذا؟! هل السبب أن من وضع منهج الدورات الصيفية يُدرك الهدف المطلوب في حين تغيب الغاية لدى وزارة التربية والتعليم؟!
• عدم وجود توجه حقيقي من قبل وزارة التربية والتعليم لتصحيح ومراجعة المناهج بالشكل الذي يمكن الطالب من تحصيل علمي يؤسس للمراحل الثانوية وصولاً للدراسة الجامعية.
• مثلاً عدم وجود تقييم علمي لمستوى الطالب وتحليل ميوله العلمية، فالطالب ذو الذكاء العلمي بمقدوره التمييز علمياً ليكون مستقبله طبيباً أو مهندساً أو عالماً كيميائياً أو فيزيائياً أو محاسباً أو اقتصادياً، وطالب آخر ميوله الذهنية أدبياً لديه من الإمكانات الأدبية ليتأهل إعلامياً ومعلماً مبدعا في مجال التاريخ والأدب وغير ذلك، لماذا لا يتم البناء على نتائج التقييم لمستوى كل طالب منذ مراحل تأسيسه الأولى دراسياً بما يعود بالمنفعة عليه مستقبلاً ولدراسته الجامعية، وهذا يجب أن يقيم منذ الصف السابع أساسي قبل الوصول للمرحلة الثانوية ليعرف الطالب حدود إمكاناته وميوله، وهذا الفرز والتقييم ليس صعباً في حال وجود رؤية للجهات المعنية.
• ينصدم الطالب بعد تجاوز الصف الثالث الثانوي وتقدمه للمرحلة الجامعية ليكون كل ما تم إجباره على مكابدته في الـ12 سنة التي قضاها بين إيليا أبو ماضي والقمندان، غير ذي جدوى وليس له أي لزوم أو حاجة ولا يعود عليه بأي منفعة في دراسته الجامعية.
• بعض المدارس تثقل كاهل الطلبة بكثرة الواجبات المنزلية فوق طاقة الطالب وتلزمه بالإضافة إلى ذلك بحفظ مقررات، فهل يحفظ أم يقوم بكتابة الواجبات؟!
• رسوم التعليم الخاص كارثية على الأسر، تتكلم مع إدارة المدرسة يفتح لك شكوى ليس لها آخر، ويقول لك: فرضوا علينا رسوم كذا.. ورفعوا كـــذا.. وصاحــــب المبنى زاد مبلغ الإيجــــــــار ومطابــــــــع الكتاب رفعت الأسعار، المهم كل واحد من صليه ولا فوق المواطن، ولي أمر الطالب يحاسب ما يفرضه الكل للمدرسة وبهذا ترتفع الرسوم الدراسية، حتى بقالات وبوفيات المدارس الخاصة تحولت كأنها سوق حرة، كل شيء سعره مضاعف، ولا جودة ولا رقابة من الصحة المدرسية.
• في مراحل الأولى للتعليم في صف أول وثاني وثالث أساسي، كيف يتم إسقاط الطالب «راسب»، ففي دول كثيرة لا يمكن أن يرسب طالب لما لهذا الإجراء من أثر كارثي على نفسية الطفل، ويُعمل بمثل هذه السياسة في دول كثيرة في حين نشكو في بلدنا من إشكالية التعليم.
• غياب كلي لجانب التربية في العملية التعليمية، زرع الأخلاق وآداب التعامل والسلوكيات الطيبة بصورة عامة، فكم حجم الحوادث الأسبوعية من مضرابات وعصابات داخل المدارس بشكل دائم، ما هي الأسباب؟! غياب جانب التوعية الأخلاقية بين الطلاب، غياب الدور النشط للأخصائيين الاجتماعيين في المدارس، الأسباب والسلوكيات عوامل كثيرة بحاجة للرصد والتقييم ووضع الخطط للمعالجات وسرعة تنفيذها.
• كان ومايزال سيد الثورة (يحفظه الله) يؤكد بشكل مستمر على الجانب التربوي والأخلاقي للأبناء، ويحذر من عدم الاهتمام، ويدعو إلى ضرورة إيلاء هذا الجانب وهذه الشريحة الواعدة قدرا كبيرا من الاهتمام والبناء.
* نقلا عن : لا ميديا