مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
الجيل الشاهد والشهيد
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 11 شهراً و 25 يوماً
الثلاثاء 09 مايو 2023 12:19 ص


 
يمتاز الجيل الصاعد في مجتمعنا، ولربما في محور الجهاد والمقاومة ككل، لاسيما إذا أخذنا معظم العمليات البطولية التي قام بها أبناء الشعب الفلسطيني المجاهد، ضد كيان العدو الصهيوني الغاصب، على امتداد أكثر من عام ونصف، بعين الاعتبار، يمتاز بالعديد من السمات والخصائص التي من شأنها أن تتدخل في بناء شخصيته الإنسانية إلى الحد الذي سيجعله على قدرٍ عالٍ من السمو الروحي، والكمال الأخلاقي، والوعي الفكري، وقوة الإرادة، والقدرة على الفعل، من موقع المبادرة والسعي الحركي المستمر، القائم على الإبداع والخلق والابتكار، كل ذلك بناءً على ما اختزنته روحية هذا الجيل الصاعد من مبادئ وقيم ومقومات إيمانية انعكست على نفسيته، وتجسدت في واقع حياته. وكان أبرز شواهد هذا التداخل والتمازج والانعكاس هو: الاستعداد للتضحية بالنفس في سبيل الله والمستضعفين على الدوام، وتحت أي ظرف من الظروف.
من هنا نفهم مغزى رسالة سيد الثورة أبي جبريل روحي له الفدى، التي وجهها ذات إطلالةٍ من إطلالاته المباركة، إلى قوى الاستكبار والشر والعدوان، قائلاً لهم: «الويل لكم من الجيل القادم، الويل لكم من هذا الجيل». ثم يسترسل، أيده الله، في بيان المؤهلات التي قامت عليها شخصية هذا الجيل، باعتبارها البيئة التي احتضنته، وصاغت جميع مبانيه ومكوناته التربوية والنفسية والفكرية والعقائدية والاجتماعية وغيرها، فهو كما يقول: «جيلٌ تربى في أحضان الإيمان والجهاد، جيلٌ عاش في آلام المعاناة، فاعتاد على الصبر، وتشرب معاني العزة والصمود، برغم ما لحق به من أحزان وأوجاع وغربة وفقد، إلا أن ذلك كله لن يكسره، بل زاده قوة وفاعلية واستبسالاً واندفاعاً، فكيف سيعمل أولئك الأعداء أمام جيلٍ هذا حاله؟! إذ من المستحيل تحقيق الغلبة عليه، بمختلف الوسائل، كما أن صراعهم معه ليس كسابقيه، نظراً لفرادة هذا الجيل، التي توحي باختلافه كلياً عن كل الأجيال التي عاصروها، إذ لا مثيل له إلا في مدرسة وبيت رسول الله محمد، صلى الله عليه وآله، ولهذا المعنى ما له من دلالات وأبعاد لا تعد ولا تحصى»!
إن هذا الجيل هو الذي سيقدم في المستقبل، من خلال حركته العملية، الشهادة الحقيقية على مدى عظمة المشروع القرآني، ويكشف لنا بجلاء ما فيه من سعة وعمق وشمولية، تمكنه من العطاء في كل المجالات، بالمستوى الذي يحقق التقدم والرقي والكمال للحياة والأحياء، وذلك لسبب بسيط، هو: أن هذا الجيل سيتلقى الثقافة القرآنية من واقع سلامته الفطرية التي لم تُدنس بعد، بتلقي ثقافات أخرى قد تتنازع مع ثقافة القرآن في داخله، كما هو حاصل لدى بعض الجيل الذي سبقه، وبالتالي فلن ينتج عن القرآن الصامت إلا قرآن ناطق. هذا جانب. والجانب الآخر هو: أن هذا الجيل قد أقبل على القرآن باعتبار القرآن معلماً له، ولم يقبل عليه كما يفعل بعض الناس الذين فرضوا أنفسهم على القرآن، وكأنه هو الذي يجب أن يتعلم منهم، لا العكس، الأمر الذي جعلهم يقدمون شهادة للباطل على فشل الحق في واقع الحياة، وعجزه عن بناء نموذج حضاري وإنساني.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
أحمد العماد
تداخل وتجاوز في المهام والاختصاصات
أحمد العماد
أيوب أحمد هادي
المراكزُ الصيفية وتهافُتُ المطبِّعين
أيوب أحمد هادي
علي ظافر
اليمن.. هل سيكون “اللقاء التشاوري” في عدن صاعق تفجير؟
علي ظافر
عبدالرحمن العابد
«الكهنوت» البريطاني!
عبدالرحمن العابد
محمد الغفاري
الدورات الصيفية علم وجهاد…بصيرة وبناء
محمد الغفاري
د.عبدالعزيز بن حبتور
رسالةٌ للمحتلّ الخليجي وأُكذوبةُ حوار الجنوبيين في عدن
د.عبدالعزيز بن حبتور
المزيد