مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
سيادة المزيفين ثقافياً
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 15 يوماً
الجمعة 10 ديسمبر-كانون الأول 2021 09:47 م



لن أجد أحداً أكثر أنانيةً وانتهازيةً من أولئك الذين يجيدون التسويق لأنفسهم، فيحظون بالقبول عند الناس الذين يقبلون على كل ما يطرحه هؤلاء المزيفون دون أدنى ترددٍ أو إحجام، لا لشيء إلا لأنهم استطاعوا الحصول على ثقة الجمهور نتيجة الحملة الدعائية التي عملت على الترويج لهم ومكنتهم من حيازة الصدارة المطلقة في الواقع كله، شأنهم شأن الكثير من السلع التي مكنتها الدعاية الإعلامية من غزو جميع البيوت مع أنها تحمل في طياتها الموت والهلاك المحتوم لجميع من يسعون لاقتنائها ويبذلون كل ما بوسعهم للحصول عليها ظناً منهم أن كل ما قيل عن تلك السلع في مضمار الدعاية والإعلام صحيحٌ لا شك فيه.

إنها كارثة العصر وطامّته الكبرى التي باتت تجتاح الواقع كله، ولاسيما واقع الفكر والثقافة والكلمة، فما أكثر العابرين اليوم على جسور الأفكار إلى ضفاف مطامعهم الشخصية على حساب تراجع الوعي بالقضية وانكفاء الدور الرسالي للكلمة بمختلف سبل عرضها وبشتى وسائل تقديمها وإيصالها إلى الجمهور، لأنك ستجد نفسك أمام مجموعة من الممثلين في غالبية ما تسمع وتقرأ وتشاهد، وما إن تتاح لك فرصة التعرف على هؤلاء الذين حظوا باحترام الناس ومحبتهم حتى تفاجأ بالحقيقة المرة، إذ لم يكونوا يوماً بحجم ما قالوه، ولم يكونوا مطلقاً على قناعةٍ بكل ما يطرحونه للناس، لكونهم جاؤوا من خارج دائرة المعتصمين بحبل الله الذين يلتزمون بالوحي كنظام فكري ويتابعون خطوات القيادة الربانية التي تقدم لهم الأسلوب العملي لما اشتمله الكتاب الكريم من مفاهيم وتوجيهات وخطط وبرامج عملية في مختلف المجالات، وإنما جاءت بهم الصدفة وصعدوا على أكتاف الصادقين في لحظة غفلة، فكانوا الصادرين بغير نهج باسم النهج وكانوا المعبرين عن الثورة وليسوا بالثوار.

مع ذلك سيبقى هؤلاء المزيفون في مواقعهم، لأن الموسومين بالفشل والمعروفين بالعجز بأمس الحاجة إليهم، فبفضلهم يصبح الفشل نجاحاً والعجز حنكة واقتداراً، وهم أيضاً على درجة عالية من الخواء الفكري والعجز عن قراءة الواقع والأحداث بالمستوى الذي يجعلهم لا يصطدمون بأحد ولا يثيرون انزعاج أحدٍ أو سخطه تجاههم، ولكن يكفي أن نعرفهم لكي نعمل على وقاية أنفسنا من سمومهم ونحاول تحذير من حولنا من الوقوع في حبائلهم، ولعمري ليس ذلك أبداً بالسهل اليسير، فالدرب إلى مثل هكذا توجه شائكٌ وطويل.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
أمريكا والسعودية .. الشيطان وقرنه
عبدالفتاح علي البنوس
محمد صالح حاتم
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
محمد صالح حاتم
شارل أبي نادر
خدعة الانسحاب الأميركي من العراق وخطورة "التدريب والتمكين"
شارل أبي نادر
زياد السالمي
بالشهادة نُحيي موتنا
زياد السالمي
إكرام المحاقري
فشل العدوان وخيارات الإنسحاب
إكرام المحاقري
شارل أبي نادر
مأرب تتحرَّر.. هل توقف السعودية حربها على اليمن؟
شارل أبي نادر
المزيد