مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
ما يكرهه الطغاة أبداً
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 12 يوماً
الأحد 20 أغسطس-آب 2023 08:45 م


إن أعظم الكوارث وأفظع المصائب التي وقعت على رأس الأمة، حينما أتاحت لمعاوية إمكانية الوصول إلى سدة الحكم، ومن بعده لكافة نتاج الشجرة الملعونة، بفرعيها السفياني والمرواني، هي: تلك الكارثة والمصيبة التي أسست على يد الأمويين لوجود فرق جديدة، تقدم تفسيراً منحرفاً للدين، بالمستوى الذي يقتله في نفوس المنتمين إليه، متى ما امتلكوا الحرية والإرادة في البحث والتفكير خارج دوائر العادة والوراثة واتباع المألوف، والتسليم لكل ما يفرضه المجتمع والسلطة على الفرد أو الجماعة، فقد استطاع الأمويون اختراع فرق باسم الدين لخدمة سياساتهم، بحيث جعلوا من الدين حارساً على باب قصر السلطة، وكانت فرقة المرجئة أول مولود غير شرعي ينتسب للإسلام زوراً، فمضت تطرح سمومها في القلوب والعقول، إذ اعتبرت الإيمان مجرد اعتقاد قلبي فقط، فاستقر بذلك لدى الناس مفهوم: أنه لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة.
وهكذا انتشر الفساد في المجتمع، وعم كل نواحي الحياة والوجود، بالإضافة إلى توفيرها حصانة مطلقة للحاكم، مهما كان فساده وظلمه وانحرافه، فكل ما يعمله يقره الشرع، ولو قام بارتكاب كل الموبقات، واقتراف جميع الآثام!
ولكي يتم القضاء على الإنسان في المجتمع المسلم برمته، اتجه الأمويون إلى اختراع فرقة أخرى، تشبه إلى حدٍ ما الفرقة السالفة الذكر من حيث النتائج، وهي الفرقة الجبرية، التي ترى الإنسان مخلوقا عاجزا، مجبورا على عمله، لا يملك إرادة أو اختيارا في ذلك كله، وقد ذكر بعض المؤرخين أن أول مَن قال بالجبر، وفرضه على الواقع الإسلامي هو معاوية، وذلك لكي يكون وسيلة لتبرير كل ما سيقدم عليه من أفعال، وسبيلا لالتماس العذر له لدى العامة في كل ما سيعمد لارتكابه من جرائم، وبذلك يصبح الاعتقاد لدى الناس بأنه مصيبٌ في كل شيء، فالله هو الذي اختاره، وجعله خليفة، وولاه أمرهم، ومن بعده سار بذات المسار جميع ملوك بني أمية.
لقد كان الأمويون ومثلهم كل عباد الكراسي والسلطان والجاه يكرهون كراهيةً شديدةً كل قول أو فكرة يستطيع الناس من خلالهما معرفة أن كل إنسان حر مريد، دينياً وسياسياً، لكون الجبر يخدم سياساتهم، إذ إن الله الذي يسير الأمور كلها هو الذي فرضهم على الناس، كما فرض الصلاة والزكاة والصيام والحج وسواها، وإنهم قضاء الله وقدره، الذي يجب الخضوع له، ولا تجوز مخالفته، ومَن يخالفه، ويتمرد عليه فقد رضي على نفسه بالكفر.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
فضل النهاري
جراح لا تندمل
فضل النهاري
عبدالحميد الغرباني
الوفد العماني في صنعاء: تفاوض لضبط الصراع لا لإنهائه
عبدالحميد الغرباني
وديع العبسي
المظلة الأممية المثقوبة
وديع العبسي
أحمد المؤيد
المعركة قادمة
أحمد المؤيد
خالد العراسي
ثمرة الصبر
خالد العراسي
شرف حجر
خواطر مُرَّة
شرف حجر
المزيد