مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
كابوس في ذروة الصحو
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 9 أشهر
الأربعاء 21 فبراير-شباط 2024 08:23 م


كلما أمعن الواحد منا النظر في صفحات التاريخ، لاسيما تاريخ صراع الحق مع الباطل، التاريخ الذي يكتمل فيه البناء والتشكل لكلا المعسكرين، وكلتا الجبهتين؛ شعر باليأس والإحباط يحاصرانه من كل اتجاه، ويقولان له: إن إمكانية النجاح لأي حركة رسالية في صنع التحول الكبير، وإحداث التغيير المنشود، وتحقيق النهضة والبناء بمفهوميهما الشاملين على مستوى الحاضر والمستقبل؛ أمرٌ يستحيل الوصول إليه. وذلك ليس نتيجة عدم وجود الرؤية الكونية والفكرية، أو كثرة النقائص والإشكالات والفراغات التي قد تعاني منها أي حركة رسالية في طور النشأة أو الفتوة، أو المراهقة الأيديولوجية، ولا نتيجة غياب القادة والنماذج العظيمة التي تمدها بالسلوك والخلق والآلية التي تضبط الحركة والمسار العملي، أو تنقلها من ساحة الفكر إلى ساحة التطبيق والممارسة، بالمستوى الذي يخاطب الحس، ولا يقف متقوقعاً في عالم التجريد، وإنما نتيجة نزوع الكثير من المنتمين والعاملين في هذه الحركة أو تلك وخصوصاً الذين يعنون بتحمل المسؤولية الإدارية والاجتماعية والتثقيفية إلى التأثر بما كان سائدا من أساليب وطرق وأفكار في عهد الطغاة والمستكبرين، بل إن البعض نتيجة وجود نزعة الطغيان والتكبر والغرور في ذاته من حيث الأصل؛ لم يكن ارتباطه بالحق قيادة وأمة ومشروعا وتوجها عمليا إلا لقلة حيلته، وضعف قوته، وهوانه على الناس، لذلك فإنه عندما يصبح ذا شأن، وصاحب منصب ونفوذ ومكانة؛ فلن يحتكم إلى الله، ولا إلى رسوله أو وليه؛ وإنما سيحتكم لتلك النزعة الشيطانية التي ظلت مكبوتةً في دواخله برهة من الزمن، وتلك السمة المتأصلة في ذاته، وهي سمة الطغيان والظلم والاستكبار والبغي، ولا تكاد تخلو فترة من فترات تمكن وظهور أهل الحق عبر التاريخ من هذه العاهات والنماذج الفاسدة المفسدة.
إن هدى الله لا يُثمر ويقوى وينمو ويشتد إلا في النفوس الحرة من الداخل، الملتزمة للإيمان كقناعة ووعي راسخ، والمنطلقة في سبيل الله بنفس طاهرة خالية من الرواسب والعاهات والدنايا، ليس فيها ميل أو انجذاب لإله غير الله عز وجل، أما الذوات المنتفخة بالأوهام المليئة بالعيوب والمثالب والنقائص، المتخذة لهواها إلها فلن يثمر فيها زرع الهدى، ولن يؤثر فيها دين أو خلق، فالانتماء للحق والتجند تحت لوائه في منظورها؛ مجرد مرحلة من المراحل المطلوب السير فيها للوصول إلى الأهداف الشيطانية التي يبدأ الإفصاح عنها من قبل تلك الذوات عملياً بعدة طرق، منها ادعاء الكمال والعصمة في كل شيء، وتجريم النقد بكل أنواعه، وتحويل المنهاج إلى وسيلة أو غطاء للتخفي خلفه، بعد تحريفه وقولبته بالشكل الذي يجعله متناسبا مع الوضعية التي عليها الواقع بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات، فالمطلوب بنظر هؤلاء هو نزول النهج والثقافة والمشروع والثورة والرسالة إلى مستواهم، وليس الترقي والنهوض بأنفسهم وواقعهم حتى يكونوا بمستوى كل تلك المسلمات، لذلك يبقى هذا الأمر هو الكابوس الحقيقي والمخيف؛ إنه كابوسٌ نعيشه ونحن في الذروة من الصحو والانتباه!

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
توفيق هزمل
أولوية التغيير الجذري
توفيق هزمل
مطهر الأشموري
كيفية التعامل مع فرضية «سايكس بيكو 2»؟!
مطهر الأشموري
طاهر محمد الجنيد
ايران وإسرائيل والسياسة العربية
طاهر محمد الجنيد
طارق مصطفى سلام
تصنيفات أمريكا بالإرهاب.. سلاح عاجز في يد مهزوم
طارق مصطفى سلام
إسماعيل المحاقري
"غواصات متفجرة" مفاجأة اليمن للسفن الأميركية البريطانية في البحر الأحمر
إسماعيل المحاقري
محمد محسن الجوهري
انتفاضة فلسطينية ثالثة في الأفق.. لكن بلا حجارة
محمد محسن الجوهري
المزيد