مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
الفهم القاصر داؤنا القاتل
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 3 أشهر و 25 يوماً
الإثنين 01 أغسطس-آب 2022 12:48 ص


لا يمكن أن نجد فيروساً من الفيروسات القاتلة أو ورماً من الأورام الخبيثة، أو مرضاً من الأمراض التي تنتشر بالعدوى، ما قد يصل لمستوى مرض الفهم القاصر والتفكير المحدود، المبنيين في الأساس على ما تم اعتماده في مجال العلم والمعرفة، من نظريات خاطئة، وأحكام باطلة، وثقافات مغلوطة، حتى وإنْ قمنا باستقصاء آثار جميع الأمراض التي أصابت المجتمع البشري عبر التاريخ، ثم قمنا بعد ذلك بإحصاء كل ما ترتب على حدوث الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وفيضانات وغيرها، وأضفناها لما سبق وجمعناه من نتائج وآثار الأمراض التي أصابت وتصيب الإنسان، لوجدنا أن المرض الذي يصيب الروحية، ويهاجم الفكر، ويتغلغل في التركيبة الذهنية، ويدخل ضمن مكونات البنية العقائدية، هو المرض الأقدر على التخفي والمراوغة، والأكثر انتشاراً، والأشد والأوسع دماراً وأضراراً، إذ إن الأمراض والكوارث الطبيعية قد تميت أو تتسبب بعاهة مستديمة لجزء من المجتمع في هذا البلد أو ذاك، في الوقت الذي سيعمل بقية أبناء ذلك المجتمع على الحد من مخاطر ما حل بهم، وسيبحثون عن العلاج أو الحل لما قد وقع بهم، بينما المرض الذي يصيب الفكر والروحية لا يمكن القضاء عليه بالكلية أبداً، لاسيما إذا استطاع التوسع والانتشار حتى استحوذ على أكبر قدر ممكن من المجتمعات، وتمكن على امتداد قرون من الزمن من بناء قواعده وأسسه في كل القلوب والعقول، تماماً كما نلمس ذلك في واقعنا كمسلمين.
فنحن الوحيدون بين سائر الأمم الذين نهتم بالشكليات ونغفل عن المضامين في كل شيء، على مستوى الدنيا والدين، ونحن مَن إذا ما انطلق من بين ظهرانينا فكرٌ حي وسليم، بذلنا قصارى جهدنا لإنزاله إلى ما نختزنه من فكر مذهبي، وعادات قبلية وعصبية، وذلك بالاهتمام بكل الوسائل التي يؤكد عليها ذلك الفكر، دون أن نسمح بتحقق أيٍ من الغايات التي توصل إليها تلك الوسائل، بل ما وُجدت تلك الوسائل إلا لخدمة الغايات والأهداف الكبرى، وخصوصاً عندما يكون المنطلق لذلك الفكر هو القرآن.
من هنا يمكن القول: إن المتشبعين بالمذهبية، والخاضعين للعصبية بمختلف مشاربها وأشكالها، هم العبء الأثقل على كاهل الفكر الحسيني الحي والمتجدد بثورة الحادي والعشرين من أيلول، لأنه يرى كل شيء من منظور قرآني، فكل ما يراه في الكون ويجده في النفس، ويقوم به من عبادات وأعمال هي بابٌ للاعتبار والتذكر والتعقل والتفكير والعلم والمعرفة التي تصل بصاحبها إلى اليقين، وبالتالي فهو ملزم بالوقوف على كل شيء لإدراك ما وراءه من غايات وأسرار، بخلاف التوجه القائم على مسائل فقهية وكلامية، والذي قسم الحياة إلى قسمين متناقضين، فهو بقدر ما يحاول ابتعاث شيء من الحق، تجده قد أسهم بدفن كل ما كان صالحاً لمخاطبة النفوس الصافية، وإيقاظ مقومات الفطرة السليمة.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
عن المرتبات مرّة أخرى
حمدي دوبلة
عبدالحميد الغرباني
اتفاق الهدنة إحياء ميت أو إعلان وفاة؟
عبدالحميد الغرباني
مجاهد الصريمي
منطق إبليس
مجاهد الصريمي
عبدالمجيد التركي
أحقاد أموية
عبدالمجيد التركي
وديع العبسي
صرف المرتبات أولوية
وديع العبسي
علي ظافر
نصرُ الله منّا أهلَ اليمن
علي ظافر
المزيد