مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
قرآنيون بحسب الحاجة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و أسبوع و 3 أيام
الإثنين 14 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 06:53 م


يستطيع الممسك بزمام السلطة في أي بلد أن يفرض على مجتمعه ما يشاء من نظم وقوانين وأفكار، نتيجة ما توفره له مكانته في السلطة من إمكانات تتيح له بسط نفوذه، وفرض إرادته على الجميع، فمَن لم تنفع معه أساليب الترغيب وطرق الوداعة واللين، ستنفع معه أساليب التخويف والتهديد والترهيب، وسيخضع مكرهاً وراغماً لمشيئة السيف، ولكن هذا الحال وإنْ بدا لذلك الحاكم طبيعياً، وباعثاً على السعادة والراح، وموحياً له بالمزيد من الزهو والعظمة، لن يدوم ولن يستمر طويلاً، إذ بمجرد أن تضعف قبضته الحديدية قليلاً، أو يواجه ظروفا وتحديات في المستقبل يكون لها أثر في اهتزاز هيبته، وتراجع نفوذه وهيمنته، فإن الجميع سينقلبون عليه، ويعملون على طمس ذكره بينهم، ومحو آثاره كلها من واقع حياتهم وأفكارهم، وما هي إلا فترة زمنية ويجد نفسه مذموماً ملعوناً على كل لسان، بعد أن كان الزعيم المفدى، والقائد المغوار طوعاً أو كرهاً.
وهنا قد يتساءل القارئ الكريم: لماذا الإتيان بهكذا مقدمة، لاسيما ومسكوتاتك تكون على الأغلب متعلقة بواقعنا المحلي؟ ونحن بحمد الله نتنفس روح ثورة نابعة من صميم ديننا، ومعبرة عن قيمنا وأخلاقنا، ومجسدة لهويتنا، ناهيك عن أنها امتداد لرسالة ومشروع الأنبياء والرسل عليهم السلام، وخلاصة ما أنتجته الشجرة المباركة التي غرسها الإمام الحسين يوم الطف، وسقاها بدمه الطاهر، فظلت حيةً معطاءة، قوية ثابتة ضاربةً بجذورها في أعماق الأرض، بالغةً بأفنانها عنان السماء، ولما أجمع الباطل أمره على اجتثاثها، ليمنع عنا خيرها، تلقاها الحسين البدر كأمانة من جده، فحفظها بدمه ومدها بروحه ولسانه وفكره، إلى أن استظللنا بظلها، وذقنا شيئاً من ثمرها الطيب، وإذن فليس في ثورتنا وجود للملوك والمتسلطين، فغاية بنيها هي: الإصلاح في أمة الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله، من خلال إعادة الاعتبار للدين كله، وإقامة الحياة وواقع الناس وفق ما أراد الله، وأمر به في كتابه العزيز، وهذا صحيحٌ لا شك فيه، وحقٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، ولكننا عزيزي القارئ: بتنا اليوم وجهاً لوجه، مع أشخاص أنستهم مواقع السلطة ومباهجها مضامين المنهجية الرسالية والثورية وأخلاقياتها، شخصيات لا تريد أن تبذل جهداً مضاعفاً في إعادة الناس إلى جادة الصواب، بعد أن فقدوا الثقة بكل المعتقدات الدينية، نتيجة ما عايشوه من أعمال وتوجهات قامت بها حركات وأحزاب وجماعات قدمت نفسها باسم الدين، بالإضافة إلى ما أنتجته قوى الاستكبار من ثقافات تشربها معظم أبناء المجتمع الإسلامي، وأصبحت هي العين التي من خلالها ينظرون إلى الأشياء، والمرجعية التي يحتكمون إليها في سائر أحوالهم، والأصل الذي من حقه أن يحدد لهم الصواب من الخطأ، والصحيح من الفاسد.
وهذا الأمر يتطلب السير بحذر، والعمل بوعي وحكمة، ما لم فستنفجر بنا أول الحقول المزروعة بالألغام، فينتهي كل شيء، وما أشد جريمة الذين يعتقدون بأنهم يمثلون الحق، وهم يتصرفون بطرق وأساليب أهل الباطل في سلوكهم وأنشطتهم وأفكارهم! وما أجرأهم على الله حين يعتبرون أنفسهم من جنده وأنصار دينه ولا يقبلون الأخذ والرد حيال ما يشرعون من نظم، ويضعون من محددات وموجهات، معتبرين أي اقتراح بالتعديل أو الحذف أو الزيادة كفراً بالدين، ومجاهرةً بالفسق والضلال! وفوق هذا يدعون أنهم يمثلون المشروع القرآني! ولكن هيهات، فما أبعدهم عن دعواهم تلك! إذ لو أنهم وقفوا يوماً على قوله تعالى: «وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلالٍ مبين» لكان لإيحائها أثر في أطروحاتهم وسلوكهم في الحوارات والنقاشات، وطبيعة تعاطيهم مع النقد البناء، ولا شك أن القرآن كل لا يتجزأ، فالغفلة عن شيء من آدابه وأحكامه كالغفلة عنه بشكل عام.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
خالد العراسي
الغذاء والدواء أساسيات تتعرض للإهمال والتدمير
خالد العراسي
رشيد الحداد
«صافر».. إنقاذ مؤجل حتى تحل الكارثة
رشيد الحداد
حمدي دوبلة
عَربٌ ولكن …!!
حمدي دوبلة
عبدالرحمن الأهنومي
إنجاز على مبدأ أن تأتي متأخراً
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
قمة الجزائر والعدوان على اليمن
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح حيدرة
إبحث عن الوعي في قلوب الأحباب واستخرجه من عيون الأعداء..
عبدالفتاح حيدرة
المزيد