إلى الشهيد القائد.. في ذكرى استشهاده ....
الكونُ يشغلُهُ السؤالُ عليكْ للهِ كيفَ شغلتهم.. يتساءلونَ عن الحسينْ وعنِ الشّعارِ عن الخلودْ
قد جبتَ في كل العصورْ
وفعلتَ ما لم يفعلِ المتقدمونْ
وقدَرتَ كيفَ تحركُ القرآنْ
أخرجتَهُ من مجلسِ التفسيرِ للتفعيلْ
قد كان قبلكَ في لسانِ القائلينَ سوى حديثْ
وجعلتَ منه قضية الإنسانْ
حررتَ آياتِ الكتابِ من القيودْ
وجعلتَ آياتِ الجهادِ تقودُ في الميدانْ
جاهدتَ عن كلِ العصورْ
وبرزتَ حتى تهزم الشيطانْ
وهزمتَهُ بدماكَ مثلَ دمِ الحسينْ..
لتكونَ فينا شاهدًا وشهيدا
لتكون فينا شاهدًا لتحركَ الثقلينْ
لتكون فينا شاهدًا بشعارِ بدرٍ مرة أخرى هنا
لتعمّ كل الخافقينْ
قد قالها المختارُ في بدرٍ ..." أَمِتْ"
في بدرٍ الأولى "أمِتْ" لتكنْ بها منصورْ...
أحييتَ فينا المصطفى
يا بدرَ أخرانا..
نعم..
جدّدَتها
أمِتْ أمتْ والنصرُ للإسلامْ
الكونُ يحفلُ بالسلامِ عليكْ
غيّرتَ خارطةَ العصورْ
وقلبتَ ميزانَ الحروبْ
من صرخةٍ بدأ التحولُ في القوى
وتغيّرتْ أُطُرُ السياسةِ من جديدْ
وغدوتَ عنوانَ الجرائدِ
نشرةُ الأخبارِ تبحرُ في مرافئِ مقلتيكْ
ومراكزُ الأبحاثِ تسألُ من تكونْ
هو من يكونْ؟ْ
هو من يكون؟ْ
وكأنما قد كنتَ تنظرُ صفحةَ الغيب البعيدْ
وقرأتَ ماذا في السطورْ
وتلوتَ: أنْ يا أيها الشعبُ الأبيّ غدا تثورْ
وتزيل أمريكا وطغيان اليهودْ
هو مصحفٌ يمشي على ظهرِ البلادْ
هو آيةٌ تتلى ومن دمهِ هنا أحيا العبادْ
هو ذلك الإنسانُ من لا يرتضي عيشَ الذليلْ
أو بطشَ عهدِ الرأسماليينَ من يستعبدونَ الكل في شكلٍ جديدْ
الكونُ يشغله السؤالُ عليكْ
وأنا من المنفى وجدتكَ موطنًا
كم كنتُ أبحثُ عن سفينةْ
عن ضفةٍ عن شاطئٍ وشراعْ
ظلّي القديمُ معلقٌ في الهاوية
والريحُ تمسكُ بي لتدفعني إلى قعرِ الهلاكْ
فأتيتَ أنتَ.. نعم أتيتْ
من آخرِ النفقِ الطويلْ
أرسلتَ للروحِ الإشارةَ بالعبورْ
وبدأتُ أعبرُ ثم رادوني السؤالْ
من أنتَ يا ... من أين جئتْ
ظلّي مع النفقِ الطويلِ تلعثما
هل جئتَ من حلمِ النبيينَ الذين رأوكَ تخرجنا من الظلماتْ؟
أبدأتَ بي؟
وأنا تأخرتُ كثيرًا عنكْ
ما زالَ عندكَ وقتْ.. لتمدّ كفّكَ لي كأوّل مرةْ
فلطالما ناديتني وأنا بظلي عالقُ
فإشارةٌ من جرفِ سلمانٍ أتتْ.. وأنا بظلي عالقْ
كم كنتَ تدعوني لأدخلَ في الكساءِ وفي السفينةْ
كان الشعارُ هو الكساءُ هو السفينة
والكونُ يشغلهُ السؤالُ عليكْ
وأنا بظلي عالقُ
في فوهةِ النفقِ الطويلْ
لا حلّ إلا أن أقصّ الظّلَ كي تتحررَ الروحُ الحبيسةْ
ما زالَ عندكَ وقت..
لتمدّ كفّكَ لي كأول مرةْ
فالنهرُ مثلكَ ليسَ يعجزهُ التدفقُ بالحياةْ
ما زالَ عندكَ وقت...
