تساءل بالأمس أحد كتابنا وباحثينا الأحرار، عبر حائطه على فيسبوك قائلاً: عادةً ما يتحدث سيد الثورة أبو جبريل وفقه الله وسدد خطاه، في الخطاب الواحد، عن ضرورة العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، من خلال الحث على التوجه إلى الزراعة ودعم المزارعين واستصلاح المزيد من الأراضي الزراعية، والعمل على تنمية الاقتصاد، وذلك بالتشجيع على إيجاد قوى منتجة ومصنعة لكل احتياجات البلد محلياً، عن طريق إنشاء التعاونيات والجمعيات المجتمعية، بإشراف ومساندة مباشرة من قبل الجانب الرسمي، كما يؤكد المولى سيد الثورة على تعزيز الروابط المجتمعية، عن طريق المزيد من التحركات القائمة على الإحسان إلى الفقراء بسد حاجاتهم، وتخفيف معاناتهم، وإشاعة مبدأ التعاون والعطف والرحمة والعدل والمحبة بين الجميع، إلى جانب حرصه الدائم على التذكير بمعنى المسؤولية لدى كل ممثلي الدولة في مختلف قطاعاتها، ومن منطلق إيماني، يتحدد بموجبه موقع المسؤول أياً كان كخادم للناس، وبالتالي فلا مكان للانتفاخ الذاتي والاستعلاء والتبختر والعزلة والعنجهية لمن يتصدى لأي عمل، باعتبار الكل خداما للناس لا أقل ولا أكثر، الأمر الذي يفرض على كل مسؤول القرب من الناس والمسارعة لحل مشكلاتهم ورفع ظلم الظالمين وجشع الجشعين عن كواهلهم، ثم يؤكد سيد الثورة على أهمية الاستمرار في النفير لرفد الجبهات بالمال والرجال، والتعاطي بجدية مع كل المخططات التي يهدف العدو إلى استهدافنا من خلالها، كالحرب الناعمة، فلماذا نغفل عن كل هذه الجزئيات التي تعتبر أسسا وموجهات عملية لكل العاملين بمختلف ميادين العمل، ونختزل مواجهة الحرب الناعمة فقط في نشاطنا السلبي المتجه للنيل من المرأة من خلال الإساءة إليها والطعن في كرامتها وشرفها والحط من قدرها؟
وهو تساؤلٌ جديرٌ بأن نتوقف عنده طويلاً، لعلنا نهتدي إلى طريقةٍ ما، نتمكن عبرها من التوصل لبعض الأسباب التي أدت إلى وجود مثل هذه الفجوة على مستوى الفهم والتطبيق، ونتج عنها وجود أعمال مخالفة لما يتطلب فعله سواءً على مستوى الشكل أو المضمون، ومن وجهة نظري القاصرة فإن أبرز تلك الأسباب هو:
وجود أشخاص يتعاملون مع كل ما يطرحه القائد المولى بطريقة أقرب ما تكون إلى الفلترة، وذلك ليأخذوا فقط ما يتناسب مع وضعيتهم الموسومة بالعجز والفشل، ويتجاهلوا كل ما له صلة بإيجاد تحول حقيقي على كل المستويات، لأنهم غير قادرين على البدء بتنفيذ ذلك وليسوا مستعدين لإفساح المجال أمام ذوي القدرة والأهلية مهما كلف الثمن، أضف إلى ما سبق أن 95% من الكتاب والمثقفين والإعلاميين والساسة والعلماء والاجتماعيين وغيرهم، باتوا يرون علاقتهم بالقائد حفظه الله، عبارة عن علاقة شكلية، فهم لا يستطيعون العمل بشيء من التوجيهات إلا بعد أن يوجه بها المسؤول أو المشرف المباشر، وذلك كترجمة لقاعدة التسليم التي أُفرغت من محتواها الصحيح والإيماني، وبقي اللفظ واختلف المضمون، إذ إن المضمون الجديد يحتم علي أن أعمل بناءً على ما يريده ويختاره ويرتضيه المسؤول المباشر عني، حتى وإن كان قائما على النقيض من النهج بشكل عام، وضد الثورة وأهدافها، وعلى العكس تماماً من توجيهات السيد القائد.
أما إذا أراد أحدٌ العمل بخلاف الوضع السائد، والانطلاق من وحي توجيهات سيد الثورة رعاه الله، فإن ما ينتظره هو الشيء الذي لا يخطر على بال، وما التشويه لشخصه، من خلال بث الشائعات في الوسط الثوري، من مثل: قاطع صلاة، ليس بالشخص الملتزم بالدين، معقد، مغرور، مادي، إلا المقدمة التي ستعقبها فصول كثيرة لن يقوى على احتمال بعضها إلا مَن عرف الله ووعى النهج، وأدرك قيمة وأهمية وجود القيادة المباركة، واستوعب دورها في مختلف الظروف وجميع الأحوال.
* نقلا عن : لا ميديا