مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
أخطر الظَّلَمة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 9 أشهر و 7 أيام
الأربعاء 16 فبراير-شباط 2022 12:10 ص


هناك نوعٌ من الظلمة هم الأخطر من بين جميع الفئات التي تتبنى الظلم في نشاطها وحركتها وسلوكها ومواقفها على الحياة والإنسان، إنهم أولئك الذين كان ارتباطهم بالحق ارتباطاً فرضته الظروف المحيطة بهم في زمنٍ ما كوسيلة للخروج مما هم فيه، دون أن يكون لارتباطهم ذاك أدنى أثر على مستوى الفكر أو السلوك أو الروحية، لذلك فهم ما إن يستقر بهم الحال حتى تبدأ قناعتهم الحقيقية بالتسلل شيئاً فشيئاً إلى الواقع من حولهم، وما هي إلا مسألة وقت حتى يصبح كل شيء محكوماً بضيق أفقهم وخاضعاً لأنانيتهم، ومفلسفاً بحسب ما تمليه عليهم أهواؤهم وأمزجتهم، وهم مع ذلك لا يقولون للناس: نحن نسعى لتحقيق مطامعنا على حساب الإخلال بثورتكم والضرب للمنهجية القائمة عليها حركتكم، والانقلاب على الثوابت التي رسختها إرادة القائد القوية وتضحيات المجاهدين المستمرة والدائمة، بل يتظاهرون بالصلاح والتقوى والزهد، ويبدون من رجال الإيمان والورع والإخلاص، ولقد عرفنا وعايشنا أناساً يرتدون ثياب الزهاد على أجسادٍ معجونة بالفساد، ومجبولة على الغش والخداع، صحيحٌ أن منشوراتهم وتغريداتهم وحالاتهم توحي للناس من حولهم بأن الخير والهدى والصلاح يجري في عروقهم، لكن ما إنْ يطلع أولئك الذين من حولهم على بعض أعمالهم وتصرفاتهم وطرق تعاملهم مع من يحتكون بهم أو يعنون بأمر من أمورهم المختلفة حتى يتبين لهم أنهم أمام منافقين مع مرتبة الشرف بكل ما للكلمة من معنى.
إن هذا النوع من الظلمة هم الأخطر على الحياة والإنسان كما سبق أن ذكرنا أعلاه، لأنهم في الوقت الذي يظلمون فيه الناس ويعصون الله ورسوله، ويخالفون كتاب الله، ويتمادون بمخالفة وليه سبحانه في كل شيء، يظهرون بمظاهر تضمن لهم البقاء على ما هم عليه من ظلم وبغي وطغيان وتعدٍ وانحراف، كأنْ يقوم هؤلاء بتقديم أنفسهم للناس على أنهم دعاة إنصاف ورجال عدالة وحق، وهم في الحقيقة أظلم من فرعون، وأشد تكبراً من إبليس، وأكذب من سجاح وألعن من عفاش وزبانيته، ومع كل ذلك يظلون غير معروفين لدى الناس على حقيقتهم.
ولعل ما يخيف المتأمل فعلاً هو: أن هناك لوبياً يتحرك لظلم الناس لا توجد لديه قداسة أو حرمة لشيء، فتوجيهات القرآن وتوجيهات قرينه مضروبٌ بهما عرض الحائط، لأن فيهما ما يضمن لي ولك وله ولهما ولهم ولها ولهن ما يجعلنا نضع رؤوسنا برأس أي أحد كائناً من كان مادمنا أصحاب حق، ثم إذا كان هؤلاء لم يعودوا مستعدين لتنفيذ توجيهات القيادة، بل لديهم أساليبهم في التلاعب بتلك التوجيهات والالتفاف عليها، فمن سيوقفهم عند حدهم ويمنع ظلمهم عن الناس؟
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
11 فبراير الثورة والانتكاسة!
أنس القاضي
سند الصيادي
المسيَّراتُ والعزائمُ اليمانية
سند الصيادي
مجاهد الصريمي
المسيرة نظام حياة
مجاهد الصريمي
بسام أبو شريف
إدارة بايدن وسرقة الأموال الأفغانية بعد اليمنية والإيرانية
بسام أبو شريف
عبدالعزيز البغدادي
الربيع المختطف!
عبدالعزيز البغدادي
عبدالرحمن الأهنومي
الدجَّال على حافَّة الجنون
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد