العقلُ والمنطقُ والحقيقة والواقع يشهد ويقر أن أنصار الله هم أملُ المستضعَفين في كُـلّ أنحاء العالم المظلوم أمل الأُمَّــة الإسلامية الوحيد الذي سيحرّرها من بطش الأعداء المستبدين
وجبروت الطغاة المتجبرين، وهيمنة القوى الظالمة والصهاينة المتجبرين، ولو لم تكن ثقافتنا قرآنية وأهدافنا سامية، ومشروعنا جامع للأُمَّـة كافة، وعالمي بعالمية القرآن منذ انطلاقته الأولى في مران.
ولو أن في ثقافتنا الاستسلام والخضوع للهيمنة الأمريكية وَالقبول بالوصاية الخارجية، وكانت مقاصدنا شخصية ومشروعنا مؤطرًا بفئة معينة وطائفة خَاصَّة ولم نتبنَ قضايا الأُمَّــة الإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين، لما اعتدى علينا أحد، ولما احتجنا للدفاع عن أنفسنا ولما كان هناك شيء من عدوان دام لتسعة أعوام مضت وحروب دامية طيلة المراحل الماضية من عام 2004م بأيدي عملاء اللوبي الصهيوني، وُصُـولاً إلى الدخول في المعركة المباشرة مع العدوّ اللدود للأُمَّـة الإسلامية معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، والعدوان الأمريكي البريطاني اليوم والحصار والعقوبات التي تطال شعبنا اليمني المسلم العظيم جزءاً من الحرب لاستهداف وإضعاف هذا المشروع العظيم ولن يتحقّق لهم ذلك.
فمشروعنا المبارك ببركة الله إن شنوا الحروب عليه تقوّى وازداد قوةً إلى قوته العسكرية بشكل يفوق الخيال وإن تركوه امتد بسرعة وزادت شعبيته وزاد نماءً وبركةً وانتشاراً في الأرض، معادلة فاقت توقعاتهم وأفشلت إمْكَاناتهم يصنعها الله بفضله وعونه وبفضل قيادته الربانية العظيمة هذه هي الحقيقة؛ لذلك شرف ووسام عظيم أننا ندفع ضريبة كبيرة من دمائنا وأرواحنا وفلذات أكبادنا نيابةً عن الأُمَّــة العربية بوجه خاص والإسلامية بشكل عام وليس عن اليمن فحسب؛ لذلك يجب أن يعمل كُـلّ إنسان مجاهد بكل جد واجتهاد ومثابرة ومسارعة في مواجهة الأشرار ويجاهد بصبر ويرابط بثبات ويسلم نفسه لله رب العالمين ويسلم لتوجيهات القيادة الربانية الحكيمة، كما يجب أن يسلم تسليماً مطلقاً وَأن يدرك كُـلّ منتمٍ للمشروع القرآني العظيم الذي أسسه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- يقيناً أن المستضعفين في العالم يحدوهم الأمل لتحرير بلدانهم وأوطانهم من الطغاة على أيدي المنتمين لأنصار الله وأحبابه وأوليائه من أبناء اليمن الأحرار أحفاد الأنصار، أحفاد الأوس والخزرج الذين نصروا الإسلام ورسوله في بدايات رسالة الإسلام وهي سنة الله في آخر الزمان كما كانت في بداية انطلاقة الإسلام والرسول -صلوات الله عليه وآله- يقول عن اليمن واليمانيين: “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”، وقوله: “إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن”، “إني أرى نفَسَ الرحمن من جهةِ اليمن”، “اللهم بارك في يمننا وشامنا”، ومعناه أنه سيكون لليمن واليمنيين في آخر الزمان شأن عظيم ومكانة كبيرة في الأرض وسيكون شعبنا ملاذاً آمناً ونصيراً لكل المستضعفين في الأرض.
إن القضية كبيرة والمعركة شاملة والهدف سامٍ، هو عزة الأُمَّــة وسيادتها هدف نبيل أوسع وأكبر وأعظم من تحرير اليمن، المشروع القرآني عالمي بعالمية القرآن وللأُمَّـة كافة وسيوحد الأُمَّــة ويوحد مواقفها وقد نسف هذا المشروع تاريخ الإنسانية المزيف بأكمله لأنه عرى المبادئ وَالقيم وَالشعارات الإنسانية المصنعة على مقاس الأنظمة وفضح انحطاط القيم الأخلاقية عند العالم بكل ألوانه وأطيافه وقارع وما زال يقارع طغاة الدنيا بكل قواهم، قوى الاستكبار العالمي وعملائهم من حكام وأنظمة العرب الخونة العملاء وغيرهم وهو يقارع اليوم -بفضل الله تعالى- رأس الشر في العالم ثلاثي الإرهاب ومصدره العالمي (أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا)، وهذه المعركة -بإذن الله- البداية للتاريخ العالمي الجديد بداية نهاية طغاة العالم ومجرميه وصهاينته، وبداية نصر المستضعفين والدين والتمكين للأُمَّـة المؤمنة المجاهدة المستضعفة في الأرض.
فلنكن -في وعينا وتعاوننا وتآخينا وإيماننا وصدقنا وإخلاصنا وجِدِّنا وجهادنا ومسارعتنا وتسليمنا ورباطة جأشنا وقوة بأسنا وصلابة إرادتنا وشدة عزمنا وقوة منطقنا ومواقفنا بحجم المسؤولية التي كلفنا الله بها في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه الخاتم العظيم -صلوات الله عليه وآله-، وهدانا وأرشدنا بفضله وبفضل الشهيد القائد مؤسّس المسيرة القرآنية ومشروعه القرآني العظيم؛ لنحظى بمعية الله ونصـره وتأييده وتمكينه وقوته وقدرته الفائقة على كُـلّ قدرة وقوة في الأرض، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، والعاقبة للمتقين.
نقلا عن : السياسية