مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
لا فرق
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 8 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 05 مارس - آذار 2024 08:46 م


تتدفق الهواجس والأفكار المستوحاة من حركة وطبيعة الحاضر جمراً من عين المعاناة محرقةً كل ما نتوسده ونستند إليه من الأحلام والآمال والطموحات، فاتحةً أمامنا آلاف الأبواب المؤدية إلى المجهول في كل شيء، ولا شيء أمر على النفس من سلبها كينونتها وحريتها وتطلعاتها الروحية والمادية، بعد أن تعلقت بآفاق الفجر، وأمسكت بخيوط نور الحقيقة، وأنشدت بالكلمة والرصاصة لصحوة الضمير، والعودة إلى الذات، وبنائها بناءً جهادياً إيمانياً، لتصبح حرباً على الفساد والظلم والجمود والعجز والجهل والتخلف، ثورةً بوجه كل الطواغيت والمستكبرين، مقدسةً للعقل والعلم، سائرةً في خط وميادين وساحات القيام لله على بينة وبصيرة من أمرها، وبكل ما ينفع الناس في معاشهم ومعادهم، ولكنْ هيهات؛ فما إنْ تنتصر في ميادين وسوح الصراع والمواجهة مع العدو الصريح، الذي احتل أرضك ودمرها، ونهب ثرواتك واستبد بمجتمعك وأمتك، ومسخ العقول وسمم الأفكار؛ حتى تدخل في معركة لا سقف ولا حدود لحركتها، ولا سبيل لإدراك طبيعتها، ومعرفة أهدافها وأشخاصها وميادينها إلا من خلال الذوبان في المشروع الذي انطلقت على أساسه، والتمسك بالثوابت والمباني والأهداف والرؤى والمحددات التي تبنتها وقامت من أجلها ثورتك، وبذل الخلص دماءهم ومهجهم لتحقيقها على أرض الواقع، لأنك سوف تواجه أكثر من لص، وأكثر من كذاب، وأكثر من منافق وظالم وفاسد وباغ وعاجز ووصولي ومستهتر ونفعي، وكلهم يستظل بظل الأنبياء والرسل، ويرتدي ثوب الصلاح، ويتظاهر بالعفة والطهارة والتقى ولين الجانب والزهد وحسن الخلق، يقول بتولي أولياء الله، ويعمل بالولاية لأعدائه، قلبه ولسانه مع الحسين، وأعماله وخطواته وقراراته متبنية لنهج وخط ومسلك وسياسة يزيد وابن زياد!
إنهم لايزالون مجهولين لدى السواد الأعظم من الثوار المجاهدين الأحرار، على الرغم من الطفرة المخيفة في سرعة توالدهم وانتشارهم وكثرتهم، إذ يتكاثرون تكاثر الجراد من حين لآخر! ولكي تتسنى لك معرفة جزء منهم؛ انظر إلى طبيعة تعاملهم مع ما يطرحه القائم بالقرآن سيد ثورتك أيده الله، من قواعد ومعالجات وحلول تربوية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأخلاقية، وتأملْ كيف يلتفون عليها، ويفرغونها من محتواها، ويحولونها من لبنات للبناء، وأفكار للنهوض والتقدم والرقي؛ إلى معاول للهدم والتدمير، وأفكار ونظم لتعميق التخلف، وتعزيز الفرقة والاختلاف، وتأبيد الجهل، وحماية الفاسدين والعاجزين، والنزوع نحو الفراغ، والاكتفاء بالشكليات والمظاهر الموحية بالتزام المشروع لا أكثر من ذلك ولا أقل!
إن اللص الحقيقي، والمجرم الأشد جرماً من فرعون هو الذي يسرق آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا، ويقدم شهادة من واقع العمل والممارسة لأعداء الله على أن أهل الحق عاجزون على إقامة دولة العدل الإلهي، وتقديم نموذج حضاري شامل لكل جانب من جوانب الحياة والإنسان، وإن مسؤولاً تأتيه التوجيهات الصريحة والواضحة لإنصاف فلان من الناس، ثم يتجاهل ذلك كله، فيمر الشهر والشهران، والعام والعامان وذلك المواطن ينتظر؛ فعارٌ علينا إبقاء جزء ولو بسيط من مستقبل ومصير الشعب بيده، لأن مَن قصر بحق فرد، سيكون أكثر تقصيراً بحق المجتمع بكله.
وأخيراً؛ فإن هنالك تيارا عانت منه الأمة الإسلامية طوال تاريخها وحتى الساعة، هذا التيار يحاول غرس قناعة في الوعي الجمعي للمسلمين مفادها أن رسل الله وورثتهم مجرد دعاة وموعظين، أما الفعل والحركة فليست من اختصاصهم، لذلك فالنبي والولي بمنظورهم؛ شخص عادي، قد يصاب بالخرف، ولا داعي للاهتمام بكل ما يطرح، وتنفيذ كل توجيهاته، فهو أُذُن تسمع لهذا وذاك، ولا علم لها بالواقع وما ينفعه أو يضره، وقد لا يقولها المعاصرون اليوم بهذا الوضوح، ولن يجرأوا على ذلك، لكنهم هم نفسيةً وعملاً وأسلوب حياة لا فرق بين السلف والخلف على الإطلاق.
* نقلا عن : لا ميديا
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
الرواية العربية بعد 150 يومًا من الطوفان
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
بعد 150 يومًا: ملامح النصر تلوح في الأفق
الجبهة الثقافية
عماد الحطبة
صورة النصر وصورة الهزيمة
عماد الحطبة
عبدالمجيد التركي
غراب قابيل
عبدالمجيد التركي
الجبهة الثقافية
أبو شاهين للمسيرة: الشعب الفلسطيني يثمن عالياً الموقف اليمني في هذه اللحظة التاريخية
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
من مزاعم “استهداف الكابلات” إلى دعاية “التلوث البحري”: هروبٌ أمريكي بريطاني من واقع الفشل إلى الأكاذيب
الجبهة الثقافية
المزيد