مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
وطنٌ ذاك ديدنه.. ليس وطني
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 8 أيام
السبت 16 إبريل-نيسان 2022 12:24 ص


يحذر القرآن الكريم المؤمنين كثيراً من التماهي مع كيانات وقوى الكفر والاستكبار، التي تتحرك من موقع الجحود والإنكار للحق، وتقف موقف المعاداة لله سبحانه، ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله، وللمؤمنين. ولم يكتفِ القرآن بتقديم تلك التحذيرات كعناوين فقط، وإنما قدمها كأسس تربوية وأخلاقية وعقائدية شاملة، حوت في طياتها الوضوح التام والدقة اللامتناهية، التي تحدد للمؤمنين كل التفاصيل المتعلقة بكيفية التعامل مع العدو على كل المستويات وفي مختلف الظروف والمجالات، حرباً أو سلماً، بحيث لم يعد هنالك أي لبس في القضية.
كما يجد المتأمل في كتاب الله أن الموقف الذي يحث المؤمنين إليه تجاه الأعداء احتل مساحة واسعة من آياته المباركة، توزعت على معظم سوره العظيمة والطاهرة، إلى جانب وجود سور بأكملها مثلت هذه القضية مضمونها العام. وكذلك تناول القرآن كل فئة من تلك الفئات الكافرة والمنحرفة على حدة، بالمستوى الذي يشرح لك أدق التفاصيل عنهم، كيف يفكرون، وما هي العناوين التي يرفعونها، وكيف هي نفسياتهم من الداخل، وكيف يتحركون، وإلى ما يستندون في جميع ما يتخذونه من مواقف أو يقومون به من أعمال، مع تقديم المنطلقات التي لا بد من اعتمادها من قبل المؤمنين في مواجهة كل ذلك. وقد أشار سيد الثورة رعاه الله، في إحدى محاضراته الرمضانية هذا العام، إلى ذلك، وقال في معنى كلامه: إن موضوع المعاداة في القرآن الكريم، على الرغم من سعته ودقته وشموله، غُيب من الذهنية الإسلامية، نتيجة ابتعاد معظم المسلمين عن القرآن والتزامهم بثقافات أخرى، ثقافات عملت على تشويه هذا المفهوم، نتيجة ارتباطها من حيث النشأة بالمستكبرين، الأمر الذي جعل أولياءهم من الأنظمة المنافقة يعملون على ترويجها كثقافة تعبر عن الإسلام دون سواها، وهذا ما جلب على المسلمين الويلات والنكسات والهزائم إلى اليوم.
ولقد حصل في الآونة الأخيرة موقفٌ من قبل بعض الساسة في يمن الأنصار تجاه أحد المنافقين الراحلين إلى سوء المصير، بعد أن أفنى حياته في ظلم الناس، ومحاربة الحق، هذا الموقف بدا مخالفاً للقرآن، فكيف نعطي لأنفسنا مبرراً أمام الله وخلقه ونحن مسيرة قرآنية؟! أوَما علم هؤلاء أن إظهار شيء من المودة للكافرين والمنافقين، سواءً أكانوا أحياء أم أمواتاً، ضلالٌ وفسق كما قرر ذلك الله في كتابه العزيز، بل هو سببٌ من الأسباب الموجبة لغضب الله علينا، وعملٌ نستحق عليه العقوبة التي في إحدى جزئياتها تخليه سبحانه عنا كولي وناصر ومعين ومؤيد؟! لماذا نرى البعض يتحرك في ميدان السياسة بخلاف القواعد الفكرية والعقيدية التي نلتزمها ونؤمن بها؟! ألا يدرك هؤلاء أنهم يؤسسون للهدم من حيث أرادوا البناء، ويفككون القاعدة الجماهيرية من حيث أرادوا قوتها وتكثير سوادها؟! عليهم أن يعوا أن وطناً يتسع للجميع لا يتفق مع مفهوم القيام لله، ولا يرضاه دينه، ولا المؤمنون من عباده. إن وطنا يستوي فيه الخائن والأمين والمجاهد والمنافق ليس هو الوطن الذي تريده رسالتنا ومسيرتنا. وطنٌ هذا ديدن ساسته ليس وطني.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
لنتكلم بصراحة عن لقاء الرياض وتبعاته
عبدالمنان السنبلي
يحيى المحطوري
القلوبُ المقلوبة
يحيى المحطوري
شارل أبي نادر
هل أصبحت المواجهة مباشرة بين روسيا و"الناتو"؟
شارل أبي نادر
حسني محلي
تناقضات إردوغان لن تنتهي.. جاء دور باكستان!
حسني محلي
عبدالباري عطوان
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
عبدالباري عطوان
محمد أمين الحميري
إلى جيل الصحوة: مصارحةٌ لا بد منها
محمد أمين الحميري
المزيد