مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
ضرورات ما قبل بلوغ السدرة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 5 أشهر
السبت 02 ديسمبر-كانون الأول 2023 12:29 ص


رأى اليمانيون وسمعوا رجال المقاومة والجهاد في فلسطين المحتلة وغزة الصمود والعزة وهم يشيدون بموقف يمن الحادي والعشرين من أيلول قيادةً وجيشاً وشعباً، ويعددون مناقبهم، ويثنون على كل ما قاموا ويقومون به من أعمال، ويلعبونه من أدوار، ويسطرونه من ملاحم، بالمداد والبارود، وحُقَ لكل يمنيٍ حرٍ يعتز بيمانيته وعروبته، ويعي معنى انتمائه للإسلام، بكل ما له من دلالات وإيحاءات أن يشعر بالفخر والاعتزاز لعدة أسباب؛ أول هذه الأسباب هو؛ أن هذا الشعب لم يعد ضمن الغالبية العظمى من مجتمعات وشعوب الأمة العربية الإسلامية الخاضعة المدجنة لعدوها، المستسلمة لإرادة ورغبة المستكبرين والصهاينة، المسلّمة مصيرها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها لأنظمة عميلة ومطبعة ومتآمرة عليها، تتاجر بالمقدسات، وتبيع الوهم، وتروج للتبعية، وتقود شعوبها نحو التحلل والانحلال والتفاهة والعدمية.
وثانيها؛ أننا في ظل قائدٍ رباني، ونهجٍ قرآني تعاضدا وانطلقا جنباً إلى جنب نحو بناء واقع جديد، يهتم أول ما يهتم ببناء النفوس المؤمنة المجاهدة الثابتة الصابرة المتحركة الواعية المنتجة المبدعة الخلاقة، التي بات الجيش بكافة وحداته ومناطقه وتشكيلاته وفرقه عنوانها الأبرز، ومثلها الأعلى، وشاهدها الحي والوحيد والكامل، فسقطت بفعل حركته الفاعلة، وخطواته المتقدمة، ومواقفه القوية، وانخراطه التام مع فلسطين ولها، إلى جانب كل أحرار الأمة وقواها الحية المجاهدة كل ما سبق أن عشناه من شعارات ومواقف وتصريحات وأفكار وسياسات لمختلف القوى والأنظمة والتنظيمات والحركات التي عرفها اليمن خلال قرن من الزمن، وكانت تتحجج ببعدها الجغرافي عن فلسطين، كي تعفي نفسها من الدخول في حرب مباشرة مع كيان العدو، مكتفيةً بالخطب الرنانة، وبعض البكائيات والمواقف الخجولة، إذ بات أمر البعد الجغرافي عن فلسطين لا يعفيها من المساءلة كون القضية قضية دافع وإرادة، وأنَّى لها ذلك؟! فلو صدق التوجه، وخلص الدافع، ووجِدت الإرادة لوجدوا ألف طريقة وطريقة لتجاوز البعد الجغرافي، والوصول إلى قلب المعركة.
ومثلما كشف حضور اليمن قيادة وشعبا وجيشا حقيقة ما عاشته أنظمة العمالة والخيانة وتنظيماتها على مستوى البلد والمنطقة والإقليم، فقد كشف وبين وأوضح أموراً أخرى نحن بأمس الحاجة لمعرفتها وتفهمها، مادمنا نعي أن المعركة لم تنته بعد، وأن الميدان هو ميدان صراع ومواجهة بين الحق والباطل، وأن التوجه هو لله وفي سبيله أولاً وأخيراً، لذلك لا يجوز الانصراف إلى التغني بمفاخرنا وبطولاتنا وإسهاماتنا ومجاهداتنا في معركة «طوفان الأقصى»، كما يفعل معظم إعلاميينا وناشطينا وبعض السياسيين، إلى الحد الذي جعلهم ينسون أن هذا الأمر ما كان له أن يبلغ ما بلغه من النجاح والقوة والفاعلية لولا فضل الله ونصره وتأييده ورعايته وتوفيقه، وإذن فالمسألة مسألة دين وإيمان والتزام وحرية وشرف وخلق لا مجال للتخلي عنها، والقضية قضية جهاد دائم تستوجب العمل على تحقيق الرسوخ والثبات للأقدام على هذا النهج من الداخل، والبعد عن الغرور والتيه والخيلاء الذي يحول المسألة من مسألة إيمانية جهادية ونصر إلهي، إلى مجرد مادة خالية من أي بعد أو أثر تربوي، وعليه لا بد من العمل الفكري لإنضاج الداخل، والارتقاء بوعيه وفكره إلى ما بعد ما يجب فعله بعد انتهاء معركة «طوفان الأقصى»، وذاك ما يجعلنا معنيين بغض الطرف عن كثير من إثارات المرتزقة والمنافقين المشككة بفاعلية وآثار موقفنا ودورنا اليوم، فنحن مطالبون بالإضافة والمراكمة على ما حققناه، لا الوقوف عنده، وعلينا النظر إلى أبعد نقطة يكمن خلفها العدو المستكبر والصهاينة، لا الانشغال بتفاهات أحذيتهم.
وختاماً، فإننا لانزال في ساحة الاختبار والابتلاء والتمحيص، وأمامنا عقبات ومعوقات لا تحصى، تدعونا جميعها إلى اجتناب ما قد يسبب السقوط، في الوقت الذي نعتقد أننا قد بلغنا ذروة الصعود، وبتنا قاب قوسين أو أدنى من الاستظلال بظل سدرة منتهى التمكين.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أنس القاضي
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
أنس القاضي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
طه العامري
فلسطين.. العودة لذاكرة الرأي العام
طه العامري
عبدالفتاح حيدرة
يا دولة ثورية حرة ومستقلة يا أحزاب سياسية خائنة ومتصهينة..
عبدالفتاح حيدرة
عبدالرحمن الأهنومي
ثلاث حقائق ظاهرة للعلن مع استئناف الحرب على غزة!
عبدالرحمن الأهنومي
محمد محسن الجوهري
ماذا بعد “غالاكسي ليدر” يا إسرائيل؟
محمد محسن الجوهري
عبدالرحمن مراد
الاستقلال لا يعني الثبات
عبدالرحمن مراد
ليلى عماشا
جنين الأسطورة.. والبطولة
ليلى عماشا
المزيد