مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
مرارات حسنية
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 19 يوماً
الأحد 13 أغسطس-آب 2023 08:51 م


واصل معاوية نشاطه التدميري الخبيث لجبهة الحق المتمثلة بالشيعة بقيادة الإمام الحسن عليه السلام، إذ قام ابن هند بشراء الضمائر بالمال، واستقطاب الرموز القبلية والوجاهات الاجتماعية ضعيفي الإيمان، وعباد الدرهم والدينار، الذين طبعت قلوبهم وجبلت نفوسهم على النفاق، لكي يبثوا الدسائس في وسط الحاضنة الحسنية المحمدية، ولعل أبرز هذه الوجوه والشخصيات هم: عمرو بن حريث، والأشعث بن قيس، وحجر بن أبجر، وشبث بن ربعي، والمتتبع لمجريات وسير الأحداث والوقائع التاريخية المتعلقة بذلك العصر يستطيع أن يتوصل إلى الحقيقة التي تقول بأن معاوية بهؤلاء وأمثالهم قد استطاع بناء جبهة متكاملة وقوية في كيان المجتمع الحسني، هذه الجبهة لا عمل لها سوى بث الشائعات، ونشر الدعايات الباطلة، وفبركة الأخبار بما يخدم جبهة البغاة، وقد بلغ مستوى نفوذ تلك الجبهة المنافقة إلى الحد الذي تستطيع فيه التأثير على جيش بأكمله، كما هو الحال مع الجيش المرابط في مسكن، والذي خلف قيادته بعد فرار ابن عباس قيس بن سعد بن عبادة، إذ استطاعت إقناع ذلك الجيش بفرار قيس، والتحاقه بعسكر البغاة، مع أن قيساً بين ظهرانيهم، وما إن انقشعت آثار الشائعة تلك، وبدأ الجيش في مسكن يسترد عافيته حتى زلزلته شائعة أخرى، أشد ضرراً من سابقتها، وهي: أن الإمام الحسن قد صالح معاوية وأجابه.
ومثلما كان نشاط جهاز البغاة الدعائي فاعلاً في مسكن، كان كذلك في المعسكر الذي يقوده الإمام الحسن نفسه، والذي استقر في المدائن، حيث استطاع معاوية تكليف عناصر داخل ذلك المعسكر بنشر خبر كاذب مفاده: أن قيس بن سعد قد قُتل، فانفروا، فنفر معظم ذلك الجيش إلى سرادق الإمام الحسن، وكادوا يقتلونه، ولم يسلم حتى متاعه من سلبهم، حتى ذلك البساط الذي كان تحته.
وهكذا ندرك من خلال كل هذه الأمور، لماذا قبل الإمام بمسألة الصلح، الذي كان مطلب معاوية، الذي قام ببعث كتب أصحاب الإمام الذين ضمنوا لمعاوية تصفية الإمام والفتك به، إذ ما جدوى الاستمرارية في القتال للبغاة في ظل مجتمع عاجز عن النهوض بتبعات القتال، وانتزاع النصر؟ لا شك أن الإمام الحسن لو استمر على موقفه لحكم بذلك على نفسه وذويه والمخلصين من شيعته بالفناء، لتخلو بعدها الساحة لمعاوية يفعل ما يحلو له، في سبيل القضاء التام على الإسلام شكلاً ومضموناً، وعليه لا يجبر القادة الرساليين عبر الزمن على قبول المر، إلا ما يلاقونه من الأشياء التي هي أكثر مرارة من ذلك المر على يد الأتباع.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
جمال الأشول
الثقافة القرآنية: سلاحٌ فعّال لمواجهة الحرب الناعمة
جمال الأشول
عبدالرحمن الأهنومي
ثورة الإمام زيد وخطاب المناسبة
عبدالرحمن الأهنومي
وديع العبسي
بدء العد التنازلي!
وديع العبسي
عبدالملك سام
أقل ما يمكن أن تقدموه للشعب
عبدالملك سام
د.سامي عطا
ومازال أمام مفترق طرق
د.سامي عطا
شرف حجر
قصور التوجه والمواجهة الإعلامية
شرف حجر
المزيد