مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
الضابط الذي نفتقر إليه
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 5 أيام
الأحد 27 أغسطس-آب 2023 08:43 م


عرفنا بالأمس أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه أي ثورة ذات مشروع نهضوي شامل هو: وجود عبدة الذات، الذين يمسخون القيم، ويلتفون على المبادئ، ويحرفون المسار، ويؤطرون كل شيء بإطارهم الضيق، ويسخرون الواقع لصالحهم. ولكن ما هو الحل كي نحد من هذا الخطر، ونتفادى آثاره الهدامة؟
يجيب على ذلك الباحثون الحركيون بالقول: لكي نقضي على عبادة الذات، ونهذب الذاتية لدى الفرد والمجتمع، لا بد من العمل على تربية الجميع تربية أخلاقية، فبالأخلاق وحدها يتم القضاء على صنم الذات هذا الذي أهلك عباده الحرث والنسل.
إن الإسلام بمفهومه الأصيل، ومنهجه الخالص لا يدعو الناس للتنكر لذواتهم وأعراقهم وأحسابهم وأوطانهم، ولكنه يرفض لأتباعه التقوقع في هذه الدوائر المحدودة، ويريد لهم في المقابل أن يكونوا واسعي الأفق، إلى الحد الذي يجعل من شخصيتهم الإسلامية شخصية متحدة مع بني الإنسان، حاملة لهمومهم وآمالهم وتطلعاتهم أينما كانوا على امتداد كل هذا العالم، ولأجل الوصول إلى هذا الهدف، يقدم الإسلام الأصيل برنامجه المتكامل الذي يستطيع تهذيب أتباعه، وبناء شخصياتهم، بالقدر الذي يجعل من الشخصية المسلمة شخصية ترتفع عن كل النقائص، ذات بعد إنساني، تتعامل بلطف ورقة مع كل الناس، دون أن تتحول إلى شخصية ضعيفة، تشعر بالذلة والانسحاق أمام الطغاة والمستكبرين.
إن المؤمن الحقيقي هو الذي كلما ارتقى في درجات الإيمان شعر بانعكاس ذلك على نفسيته، ليصبح صاحب ذات واسعة بسعة العالم، شاملة لجميع موجوداته، يعمل باستمرار على تحقيق الاستقرار الاجتماعي، من خلال الجهاد لرفع الظلم، وتحقيق العدالة بمفهومها الواسع، وهي القيمة الغائية الكبرى، التي لا يكفي لفرضها في الواقع تشريع القوانين وبث القيم على المنابر والإعلام، لكون ذلك لن يسهم في تحقيق الالتزام بالعدالة، والانضباط بضوابطها، مادام الكل يفتقر لأهم الضوابط، وهو ضابط التقوى، فبهذا الضابط يتم الانضباط تلقائياً من قبل الجميع، وتصبح حياتهم مبنية على أسس ثابتة، ومعايير قيمية وأخلاقية، كل ذلك لا يمكن الدخول إليه إلا عبر بوابة التقوى، التي هي الضامن الوحيد لتحقيق الحياة الطيبة، بتوفيرها عوامل تساعد على فرض العدالة، وتسهم في بناء مجتمع يعيش الاستقرار بشكل دائم.
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
مجانية التعليم وتزايد المدارس الأهلية
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
امريكا وحرب المرتبات
عبدالفتاح علي البنوس
صلاح الشامي
نموت انتظاراً
صلاح الشامي
د.سامي عطا
ما بين السياسة والاستبداد
د.سامي عطا
عبدالفتاح علي البنوس
السعودية وإيران واليمن
عبدالفتاح علي البنوس
شارل أبي نادر
من قتل بريغوجين؟ وهل سيتأثر دور "فاغنر"؟
شارل أبي نادر
المزيد