مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
أمرٌ مرفوضٌ قرآنياً
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 01 مارس - آذار 2024 09:59 م


دأب بعض الساسة والمسؤولين عندنا على ادعاء العصمة لأنفسهم بقصد أو بدون قصد، وذاك ما يتضح من خلال طرحهم في اللقاءات والمقابلات التي تجريها معهم وسائل الإعلام، فإذا ما ووجهوا بقضايا فساد، وتم مكاشفتهم بوجود أخطاء كارثية قاتلة، وتسيب وتساهل مريب في أكثر من جانب، ومع أكثر من ملف؛ أقسموا بالله جهدَ أيمانهم؛ إنهم أطهر مَن أظلت السماء، وأقلت الغبراء؛ وإنهم لم يقصروا في أداء واجبهم الذي يقتضيه مبدأ الوعي بتحمل المسؤولية على عاتقهم، والتي هي أمانة الله عندهم باعتبار أنهم ينطلقون من منطلق إيماني؛ وإنهم لم يشهدوا فساد فاسد، وأنّى لهم أنْ يُفسدوا كما يقولون في ظل العدوان والحصار، وقلة الموارد؟ وهم بالكاد يجدون ما من شأنه أن يوفر للشعب ولو جزءا بسيطا من الخدمة! وعليه فلا قصور ولا اختلالات ولا محسوبيات ولا عبث، ولا مظالم، ولا شللية، ولا وضع مزر، وكل كلام بهذا الخصوص هو كلام عارٍ عن الصحة، يصدر عن موتورين ومأزومين ومرضى نفسيين، وطلاب مصالح، وكارهين للثورة، حاقدين على رجالاتها، مشتغلين مع المعتدين!
وليت الأمر وقف عند هذا الحد من الطنطنات الفارغة والادعاءات الجوفاء بالكمال والعصمة! ولكن لا مكان للتمني في ظل وجود حكومة التصريف التي ليس في قاموسها الاعتراف بالفشل، وإدراك جوانب النقص والخلل والضعف والقصور، والشجاعة والنبل اللذين يجعلانها قادرة على مكاشفة نفسها والشعب بأخطائها وعثراتها ومساوئها.
لقد قال ذات يوم أحد مسؤولينا معاتباً الشعب اليمني على تنامي حسه الثوري، وتعاظم إرادته على الرفض للفساد، والاحتجاج على كل مظاهر الميل عن النهج والخط الجهادي الثوري: لقد صبرتم على عفاش ٣٣ عاماً، فلماذا حينما آل الأمر إلينا؛ واجهتمونا بالجزع، وعدم الاستعداد لتقبل التعايش مع ما نحن عليه بحلوه ومره، وعدم غض الطرف عن أخطائنا التي لا تساوي شيئاً مقابل أخطاء ومفاسد وظلم وتجاوزات عفاش وزبانيته؟! فتحملونا واصبروا علينا كما صبرتم عليه. هكذا قال بمعنى كلامه، وهذا مؤشر مخيف ومفزع حينما نتناوله من منظور الثقافة القرآنية، التي تقرر أن الاعتراف بالأخطاء، والعمل على تفادي الوقوع بها مرة أخرى، والحرص على معالجة الآثار والتبعات التي خلفتها؛ علاماتٌ على صدق الإيمان، وشواهد من شواهد البقاء في السير مع الله والانقطاع إلى ما يرضيه دون سواه. أما محاولة الإخفاء لهذه الأخطاء، وعمل كل ما من شأنه أن يدفع لتقبلها، والتعاطي مع أصحابها بإيجابية، بل وحمايتهم والدفاع عنهم فهو أبو وأم كل مفسدة وكبيرة وضلالة وانحراف وإثم؛ لأنه سيقضي على المشروع الرسالي، ويشوه الحق، ويغري الطغاة والمجرمين بالعودة إلى التسلط والاستعباد للناس مجدداً.
إن السكوت عن الخطأ في مسيرة المؤمنين العملية والفكرية وتوجههم الشامل لبناء الحياة؛ أمرٌ مرفوضٌ قرآنياً، سواء كان هذا الخطأ صغيرا أو كبيرا لا فرق؛ لأن الإصرار على الخطأ أياً كان سوف يصبح في ما بعد مسوغا لإيجاد ثقافة مهيمنة، تحرف المسار، وتفرغ وتعطل المشروع من الداخل.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
العمليات العسكرية اليمنية انتصار للحق وللشعب وللأمة..
عبدالفتاح حيدرة
مطهر الأشموري
أمركة المخرجات وتكتيك التخريجات
مطهر الأشموري
عمر القاضي
المزايدة المتطورة
عمر القاضي
عبدالرقيب البليط
حل الدولتين تعني إنهاء القضية الفلسطينية
عبدالرقيب البليط
محمد محسن الجوهري
التعصب… ليكن في مساره الصحيح ضد “إسرائيل”
محمد محسن الجوهري
رشيد الحداد
صنعاء تلوّح بأسلحة جديدة: إلى ما بعد خليج عدن
رشيد الحداد
المزيد