مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
العزة لا يصنعها الساسة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 6 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 24 أكتوبر-تشرين الأول 2023 08:26 م


لطالما ظل العقل العربي المسلم أسيراً لقناعات باطلة، وأفكار خاطئة وثقافات مغلوطة، صنعتها كلها تلك الألغام والسموم التي غزت التراث الإسلامي، وصارت جزءا لا يتجزأ من المنظومة العقدية والأخلاقية التي تبني الشخصية المسلمة، وبات التفكير خارج نطاق دوائرها كفراً بواحا لمئات السنين، مع أنها من الإسرائيليات التي شوهت الإسلام، وقضت على فاعليته في الواقع وفي النفوس، وحولت أتباعه إلى مجرد أكوام من التماثيل والصور الجامدة التي لا معنى لها.
ولعل أخطر تلك الإسرائيليات هي المتعلقة بفلسطين وبيت المقدس، من مثل الحديث المنسوب ظلماً إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، والذي يقول: «لن تقوم الساعة حتى ينتصر المسلمون، وتنطق الشجر والحجر، وتقول: يا مسلم ها هو اليهودي ورائي تعال فاقتله».
وقد بقي هذا الحديث أول ما نتعلمه في مدارسنا، ليكون الأساس الذي ستُبنى عليه نظرتنا للقضية الفلسطينية، ولبيت المقدس، وللمسجد الأقصى في كل المراحل العمرية اللاحقة، وكلما شهدنا من مجازر وجرائم وتهجير وظلم بحق فلسطين والفلسطينيين عبر الزمن تبادر إلى ذهننا هذا الحديث، الذي كان وأشباهه ونظائره من الأحاديث والآثار والأخبار والقصص أهم المواد التي سوغت لتقبل الهزيمة أمام اليهود الصهاينة، وشرعنت للذل والاستسلام، وقادت معظم شعوب ومجتمعات الأمة نحو العجز وانعدام الوزن.
وهكذا عشنا ننتظر اللحظة التي ستتكلم فيها الأحجار والأشجار، وتأتي تزامناً معها تلك الفئة من المسلمين، الذين لم تطأ الأرضَ خيرٌ من أقدامهم الحافية، كعلامتين لا بد منهما لكي يصبح التحرك لفعل شيء من أجل تحرير فلسطين مجدياً، من هنا صرت أمقت كل ما يدعو للانتظار السلبي، ويبشرنا بالغد الذي لن يأتي أصلاً، لكوننا لم نفعل شيئاً من أجل مقدمه، كما بِتُّ أشكُ بمَن يدعي أن فلسطين قضيته الأولى والمركزية، ولم يفعل شيئاً لإثبات ذلك، على الرغم مما يراه اليوم من قتل وتدمير وإبادة لكل شيء في قطاع غزة.
والحقيقة؛ أن الواقع لم يعد يحتمل أكثر للبيانات والكلمات والخطابات والتصريحات والحماسيات الشعرية والنثرية والفنية، فالوقت وقت قتال وبذل وتضحيات، لا وقت جدال وعنتريات عبر وسائل الإعلام، وتاريخ وزمن عزة الإسلام والمسلمين المنشود لن يصنعه الساسة وتعقلاتهم وما يحددونه من حدود، ويضعونه من قيود، ويرسمونه من مسارات، ويفرضونه من معايير، ويقدمونه من أولويات وحلول وفرضيات ومعالجات، وإنما سيصنعه أولئك الذين يقودهم إيمانهم بالله إلى فعل كل ما يجب فعله، وإن كان خارج نطاق العقل، ومخالفا لقواعد وشروط المنطق، وضمن المستحيلات، لكونهم فوق العقل، وأسمى من المنطق.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
أحمد المؤيد
هم الأخسرون
أحمد المؤيد
إيهاب شوقي
الكيان الوظيفي يلفظ أنفاسه الأخيرة
إيهاب شوقي
محمد حسن زيد
من الوعد الصادق 2006م إلى طوفان الأقصى م2023.. هل أعاد التاريخ نفسه؟
محمد حسن زيد
بثينة شعبان
شهود عيان
بثينة شعبان
عبدالملك العجري
تساؤلاتٌ مشروعةٌ من العالم النامي و “المتخلِّف” للعالم “المتحضِّر” والحر
عبدالملك العجري
عبدالكريم محمد الوشلي
“طوفانُ الأقصى”.. نهايةُ الغدة!
عبدالكريم محمد الوشلي
المزيد