روسيا تتعامل بهدوء مرعب للغرب مع الحرب التي أشعلوها والعقوبات التي فرضوها والحظر الذي أعلنوه ضدها.
أصبحتُ على يقين أن روسيا لم تعد تريد إنهاء الحرب، بل وتستمتع بكل دقيقة منها، وهي تشاهد حلف الناتو يتقلب كخروف مغروز بعصا على النار.
دول الناتو يا سادة، متمثلة بأمريكا والدول الأوروبية، لم يعودوا قادرين على إقناع أحد في العالم بأي شيء، وصاروا يتخبطون وهم يغيرون مواقفهم وأخبارهم كل يوم، حتى لم يعودوا يجدون من يصدقهم.
لاحظوا الفارق بين كمية تصريحات روسيا (القليلة جداً)، وخصوصاً الصادرة من الرئيس الروسي بوتين، بالمقارنة مع كمية التصريحات اليومية الهائلة الصادرة من أمريكا وأوروبا وقياداتها، مثل الرئيس الأمريكي بايدن، والفرنسي ماكرون، والمستشار الألماني شولتس، وفوقها تصريحات أوكرانيا ورئيسها المحبوب للناتو سابقاً، المكروه منهم حالياً بسبب محاولاته توريطهم في الحرب، زيلينسكي. وجميعهم تطل أخبارهم ومسؤولوهم وبلدانهم بواقع خبر كل دقيقة تقريباً، وكل واحد يتناقض مع سابقه.
تشاهدونهم أحياناً يتصنعون القوة ويريدون إقناعنا أن روسيا تخسر وتتجرع مرارة الهزيمة، وبعد أقل من ساعة يقومون هم بالتبرير لروسيا بعكس ما قالوه.
وصل الحال إلى درجة أن وزير الدفاع الأمريكي يتغزل بالصواريخ الروسية ودقة تصويبها، ويعلن انبهاره بمخزون الصواريخ الروسية وكثافتها بعد أن كانوا أعلنوا أنها أوشكت على النضوب.
في الوقت نفسه تعلن الصحف والمواقع الأمريكية أن إمدادهم بالسلاح لأوكرانيا أفقد أمريكا ثلث مخزونها الاستراتيجي من الأسلحة، ويحتاجون إلى سنوات لتعويضه.
إنه الشتاء الأجمل، حيث يمتزج المونديال الأجمل والأكمل، مع أخبار أوروبا والحرب الروسية مع دول الناتو.
* نقلا عن : لا ميديا