حتى تمدّ إليّ ضفتكَ التي أضحت شراعْ
إن كانَ طالوتٌ أبى أنْ يشربوا إلى قليلا
منكَ اغترفنا الماءَ حتى صارَ فينا مائدةْ
فتحوّل الظلُ المعلّقُ خلفنا نجمًا يقودُ إلى الشهادةْ
لا زالَ عندك وقتْ..
لتمدّ كفّكَ لي كأول مرةْ
لترى حواريّيّك يجتازونَ أخدودَ الحريقْ
وكأنّ نجرانٍ لهم بابَ العبورِ من النفقْ
ليعلموني منكَ درسًا قلتَهُ يومًا على جبلِ الرماةْ
ألا يخافوا هجمةَ الأسطولِ أو كيدَ البروجْ
وبأنَّ وعدَ اللهِ في الدنيا سيحصلُ والوعيدْ
لا زالَ عندكَ وقت..
لتمدّ كفك لي كأول مرةْ
كم كنت أحسبُ أنّ معرفة الإلهِ أجيدها؟
وبأنني نلتُ اليقينْ!!
فإذا بربيّيّك مثلك يفعلونْ
هم علّموني عنكَ ما معنى اليقين وكيف معرفة الإلهْ
الطائراتُ القاذفاتُ بنارها مثلي تعلّمتِ اليقينْ؟
وبأنّ من ذابوا مع الإيمانِ حقًا ليس يومًا يُهزمونْ
من أنتَ؟
ما زال الكلامُ عليّ صعبًا والحواريّون أيضًا يعجزونْ
لكنهم ليسوا كمثلي يكتبونَ ويكتبونْ
هم يفعلون ويُنصَرونْ
أنا من أكونْ؟
ظلّي تحررَ من عوالقهِ القديمةِ كي يراكْ
ورآكَ أفضلَ من عيوني
وعبرتَ أنتَ بظليَ المعتوقَ عندكْ
وتركتَ روحي والجسدْ
لا زالَ عندي وقتْ
لأمدّ روحي للقاءْ
وأطهّرَ الطينَ الذي لا زالَ يحملني بنوركَ إذ وصلتْ
أنا لم أزلْ طينًا يؤلزبني الطريقْ
أحتاجُ منكَ هويةً لا تمنحُ الطينَ العروجَ بغيرِ نورْ
لا أستطيعُ الآنَ خلعَ الطينِ من جسدي وروحي لم تَذُبْ في اللهِ مثل السابقينْ
أنا بعضُ طينْ
أنا بعضُ طينْ؟
علمتني أني إذا ما هِمتُ في الرحمنِ واندلقَ اليقينْ
سيصيرُ فيّ الطينُ فوقَ غرائزي
وعلى المصاعبِ ما وهنتُ وما ضعفتُ ولن أكونَ المستكينْ
ما زالَ عندكَ وقتْ
لتمد كفك لي كأول مرة
فالكون يشغله السؤال عليك
وأنا وصلتُ وقد وجدتكَ في اجتماعٍ طارئٍ بالسابقينَ الأولينَ ومن مضوا نحو الحياةْ
وتشاهدونَ وقائع الأحداثْ
والمستجداتَ التي قد أصبحتْ فوق الخريطةْ
حتى اكتمال الاجتماعْ
لاقيتُ ظلّي عند جرفٍ أنتَ منه اخترتَ ميقاتَ الصعودِ إلى السماءْ
لاقيتُ ظلّي زائرًا إذْ كانَ قبلي قد تحرّرْ
ألقى على جسدي السلامَ فلقد رآهُ محررًا من كل أوهام الوصولْ
وكل أمراضِ التحررِ من دهاليز النفقْ
يا ليتَ كل الأرض جرفك إن مضيتُ بها هتفتُ فألتقيكْ...
