مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
غداً سنصل
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: شهرين و 17 يوماً
الأربعاء 14 فبراير-شباط 2024 07:02 م


يأبى عقلك أحياناً إلا أن يهجم عليك فجأةً بسلسلة من الأحداث التي مضت وانقضت، وملفات من الذكريات التي لا تحصى بحلوها ومرها، وجيدها ورديئها، فتجد نفسك محاطاً بالورد والشوك والجمر والسكاكين، بالحزن والسعادة، بالفرحة والمأساة، بالآمال والآلام والأحلام والخيبات، ثم أنت مجبرٌ على الوقوف عليها صفحةً صفحة، واسترجاع جميع مراحلها بكل صورها ومشاهدها وأحداثها وأشخاصها وأماكنها، وكلما حاولت التملص والفرار منها؛ أحكمت قبضتها عليك أكثر فأكثر، حينها لا تملك إلا أن تستسلم أمام سطوة العقل، وهيمنة الذكريات القاسية، فتبدأ الحوار والنقاش مع ذاتك، بحضور ضميرك ووجدانك قائلاً: كيف تحملت كل هذا العذاب وطويت كل هذه الدروب المسكونة بالمصائب؟ وكيف لم أحسب حينها لأي تضحية في سبيل الوصول إلى هدفي وبلوغ غايتي حسابا؟
والسؤال الأهم هل وصلت إلى هدفي، وبلغت غايتي فعلاً أم لا؟ وهنا تخنقك العبرة، وتتفجر من بين جنبيك براكين من الحسرات والآهات، لتقول لك: إنك لم تصر بعد ذلك الشخص الذي كنت ترجو، ناهيك عن بلوغ ما كنت تريد، فتحسس جسدك كم به من كدمات وجراح! وتأمل كم أنت هش ومهزوم وضعيف، فتجيب:
لكني مازلت قادراً على الحركة، مالكاً لإرادة الفعل، حافظاً لنفسي من الوقوع في بؤر الخزي والعار والمذلة والعبودية، محتفظاً بقلمي ولساني، اللذين لم يهتفا حتى الساعة سوى للحق والعدل والحرية، ولم يتجندا لغير الله وكتابه ورسله وأعلام دينه، ولي وجودٌ بين ثوار وأحرار بلدي، أسير وإياهم في إطار موقف وقضية، وغداً نصل.
فتجيب متهكمةً: غداً تصلون! مَن قال لك ذلك؟ إن سفركم سيطول ويطول ويطول إلى ما لا نهاية، وربما تموتون قبل الاقتراب من أبعد نقطة للوصول، فأرد: لا بأس، فإننا بهذا نكون قد أسسنا للآتين بعدنا، وخففنا عنهم متاعب ومؤن الرحلة المضنية والسفر الطويل. فتعاود القول بسخرية لاذعة: فعلاً خففتم عنهم كثيراً وكفيتموهم معظم المخاطر والمزالق والمتاهات! يا عزيزي لك أنْ تحلم، ولكن ثق:
أن أي ثورةٍ لا يجيد بنوها ترجمة لغة بندقيتها إلى تيار يسري في الواقع باعثاً الحياة في عالم الأفكار، والحركة في كل الأشياء في عالم الطبيعة، معززاً من سيادة المفاهيم والقيم والمبادئ والأهداف التي جاء بها المنهاج، وانطلقت بفعلها ومن أجلها الثورة؛ فسوف يجدون من بينهم مَن سيتحولون إلى وحوش لافتراسهم، ومحو وجودهم، لذلك كثيرةٌ هي تلك الثورات التي أكلت أبناءها!
قلت: صحيح، ولكن لن نكون منهم، فثورتنا قادمة على مرحلة اقتلاع جذور مَن بدت عليهم مظاهر التوحش، وكسر أنيابهم، ثم إننا غداً سنصل.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
محمد الفرح
صحوة تجاه غزة أم خدمة ل«إسرائيل»؟!
محمد الفرح
رشيد الحداد
صنعاء تكتشف السفن المموَّهة: التضليل الأميركي لا يحصّن «الملاحة»
رشيد الحداد
مطهر الأشموري
تطبيع الشهرين أو السنتين سعودياً!!
مطهر الأشموري
دينا الرميمة
إذا أردتَ السلامَ فاحمِل السلاح
دينا الرميمة
د.حمود عبدالله الأهنومي
الصمّاد حُجة علينا قبل غيرنا
د.حمود عبدالله الأهنومي
محمد محسن الجوهري
يهود اليمن… هل كلُهم هاجروا إلى فلسطين؟!
محمد محسن الجوهري
المزيد