الشعب اليمني العظيم أحيا ذكرى المولد النبوي الشريف بحضور كبير ومشرف حشود مليونية في العاصمة اليمنية صنعاء، وبقية المحافظات اليمنية الحرة، لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن، ولا يوجد لها مثيل على مستوى العالم العربي والإسلامي، وهذه الحشود الغفيرة والوعي الشعبي الكبير يعتبر ضربة موجعة للعدو اللدود للأُمَّـة الإسلامية اللوبي الصهيوني وعملائه من الأعراب المنافقين، الذين انجروا خلف مخطّطاته التي تهدف إلى تمييع الشباب المسلم وإبعاد الأُمَّــة عن دينها ونبيها وقرآنها وأعلامها من آل البيت -عليهم السلام-، ومن أعظم النعم والبركات التي نلحظها في كُـلّ عام أنه كلما صعد العدوّ في إعلامه ووسائل تضليله بمختلف أساليبه ومخطّطاته الشيطانية ووسائله القذرة بغية التقليل من أهميّة المناسبة والحضور فيها نجد بركة ونماء وانتصارات تفوق الخيال، ونلحظ تزايد كبير في الحشود اليمانية المليونية، ونلمس وعيًا مجتمعي شعبي جامع هكذا بركة من الله “سبحانه وتعالى” ونعمة كبيرة ببركة مولد من أرسله الله رحمةً للعالمين، وليس غريباً على شعب الإيمان والحكمة أحفاد الأنصار الأوس والخزرج أحفاد عمار بن ياسر مثل هذه الحشود الوفية، فهؤلاء هم المؤمنون بالله ورسوله حقاً، وهم من شرفهم الله بالقرآن باسم الأنصار ووصفهم برجال صادقين فيما عاهدوا الله عليه، ووصفهم رسوله الكريم بأنهم أهل الإيمان والحكمة والفقه، ونفس الرحمن في الأرض.
احتفالات اليمنيين وحشودهم المليونية الكبيرة في هذا اليوم العظيم دليل على أصالة الشعب المؤمن والحب الكبير الذي يُكِنُّه اليمنيؤن لرسول الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وآله- واستجابةً لله تعالى القائل: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) ومن أجل ذلك خرج اليمانيون فرحين مستبشرين وَمفوضين لقائد الثورة بمناسبة التغييرات الجذرية القادمة من صميم هُــوِيَّة الشعب الإيمانية الجامعة، وفاز بها يمن الإيمان والحكمة على شعوب الأُمَّــة، وكيف لا وقد غسل عن نفسه العار ونفض غبار الخوف والعبودية والذل وواجه قوى الطغيان والاستكبار العالمي ومرتزِقتهم بكل بسالة وصمود وباستبسال منقطع النظير، هذه الحشود من كُـلّ الطوائف والمذاهب والأحزاب والقبائل اليمنية، بغض النظر عن انتمائها أوضحت للعالم الصلابة والقوة والإيمان والمحبة والتآخي والوطنية والاستبسال والثبات، فلا توجد طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية ولا عنصرية في قاموسها، وأثبتت أن اليمن شعباً حراً طليقاً لا يتأثر بالذيول والخونة، وجروحه وآلامه تتشافى بعزيمة وإصرار مجاهديه وأنصاره وبتمسكهم بدينهم ونبيهم وأعلام هداهم وبتسليمهم المطلق للسيد القائد في طول اليمن وعرضه، وأثبتت مجدّدًا أن شعب الإيمان والحكمة وحكومته تتسع للجميع دون تفرقة حسب معيار الكفاءة والالتزام الديني والإيماني والأخلاقي والقيمي والوطني، ويستحق ما وُصف به أنه شعب الأنصار ومصنع الأحرار والأبطال ومقبرة الغزاة المعتدين، ومنه تنطلق شرارة الثورات والتغيير والحرية، وأنه أهلٌ ليبدأ منه الظهور الديني المحمدي الأصيل المجدد والمنقذ للمستضعفين في العالم، وتشرق من أرضه أنوار الله تعالى، فرغم أن هناك قلوباً أسودت وبصائرَ عَمِيت وضمائرَ ماتت وشعوبًا ودُوَلًا انسلخت عن هُــوِيَّتها ودينها ولا يهمهم إلَّا مصالحهم وطغيانهم وجبروتهم وتسلطهم ومناصبهم وتكبرهم وفسادهم وارتزاقهم حتى لو جعلوا البلدان الإسلامية حمام دم ليمحوا كُـلّ شيء جميل أمامهم، لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ومكر الله يأتيهم من رجال الرجال الثابتين في متارس العزة وجبهات الكرامة والمواجهة مع شذاذ الآفاق والنفاق، ومع شعب الإيمان والحكمة بكل مكوناته وطوائفه وكلّ مكرهم إلى زوال، والشعب اليمني المحب لرسوله ودينه بأحراره وشرفائه نهض ورفض الوصاية وقوى الاستعمار العالمي، ووقف في وجه أمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني، ووقف ضد الإساءة للقرآن والرسول، ويتصدر الموقف في التأييد والتنديد والمواقف، والوقوف مع قضية الأُمَّــة الإسلامية الأَسَاسية والمركزية فلسطين، ويحتفل بكل ما يرتبط بالدين، متمسكاً بهُــوِيَّته الإيمانية ولن يستطيعوا إسكاته ولا هزيمته؛ لأَنَّه يسير وفق توجيهات الله “سبحانه وتعالى” ومسلماً لقائده الحكيم.
نعم، هذا هو شعب الأنصار وهذا هو نفس الرحمن الذي سيجرف كُـلّ طواغيت الأرض وهم رجال الدين محبي رسول الله -صلوات الله عليه وآله- يثبتون يوماً بعد يوم أنهم أهلٌ للإيمان والحكمة، والعاقبة للمتقين.