كم كان طعمُ هتافي الأنقى لذيذًا إذ هتفتُ إلى جواركَ في منامٍ بالشعارْ
فأشرتَ لي.. ادخلْ هنا تحت الكساءْ
ما زلتُ في حلمي وما زال اجتماعٌ طارئٌ لم ينتهِ
كم كان حجمُ الاجتماعِ الهامّ عنوانَ الطريقِ ورسمَ خطّ المرحلةْ
كانت حشودٌ للسماويّيّن تملأُ كل أركان المكانْ
وهناك ربيّونَ قد كتبوا بخطٍ واحدٍ هي بدرنا الأخرى وقائدها هنا بدرٌ منيرْ
ورأيتُ جنّ الإنسِ يصطرعون وقت الاجتماعْ
ورأيتُ جنًا في السماءِ يحاولونَ الاستماعْ
فتحوّلَ الطينُ الذي في داخلي
وأصابَهم مثلَ الشهابِ وكلّ من يترصدونْ
وتركتُ ظلي حارسًا للجرفْ
وبعثتُ روحي كي تطوفَ على مكان الاجتماعْ
ووجدتُ أرواحَ الملايينَ التي للبدرِ شوقًا تنتظرْ
وتحسرتْ روحي لأني قد تأخرتُ كثيرا حينما ناديتني للمرة الأولى
لا زالَ عندك وقت..
لتمدّ كفكَ لي كأول مرةْ
فالكونُ يشغله السؤال عليكْ
بدرُ التي قد قُدتها لم تنتهِ أحداثُها
هل أستطيعُ الآنَ أن يغدو منامي كالحقيقةْ
هل أستطيعُ الآنَ حجزَ المقعدِ الباقي لخوضِ المعركةْ
فهناكَ فاطمةٌ ويسٌ وحيدرُ والحسينْ
يتصفّحونَ سجلّ بدريّيّكْ
لا زال عندك وقت..
لتمدّ كفكَ لي كأول مرةْ
والكونُ يشغلهُ السؤال عليكْ
أأجيبُ يا مرّانْ
أيجيبُ صوتٌ لم يزلْ يُحيي بنا القرآنْ
يستشعرُ الآتي برادارٍ من الآياتْ
يدري تضاريسَ السنينِ مع السننْ
ويشخّصُ الداءَ الكبيرْ
لم ينشغلْ إلا بميدانِ النفوسِ لكي تكون كما تريدْ
وكما يشاءُ الله فيها أن تصيرْ
ولكي تغيّر نفسها... كَسَرَ الحواجزَ كي تسيرَ إلى مصيرٍ تشتهيه من الخلاصْ
طالوتُ يأتينا إذا ما طُهّرت أرواحنا
كل العقاقيرِ التي قد جُربتْ لم تستطعْ تغييرَ نفسٍ لم تحدّث نفسها بفوائد التغييرْ
هيأتَهم كي يأخذوا (كورسَ) العلاجِ بلا مللْ
أدخلتَهم لمصحّةِ القرآنِ حيثُ النفسُ تحتاجُ المكوثْ
حيث المصاحفُ لم تكنْ إلا لنعجبَ بالتلاوةِ ثم تعدادِ الحروفْ
وكم يكونُ الأجرُ ممّا قد قرأنا دون وعيْ
يا أيها النهرُ الذي أعطى الشراعَ ليفهموا معنى الكتابِ وجسّدوه على ميادين العملْ
هم أبحروا بكَ حين داهمنا الغرقْ
اللهُ أكبر.. حينما بدأوا بها صلواتهمْ
الله أكبر.. حينما بدأوا بها أعمالَهم صارت صلاةْ
يستشعرونَ اللهَ فيها دون أن يتوضؤوا إلا بمعرفةِ الإله وعن يقينْ
اللهُ أكبر... مدخلٌ كي يبدؤوا (كورسَ) العلاجْ
كي يبدأ التغييرُ من أعلى الهرمْ
اللهُ أكبرُ.. إن من عاداهُ شيطانٌ رجيمٌ
فأتى السؤالْ..
من الذي عادى الإلهْ
وكيفَ طالوتٌ مع أعداءِ خالقهِ فعلْ؟!
وكيف بدرُ محمدٍ قالتْ: أَمِتْ
فأتيتَ قُلتَ: أَمِتْ لأمريكا
وجسّدتَ العدوَ مع مصيرهْ
وأتيتَ قلتَ: أَمِتْ لإسرائيلْ
طالوتُ أنتَ وبدرُنا الأخرى
ها نحن بدريّوكْ
فأمتْ بنا الأعداءْ
وليبقَ دينُ اللهِ يا منصورْ
الكونُ يشغلهُ السؤالُ عليكْ
والجاهليةُ حشّدتْ أصنامَها
ومسكتَ فأسكَ مثلَ إبراهيمْ
لكنْ
لكيما تَحْطِمَ الصنمَ الكبيرْ
ولقد تهاوى في النفوسْ وسوفَ تنكسرُ البقيةْ
وحملتَ فأسكَ مرةً أخرى كحيدرْ
حتى تطيحَ بما تبقى من عروقِ الجاهليةْ